كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 13/12/ 2007

نحتاج الى وقفة مسؤولة إبراهيم عبد الحسن - الناصرية  يمتد تاريخ الناصرية الرياضي منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي . وفي ثلاثينياته شهدت الناصرية تأسيس عدد من الأندية الرياضية الأهلية مثل المعارف والمحلة وغيرها وضمت تلك النوادي في أيامها أسماء لمعت وتألقت في مجالات رياضية عدة منهم من أبدع في كرة القدم والسلة والطائرة وحتى الألعاب الفردية .. وظلت ذاكرة الناصرية تحتفظ لهم بصور رائعة وخالدة . وفي خمسينيات القرن الماضي أيضا تطورت الحركة الرياضية في المدينة وتأسست نوادي أخرى كان اشهرها نادي الفتيان الرياضي ونوادي حكومية أخرى .. نادي الفتيان الرياضي الذي ضم كبار الأسماء الرياضية في المدينة أمثال نعمان السيد محمد وشريف نعاس وعباس هليل وعلي مرهون وأولاد الأمامي والاطرقجي وخالد غني وصبحي الطليع وصبحي الجسار وكثير غيرهم .. نادي الفتيان التي تختزن له الذاكرة العديد من الإنجازات والمباريات التي لعبها مع كبريات الفرق الكروية آنذاك مثل الجوية والميناء والفرقة الثالثة وغيرها تخرج من معطفه جل الأسماء الكروية في الناصرية التي قادت الحركة الرياضية فيما بعد واستطاعت ان تدرب وتقود الجيل التالي بل خرج من معطفها أيضا أسماء واسماء وواكبت تطور الحركة الرياضية واعداد وتنمية وصقل العديد من الطاقات التي سجلت لها حضورا رياضيا فيما بعد . . نادي الفتيان الذي لم يذق طعم الخسارة أبدا حتى إذا ما جاء أنقلاب شباط الأسود\ عام 1963 أقدمت السلطات الفاشية على إغلاق النادي وإيداع اغلب أبطاله السجون .. وان المتتبع لتاريخ الناصرية الرياضي يستطيع بسهولة أن يؤشر على الخط البياني الصاعد لمستوى الإنجازات الرياضية وفي الميادين المختلفة والاستمرار بذلك مع تقادم السنين وتطور المستويات ولعل اكبر شاهد تاريخي على ما نقول هو صعود منتخب الناصرية الكروي على بطولة الجمهورية قبل استحداث نظام الدوري الحالي حيث كان نظام بطولة الجمهورية يقسمها الى منتخبات الجنوبية والوسطى والشمالية وخاضت تشكيلة الناصرية الكروية التاريخية التي ضمت صلاح عبيد لاعب المنتخب الوطني العراقي لاحقا وصبحي الجسار وعباس هليل وصاحب محمد وطارق خضير ووحيد علي وجهاد حمود والمرحوم سعدي إبراهيم ورعد إبراهيم وحسين سيد فليح وعبد الله حسين وعلي العربيد وراضي سرحان وشاكر مطره وهادي هوني وغيرهم ... خاضت هذه التشكيلة تصفيات المنطقة الجنوبية لبطولة الجمهورية لعام 1968 – 1969 واستطاعت ان تتعادل وتفوز في مباريات الذهاب والإياب على منتخب البصرة الذي يضم خيرة الأسماء البصرية الكروية آنذاك وبهذا تأهلت عن المنطقة الجنوبية لتلعب التصفيات النهائية ومن ثم اللعب على المركز الأول لبطولة الجمهورية أمام المنتخب العراقي العسكري الذي يضم آنذاك خيرة الأسماء الكروية العراقية أمثال حسن بله وصاحب خزعل ورياض نوري وغيرهم من أبطال العراق وفي مباراة الإياب التي جرت على ملعب الإدارة المحلية خسر الفريق 1- صفر في هدف مشكوك في صحته وخسرت أيضا في مباراة الذهاب في بغداد 2- صفر بعد أن وصفت الصحف الرياضية الصادرة في اليوم التالي للمباراة بمانشيت كبير (( خسرت الناصرية وفازت بإعجاب الجماهير )) وراحت الصحيفة تقدم وقفة صحفية مع كل لاعب من التشكيلة تلك ومنها استطاع صلاح عبيد ان يسجل حضوره الكروي وبقية الأسماء امثال كمال جعفر عباس هليل عبد الله حسين واخرين .. أن المتتبع لتطور المستوى يستطيع القول لو أن سياسة النظام الشوفيني قد ابعد سياسة الإقصاء وسياسة اختيار من هب ودب ليقف على أهم مفصل في البلد وهو المفصل الرياضي لما آلت آلية مثل تلك الطاقات وبدل ان ترعى وتنهض بها لتطور الحركة الرياضية بشكل عام أهملتهاو أهملت رياضة المحافظات وحاربتها لتحصرها في بغداد وفي أندية خاصة ومن يومها بدأ الخط البياني لرياضة المحافظات ومنها الناصرية يؤشر نزوله البياني الواضح .. بعد التحرير وانطلاق البناء الديمقراطي الجديد كنا نتوسم التخلص من تركات النظام البائد وان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب من اجل إعادة البنى التحتية التي حطمها النظام الفاشي واستبشرنا خيرا واستنهض المخلصون في المدينة وقاموا بإعادة فتح نادي الفتيان الرياضي الذي عاد بكل الأسماء وتبرع العديد من خيار المدينة لدعم النادي إلا إن وزارة الشباب والرياضة وضعت ملف إعادة نادي الفتيان في سلة المهملات وعادت المحسوبية أيضا في توزيع المناصب الرياضية مما أدى الى ترديها اكثر وان فريقها الكروي الان اصبح يلعب في مصاف الدرجة الثالثة يا للخيبة.. الذي حفزني على كتابة هذا الموضوع هو المنشور الملصق في شوارع وساحات الناصرية بأسم مشتاق الصالحي وهو يؤشر تردي الرياضة في الناصرية ويعزوها الى الذين يقودون العمل الرياضي ألان ويبدو انه يطالب بتغيرهم إننا نطالب هنا [أن نقف جميعا وقفة مسؤولة من اجل أنتشال الواقع الرياضي وعودة الزهو والإنجازات سيما وان المدينة تعج بالطاقات الشبابية الواعدة التي تحتاج الى رعاية فعلية وحقيقية من اجل الاخذ بيدها نحو الطريق الصحيح وان ننتفض انتفاضة رجل واحد من اجل رياضة الناصرية .