| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

السبت 13/ 1 / 2007

 

 

الناصرية .. السوق الكبير
ذكريات قريبة واخرى تمتد لاكثر من نصف قرن


ابراهيم عبد الحسن - الناصرية

قيل لكل مدينة شارعها وشاعرها والسوق الكبير او مانطلق عليه اليوم شارع ( الجمهورية) هو الشريان الرئيسي لمدينة الناصرية يومذاك. خطط الشارع مع بداية تخطيط المدينة على يد المهندس البلجيكي ( جولن تلي ) في عام بنائها 1869 م ايام الوالي المصلح مدحت باشا وقد ابتدع المهندس وخطط شوارعها مستقيمة تقطعها اخرى مستقيمة لتكون اشبه بالصليب.

فبعد بناء سراي الحكومة ( مبنى المحافظة اليوم ) خطط للشارع ان يكون شريان المدينة وسوقها الكبير ومن هنا جاءت تسمية الشارع سابقا . وموضوعنا هذا استذكار لبعض معالم هذا الشارع للتاريخ القريب او ذكريات قد تمتد لاكثر من نصف قرن.

فاذا ما ابتدأنا من بداية الشارع من جهة مبنى المحافظة وعلى يسارها فقد كانت تطالعنا بناية طابقها الارضي مقهى والطابق العلوي فندق (فندق الناصرية) يجاورها مباشرة دائرة انحصار التبغ وعلى بعد عدة امتار تطالعنا عمارة ( فندق الزهراء ) وفي طابقها الارضي مقهى كاظم خلوف , وقبل ان تكون عمارة الزهراء والمحال المجاورة لها فقد كانت بيوت يسكنها اليهود مصممة على طراز الشناشيل وقريبا منها كان بيت اولاد طوبيا ( لويس - عبودي - شاكر ) وطوبيا اسم جدهم واشتهروا به الى يومنا هذا.
يجاورهم فندق محمد رشيد وهو فندق يسكنه اغلب الموظفين الذين بيوتهم من خارج المدينة واذا ما وصلنا الى المفترق الاول للشارع وبالتحديد مقابل قائمقامية قضاء الناصرية تطالعنا اليوم عمارة طالب ارزيج حيث الان هي محلات لبيع الالبسة الرجالية وقد كان قبلها اي ( العمارة ) مقهى سعيد الكردي ومقهى اللواء ومحل فليح المصور ورزاق المصور وقريبا منهم ستوديو كريم شكر ومن ثم المصور المعروف عصمت ابراهيم, وقريبا من عمارة طالب ارزيج وبإمتداد الشارع نفسه كانت بيوت يسكنها
( عبد الرزاق الحران ومسكن ابو رويده وقريبا منهم مركب الاسنان جاسم وفي الجهة المقابله للعمارة ذاتها يقع ولازال مقهى ( العروبة) يجاورها محلات كماليات واحذية دمشق لصاحبها ( زاير ماضي ) قبل ان يشتريها خضير علاوي يجاورها ولازال فندق بغداد ومن ثم حلاقة عدنان الصالون المشهور لحلاقة اكثر موظفي المدينة الكبار انذاك . وفي الجانب المقابل كانت تقع مساكن لليهود قبل ان تتحول الى صيدلية مشهورة بأسم مجيد الصيدلي يجاورها محل الصافي لبيع المرطبات ومحل رشيد العمارتلي ابو قدوري للعطاريات والتي تحولت جميعها اليوم الى محلات لبيع الالبسة الرجالية .

كان يقابل تلك المحلات مخزن الحاج اسماعيل الذي تحول الاخر الى محل كماليات رجالية . وفي الجانب المقابل كانت تقع مقهى ميزر المشهوره بمقهى العمال قبل ان تتحول اليوم الى محلات القمة لبيع الاحذية الرجالية لصاحبها علي عبد الله المحارب. حيث كان يقابلها في الجانب الايمن مطعم ابراهيم ملا حمد قبل ان تتحول الى محلات عزيز الموصلي والتي هي اليوم مقهى ام كلثوم يجاورها لليوم احذية بغداد لصاحبها عبد الله المحارب.

ويجاور احذية بغداد في الجانب الايمن من الشارع الان تقع ولازالت مكتبة الاهالي وتشير لوحتها الى عام 1937 عام تأسيسها وسميت بالاهالي تيمنا بجماعة الاهالي التي قادت انقلاب بكر صدقي عام 1936 ضد حكومة ياسين الهاشمي ويعتبر صاحبها المرحوم جبر غفوري احد اقطاب الحزب الوطني الديمقراطي والذي كان مسؤوله انذاك والد كاتب هذه السطور المرحوم عبد الحسن علوان الحلاق.

يجاور المكتبة ولليوم محل احذية الاجيال والتي تشير لوحته ايضا الى انه اقدم محل لبيع احذية في الناصرية يديره اولاد صاحبها المرحوم الحاج محمد عبد الحسين الملقب محمد العجمي تجاوره مكتبة طاهر الحاج محمد الذي اطلق عليها اسم مكتبة14 تموز تيمنا بثورة تموز 1958 المجيدة والتي تحولت اليوم الى محل لبيع الاحذية الرجالية يجاورها فندق الرشيد قبل ان يتحول اليوم الى فرن صمون يجاوره محل الحذاء الابيض وقبله كان محل حلويات الحاج هليل يقابل هذه المحلات وعلى الجانب الايسر وبجوار مقهى ميزر كانت محلات ابو عليو التي اصبحت اليوم مثلجات ابو تحسين وعلى بعد عدة امتار كان يقع محل ومعمل حلويات الحاج هادي الشكرجي التي تحولت اليوم الى صالة سوزان للالعاب الالكترونية يجاورها مقهى ابو احمد قبل ان يتحول اليوم الى محل لبيع الاحذية الرجالية ومن ثم محل ابو هشام لتصليح الساعات يجاوره محل حلاقة المرحوم عبد الحسين علوان ومن بعده اخية حنون علوان يجاورهم خان للمسافرين تحول الى فندق بابل قبل ان تصبح جميعها محلات لبيع الالبسة الرجالية

ومحل جبار صنكر الذي تحول الى خياطة النيل لصاحبها حميد اسود ولازالت. يقابل هذه المحال وعلى الجانب الايمن كان محل لبيع القيمر تحول اليوم الى محل صغير لبيع الكماليات الصغيرة يجاوره ولازال فندق الهاشمي ومن بعده محلات سيد علي المغازجي المشهورة انذاك قبل ان تصبح الان صالة للالعاب المسلية.

وصلنا الان الى المفترق الثاني للشارع حيث تقع في الركن الايمن ولازالت مقهى التجار التي تشير لوحة تأسيسها الى عام 1931 م (ولازالت توجد في سقف المقهى آلتين حديديتين صغيرتين وبعد الاستفسار عنهما تبين ان احدهما كانت تربط فيها قطعة قماش كبيرة لتصبح اشبه بالمروحة والاخرى يعلق فيها قبان كبير ليزن التجار فيه بضاعتهم ) . وفوق المقهى كان يقع فندق الفرات الذي كان ينزل فيه التجار والشيوخ الذين يزورون المدينة وفي الركن الايسر كان يقع محل رشيد لبيع الالبسة وهو والد الشاعر الكبير عبد القادر رشيد الناصري حيث كان يجلس معه في هذا المحل اغلب ادباء الناصرية انذاك يجاوره محلات بقالية سيد فالح وبقالية كاظم رويح يقابلهما في الجانب الايمن وقريبا من فندق الفرات محل الخياط المرحوم علوان مشعل ومن ثم محلات طه وياسين ومحل حلاقة عبد الحسن علوان ( والد كاتب هذه السطور ) وقد جسد المخرج محمد شكري جميل هذا المحل في فلم الاسوار المأخوذ من رواية القمر والاسوار للكاتب عبد الرحمن مجيد الربيعي المولود في المدينة ذاتها .

وعلى الجانب الايسر مقابل هذه المحال كان تقع محلات باتا المشهورة والتي تحولت الان الى محلات لبيع الملابس الرجالية ايضا يجاورها محل لبيع وتصليح الاسلحة ومعرض لبيع السيارات وعلى بعد عدة امتار كان محل الخياط المشهور محمد رشيد الذي تحول الان الى محل لبيع المواد المنزلية . وفي الجانب الايمن كان محل الحلاق المرحوم محمد جدوع والد السياسي المغترب محمد جدوع والذي تحول الان الى محل لبيع المواد المنزلية ايضا يجاوره محلات بيع التمور انذاك ومنها محل صوفي لبيع التبغ ومع صوفي هذا لنا وقفة .

فصوفي هذا كان من اصدقاء القائد البريطاني ( جفرسن) يوم كان حاكما عسكريا للمنطقة قبل احداث حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 م واثر عودة الوصي عبد الاله الذي هرب الى فلسطين اثناء قيام ثورة رشيد عالي بقيادة العقداء الاربعة بعد انتهاء الحرب العراقية البريطانية التي هي الاسم الحقيقي لحركة رشيد عالي عاد القائد البريطاني ( جفرسن ) حاكما عسكريا للمنطقة ثانية وعندما اراد النزول الى المدينة وزيارة صديقه صوفي في محله في السوق الكبير منعه بعض المقربين من اصدقائه معللين ذلك ان اهالي البلدة في حالة هيجان واضطراب شديدين لعودة عبد الاله الا ان عنجهيته ابت الا ان يتمشى وسط المدينة وبالتحديد في السوق الكبير ومثلما يقول المثل (سار بظلفه الى حتفه) وفي الزقاق المؤدي اليوم الى سينما الاندلس تصدى له اصحاب المحلات واشبعوه ضربا ليسقط على الارض قبل ان يطلق عليه النار ويردوه قتيلا ومهما يكن من امر فقد قضت المدينة ليلتها خائفة من انتقام الانكليز لمقتل قائدهم بقصف المدينة الا ان الليل مر بسلام وقتل ( جفرسن) ولم يستطع المحتلين سوى تنفيذ حكم الاعدام بحق ( حسين ارخيص ) عام 1942 وخرج المحتل وتحرر البلد وبقي السوق الكبير .