| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

الخميس 13/12/ 2007



النجارة في الناصرية .. بدايات وشخوص
كاظم ناصر الغرباوي

الناصرية \ إبراهيم عبد الحسن

كنت قد كتبت مقالا سابقا عن المهن وشخوصها في مدينة الناصرية ولم أتطرق فيه الى مهنة النجارة لاني استفردت لها موضوعا خاصا لما وجدت من انها تشل فنا قائما أبدع شخوصها الأولون في الناصرية وتفننوا فيها حتى ان النجارة حينما تعرف فأنها تعني من نجر الشي (المادة ) أي تفنن فيها.. وقد لاقيت صعوبة بالغة في استجماع مايهم المهنة وشخوصها وأسرارها وغرائبها سيما وأنني بدأت مع شخوصها الأولين الذين فارقوا الحياة قبل اكثر من مئة عام لهذا فضلت ان يكون حواري مع نجار مارسها وعائلته منذ البداية وهو النجار كاظم ناصر الغرباوي الذي امتهن المهنة من عائلته ووالده كاظم ناصر من مواليد 1910 ولازال حيا يرزق أطال الله في عمره .فكانت هذه الرحلة ...

ماذا عن النجارة ؟
- النجارة فن قائم ليس اليوم بعد ان شملها التطور حالها حال بقية المهن وما دخل عليها من فنون جميلة وانما هي فن منذ بداياتها ونشأتهاالاولى وخير دليل على ذلك فن زخرفة الشناشيل التي كانت تصنع وتمارس باليد قبل ان يكون للمكننة والأدوات الكهربائية واليدوية المتطورة حضورا كما هو اليوم .
- الفرق بين نجارة ألامس واليوم ؟
- الفرق كبير خاصة بعد دخول المكننة التي ساعدت في اختزال الجهد العضلي الذي كان يبذل في حينها من قبل نجاري ايام زمان وقدرتهم وتحملهم مشاق المهنة حديث طويل لاأحد يستطيع حتى تصديقه حيث كان نجاروا ألامس يتميزون بقدرة فائقة وتحمل غريب ناتج من حب المهنة في تقديم وإنجاز عمل فني تشكيلي يدوي رائع وبأدوات بسيطة وأعمال الشناشيل مثلا والتي كانت تبهر الناظر بزخرفتها وفنها وشموخها حتى غدت مبهرة للسواح ومحط اهتمامهم ومادة لألآت تصويرهم بعد زيارتهم الى اور والحضارة السومرية.. ليست الشناشيل وحدها التي تستنزف الوقت والجهد بل أعمال يدوية أخرى كالنقش على الخشب والزخرفة والعرانيص وتطليع الزبانة وبيت الزبانة أي الحفر بواسطة التنقير باستخدام المنقار وتطليع النثية والفحل التعشيق والتدوير والتثقيب التزريف والتقطيع والتصنعات أي تنظيف الأخشاب من خشونتها وشوائبها والتطريح أي مساواة مجموعة أخشاب بارتفاعات متساوية في السمك والطول والعرض كل هذا كان يدويا قبل دخول الماكنة وبأدوات يدوية اولية منها مصنوع من الخشب نفسه او مواد حديدية بسيطة كالريبون والطرحة والبولانية والمزرف الثاقب ابو القايش الذي يستخدم بكلتنا اليدين أضافه الى المنشار اليدوي الكبير الذي يصطلح عليه ( منشار اشكاكه ) يستخدم لتشريح الخشب ويستخدمه عاملان لتقطيع الخشب بالعرض وهناك نجارون ذو امكانية لاستخدامه وحدهم دفعا وسحبا .
- كيف كان يحصل النجارون على المواد الأولية الاخشاب؟
- كان النجارون الأوائل يعتمدون عل أنفسهم في توريد مادة الخشب رغم مشقة وصعوبة ذلك لأعتبارات منها ان الناصرية ترتبط بالبصرة بطريق رملي صحراوي اذ كان استخدامه مجازفة كونه طريقا تتغير معالمه مع هبوب الرياح وحركة السيارات فتضيع المسالك المؤدية حيث لايجد السائق نفسه وسيارته وركابه وقد تغيرت الوجهة وربما قد وصلوا الى حدود دولة مجاورة احيانا ناهيك عن ذئاب الصحراء هذا مايخص الطريق البري وهناك واسطة النقل النهرية ومنها السفينة ( الماطور ) التي كانت تصنع من الخشب وتسمى صناعة السفن ( الكلاين ) وللطريق النهري معاناته الكبيرة ايضا حيث كان يستغرق وقتا في الوصول والعودة ويتحمل سالكه البرد والمطر وحر الصيف لان السفينة مكشوفة وكان التسوق من البصرة كونها ميناءا تصلها الأخشاب من مناشئها الرئيسية بواسطة البواخر كالهند وسنغافورة وبورما وماليزيا وجنوب افريقيا وغيرها.
- ماهي أنواع الأخشاب المشهورة ؟
- هناك انواع عديدة منها الصاج بأنواعه الهندي والبورمي والأفريقي وخشب الجاوي بأنواعه الكيرن والنيك والسراية وابو الهز وابو الحاشية وكثير غيرها

مارس المهنة منذ بداياتها شخوص وتبعهم أجيال من الأولاد والأحفاد والعمال والى اليوم هل نستطيع ان نمر ببعض تلك الأسماء للتوثيق ؟
من المعاصرين الذين زاولوا المهنة ومارسوا فنها وعاشوا معاناتها وأعطوها عصارة جهدهم لانهم عشقوها وأخلصوا وأبدعوا في فنها حيث كانت لهم فن وهواية وسد رمق ومنهم من تحول اليها من مهن أخرى كالحدادة والصباغة بعد ان وجدوها أم الفنون وهناك من ابتعد عنها لكبر سنه متحول الى بائع ومشتري لموادها كالخشب والمعاكس والمواد الداخلة بها لكنه بقي ملتصقا بها وفي سوقها يشم رائحة نشارة خشبها وغبارها ويسمع صوت مكائنها عاشقا أزليا لمهنته التي احبها ومن الأوائل الذين لهم الفضل في تطويرها من الرعيل الاول هم الاسطوات صالح ومصطاف وعبد جبر وجبر وعبد مجبور وجبر والد صالح جبر رئيس وزراء العراق الاسبق ايام العهد الملكي زمن الأنصاف لهذه المهنة ان نؤرخ لها انها كانت حاضرة حضور رعيلها الاول انفي الذكر الذين جلهم توفاهم الله منذ اكثر من قرن بل ان المهنة اقترنت مع تأسيس الناصرية عام 1869
ومن الذين تبعوا الرعيل الأول أو تتلمذ على يديهم مثل صالح مهدي النجار شقيق المرحوم جليلا مهدي وكاظم مهدي ابو طارق وكاظم عبد الزهرة وكاظم غزال والحاج دوخي النجار والاخوين نعيمة وإبراهيم ومكطوف كريدي الذي نحت حمامة السلام من الخشب والتي وضعت فوق صورة الزعيم الراحل غبد الكريم قاسم على احد اعمدة جسر النصر عام 1959 ومن النجارين ايضا كريم حسين الغرباوي وصادق وساجت وحسين عكبي وفيصل عكبي وزناد عباس وولده جبار وحميد غياض وارزوقي الهداوي وسلمان داود وضيدان وارزوقي ابو فؤاد وناصر مجيد الغرباوي الذي هو اخر من تبقى من كل ما تقدم من الأسماء اذ انه من مواليد 1910 وزال حيا يرزق اطال الله في عمره والذي ساعدنا كثيرا في تدوين بعض الاسماء الاولية التي يعرفها والتي عاصرها او تعلم منها ومن النجارين القدماء ايضاهم الاخوين عبد الزهرة ( كنفذ ) وجلو أولاد سليم وحسن راضي ( حسن رويضي ) والنجار رضيوي ابو قاسم وهزاع الصريفي وشيخ عودة رديف وحميد الجراخ ومله جابر وداخل شياع ومجيد ايوار وعبد الحسين سلمان واخيه داود سلمان والد الفنان التشكيلي العالمي سعدي داود سلمان ومن مزاولي المهنة محسن فته وناجي الحنبوزي والاخوين كدر وصبر وغني النجار وحساني جواد وكمال مكطوف ونجم عبد معروف وشقيقه وليد وطارق شقيق الرادود الحسيني مله نجم والنجار يوسف عبد الحسين الذي فارق الحياة وهو يؤدي عملا في احد البنايات حيث سقط من علو شاهق وقد خلف من بعده ولده كريم الذي كان طفلا يوم الحادث وله أخ نجار اصغر منه هو احمد ومن النجارين ايضا لطيف كاظم وجليل الهداوي وشقيقه عبد العظيم وعاشور كاظم وجيل اخر تبعهم اكثرهم من ابناء الرعيل الاول مثل صبار وغني وعبد و هادي وسالم وحسن وحسين وعلي اولاد الحاج نجف حسن ومن اولاد الحاج جليل مهدي اولاده كريم ابو عباس ومحمد وعلي وللحاج مكطوف كريدي اولاده مارسوا المهنة من بعده سعدي ومحمد والمرحوم علي ومن اولاد المرحوم حسن فته كامل وثامر ومحمد واولادهم وايضا هناك سعدي مجيد ايوار وخليل وحسين ومسلم وعقيل اولاد المرحوم ابراهيم وسيد رزاق النجار ومحمد سلمان وراجي مجيد وحامد حسن جياد وفؤاد ارزوقي وخالد عبد علي وعدنان ناجي وشقيقه جبار ومهدي الزهيري وكريم جاسم حمادي وقاسم شناوة ورياض داخل شياع وسلمان هاشم ومحمد ناجي وكامل طاهر ورزاق عبد الله شليبة وحميد بادي وجعفر عطية والحاج رزاق .
لابد من العودة الى الوراء كي نؤرخ حدثا هاما في حياة مهنة النجارة حيث حصل تطور هام وفي الخمسينيات من القرن الماضي وبالذات عام 1954 الذي فيه دخلت ولاول مرة المكننة الكهربائية وعن طريق احد المستوردين من القطاع الخاص لتدخل النجارة مرحلة من اهم مراحلها أسست البداية لتكوين معامل النجارة كان أولها للمرحومين الحاج عبد غصاب في سيف الطعام وشناوة يعقوب شراكة ثم تبعهما معملا اخر هو الثاني اشترك فيه المرحومين عبد معروف والحاج عبد الرسول محمود وهو معمل نجارة الحيدري وكان يقه قرب بيت ملا عمران وبعد فترة ليست طويلة وبطريقة فك الشراكة امتلك كلا من الشريكين معملا حتى توسعت قاعدة امتلاك اهل المهنة للمكائن النجارية الكهربائية فصار معملا خامسا للحاج فليح حسن النجار حتى توسع في الستينيات استيراد المكائن بل توسعت مهنة النجارة وشخوصها .
رحم الله الأموات واطال في عمر الباقين
 


 

Counters