| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 15/ 1 / 2007

 

 

من ذاكرة الرجال
الشرطي الشيوعي


ابراهيم عبد الحسن - الناصرية

في سجل الزمن رجالا مضوا وآخرون يكملون المسيرة .. في خمسينيات القرن الماضي ومع نشاط حركات التحرر العالمية ومنها العراق حيث الإحداث تغلي وانتصار ثورة 14 تموز المجيدة يكاد يكون أو كان حديث الساعة ومع تصاعد نضالات الشيوعيين العراقيين ونشاطهم المنظم الذي استحوذ على مشاعر العمال والفلاحين وجموع الشغيلة ولانحداره الطبقي الواضح وجد (( حسين منخي صحن )) طريقه إلى تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وهو لما يزل في الثامنة عشر من عمره عبر منظمه الرفيق أبو سلام ( عودة البناء ) لتمتد رحلة عمر وتاريخ مسيرة عاشها مع الشيوعيين حتى يومنا هذا حيث لابد ان تقوده خطاه يوميا إلى مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية وكأن هذه الزيارة هي تعبيرا عن تجسد أحلامه وتطلعاته يوم كان مع الجماهير يهتف هنا ويؤدي مهمة حزبية هناك .. وفي مسيرة الرجل محطات ومحطات لازال يعتز بها بل وانه يعيدها إليك شريطا للإحداث .. وبعد سنة من انتمائه الحزبي سيق لأداء خدمة العلم وشهد احتفالات الجيش بالذكرى الأولى لثورة تموز وهو يردد معهم (( عاش تضامن الجيش مع الشعب )) حتى تسرح من الجيش وجد طريقة إلى سلك الشرطة ومن يومها تكحلت محطاته النضالية بنكهة التحدي والمفارقات حيث أستغله الحزب كشرطي ليهرب العديد من رفاقه بحجة انه مأمورا بهم لهذا لم تفارقه الجامعة ( الكلبجة ) الذي يقول عنها اليوم انها طوقت معاصم الرفاق من اجل الخلاص .. حتى وقع انقلاب شباط الأسود عام 1963 نال الشيوعيين في الناصرية حصتهم من الهجمة المسعورة لأوغاد الانقلاب فتعرض التنظيم في الناصرية الى الهجمة وأمتلأت المعتقلات بالشيوعيين وهنا جاء دوره المعهود حيث كلفه الحزب بتهريب الرفاق في محلية الناصرية ومنهم الرفيق يعقوب فالح سكرتير محلية الناصرية يوم ذاك . ارتدى زيه المعهود وحمل ( الكلبجة ) معه ليهربهم الى البصرة وكان منهم أيضا الشهيد شاكر محمود ورفاق آخرين وفي البصرة حيث كلمة السر (( جبار فرج خرج من المستشفى )) أستلمهم الرفيق أسعد العاقولي ليعود شرطينا الشهم مطوقا بتواشيح السلامة والاستلام .. وفي بيوت الحزب الأخرى وأوكاره واصل نضاله حيث اتخذوا من دار ابو سلام مقرا لهم واصدر الرفاق هناك نشرة حزبية للإشارة بأن الحزب لازال وسيبقى رغم الجلادين حتى تم اعتقال الرفاق وهو منهم وسيق إلى المجلس العرفي مع مجموعة من المناضلين وكان نصيبه السجن وفي السجن تلك المدرسة الحزبية تجددت أفكاره وعاش مع الإبطال قصص البطولة وحين أطلق سراحه ظلت الأفكار الشيوعية تمور بدواخله فعمل ثانية ونشط مع الرفاق سعدون جبر ورحمن جبر وحرية طعمة ومحمد ثجيل وعودة وهيب ابو حردان وجاسب مطرب وجبار عراك واخرون .. ومع اشتداد انتفاضة الاهوار في الناصرية القي القبض عليه ثانية بعد استشهاد خالد احمد زكي ولما لم يثبت في المحكمة ضدهم شي أطلق سراحه ليهرب الى الكويت للعمل هناك حتى عودته بعد انتفاضة آذار 1991 .. ومع أول نسائم الحرية في عام 2003 وسقوط النظام المستبد وجد نفسه وخطواته مع الشيوعيين في الناصرية يتواصل معهم تنظيميا .. حتى باتت زيارته الى مقر الحزب في الناصرية معهودة للجميع .. هي محطات ليس ألآ من سفر الشرطي الشيوعي حسين منخي صحن.