الأثنين 13 /2/ 2006

 


 

ضعف الاداء في الخدمات العامة الى متى !؟ الناصرية نموذجا

 


ابراهيم عبد الحسن

ثمة أزمة مزمنة يشكو منها هذا البلد الوفير الثروات ومنذ عقود طويلة للاسف فمع انه من أوائل البلدان التي حققت أستقلالها من الوجهة القانونية في المنطقة ثمة مفارقة طريفة ألا أنها ذات دلالة عميقة تقول أن شركة كهرباء البصرة مثلا حصلت على أمتياز بأنارة المدينة في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي وتجدر الاشارة الى أن العراق هو أول دولة ربما حصلت على الكهرباء وذلك عام 1917 وفي شرق يلفه ظلام دامس واليوم يواجه العراق أكبر أزمة كهرباء في الشرق أوسط ومن بين اهم الاسباب هو ضعف الاداء في الخدمات العامة وما وراء ذلك من سياسات الاهمال والتهميش والفساد بتطوير هذا الحقل او ذاك من حقول التطور وسط قيادلت كان اغلبها محكوما بمفهوم (( عسكرتاري )) وما تبعه ذلك من انتعاش محموم للبيروقراطية الادارية كما أن الحروب المجانية التي زج بها طاغية النظام لم تدع سبيلا في التفكير بتطوير البلد وأول ذلك تطوير خدماته فعندما كان المواطن خلال الحرب العراقية الايرانية يطالب بأدنى مستوى لتطوير وتحسين خدماته كان الجواب الكل مشغول في المجهود الحربي فهل هي مصادفة اننا اليوم نعلق على الجانب الامني لاننا مشغوليين جميعا به أوليس تعدد غرف العمليات كل حسب مهمته كفيل بأن لايستمر الجهاز الاداري العراقي بتعليق شماعة كل شي على شيء لاعلاقة له به فما علاقة الخدمات البلدية والصحية والمجاري وما شليه ذلك من خدمات ذات تماس مباشر مع المواطن واننا نعلم ان سنابك الخيول كانت مشغولة في حروب الامام علي التي حاول الجميع أثارتها بوجه الخليفة الا انها لم تمنع من اشاعة العدل وتسيير شؤون الرعية من الجوانب الاخرى  .
ولايقتصر هذا الانحدار في التعاطي مع أداء الخدمات العامة على الكهرباء والطرق بل يشمل تقريبا كل الخدمات أن ساعة زخة من المطر على مدينة من مدن العراق والناصرية نموذجا تكفي للرد على دائرة اعلام المجافظة التي تريد ان تزين لنا وجه الخدمات المفقودة وتحاول اتباع سياسة كم الافواه من اشاعة التهديد والوعيد والتقاضي احيانا بدل ان تضع يدها بيد الاقلام الشريفة الصادقة المتجردة من كل شيء الا عن قول الحقيقة وفضح المستور فقد ولى الى مزبلة التاريخ كل دعاة الاستبداد والتسلط وولى زمن الخوف عن قول كل شيء شرط ان يكون ما يكتب رائده الحقيقة لاغيرهاننا لانريد ان يرتدي اعلامنا ثانية رداء النظام المقبور بل نريد اعلام حر صادق نزيه يقف على رأسه من تخرج من مدرسة الاعلام بفقه اصوله وقوانينه واعرافه لا ان يتبوأه من ليس له علاقة بالاعلام يوما قيد أنملة فأننا اليوم أحوج من كل يوم ان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلا سلطة لاحد علينا الا وفق القانونواختصارا للمعاناة ولاننا لانؤسس لتعميق الجروح بقدر ما نسعى او انه آن الاوان ان بصر ونبدأ بداية جديدة مع تباشير تشكيل الحكومة لنحسين هذا الواقع المشلول عن طريق  :
أولا الاهنمام بمشاريع صيانة الخدمات كافة فمع الاسف الشديد فأننا نصرف الاموال على صيانة اليات الخدمات اكثر مما نقدمه من خدمات وهذا ينطبق ايضا على المشاريع الانتاجية .
ثانيا أن أي حديث عن تحسين الاداء لايتحقق بدون تعزيز روح المسؤولية الوطنية وزرع قيم احترام النظام في سلوكية المواطن .
ثالثا ايجاد الطرق الكفيلة بالحد من استشراء الفساد الاداري واستأصاله من خلال الاجراءات الرادعة الكفيلة بردع من يحاول تشجيعه .
رابعا الاهتمام بالضروف المعيشية والادارية للموظفين العاملين في حقل الخدمات وتشجبع روح المنافسة لاختيار الافضل والاكفأ منهم .
خامسا تشكيل عدة غرف عمليات مشتركة واشراك المواطنيين والاعلاميين لتشخيص بواطن الخلل ووضع السبل الكفيلة في تجاوز وتضييق السلبيات  .
ان الطريق طويل وان تظافر جميع الجهود الخيرة بعيدا عن المسميات والموضوع يستقبل اراء لتعزيزه وتفعيله خدمة للناصرية التي من رحمها خرجنا وفيها نموت.


موقع الناس     http://al-nnas.com/