الأربعاء 12/ 7 / 2006
في ذكرى ميلاد فهديوم شهدت الناصرية اول منشور شيوعي
الناصرية \ ابراهيم عبد الحسن
الناصرية هذه المدينة المشهورة بروح الحرية التي لاتقهر والتي لها تاريخ حافل بصفحات مجيدة من تاريخ العراق السياسي المعاصر. وليست مصادفة ان تشهد الناصرية اول بيان ظهر في العراق يحمل شارة المطرقة والمنجل ليلة الثالث عشر من كانون عام 1932م وبورق احمر في ثمانية عشر مكانامختلفا من المدينة .
هكذا استيقظت الناصرية في ذلك الصباح البارد لتشهد ولاول مرة في تاريخ العراق مناشيرا حمراء وفي اعلاها شعار (ياعمال العالم اتحدوا ) والذي جاء فيه (( ...ايها العمال ان الشوارع تغص بالعاطلين عن العمل وليس لدى نسائكم واطفالكم ما يسد الرمق فهل فكرت الحكومة في مساعدتهم في مثل هذا البرد القارص لاشيء من هذا حدث...)) ويختتم البيان قوله (( الى الامام ايها العمال .. الى الامام في سبيل العمل المثمر والحرية والرفاه )) التوقيع ( عامل شيوعي ) .
احدث توزيع المنشور ضجة واسعة في المدينة وفي الليلة الثانية عادت البيانات الحمراء فهرعت قوات البوليس لمداهمة الدور واعتقال الشخصيات الوطنية لكن الشيوعيون واصلوا توزيع المنشورات وهذه المرة استثمروا (( اربعينية الامام الحسين ع )) فقد وزعت على الحشود التي كانت تقف في محطات القطار الصاعد الى بغداد لتلتحق بمواكب العزاء وتوزع في السماوة والديوانية وكربلاء ولم يكن هذا العامل الذي كتب المنشورات بخط يده سوى يوسف سلمان يوسف (( فهد )) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الذي وهب حياته وكرسها لانقاذ شعبه من الهيمنة والطغيان .
لقد اثار النشاط الشيوعي في الناصرية سلطات المدينة فاعتقلت العديد من اعظاء الحزب الوطني العراقي وبعض الشخصيات الوطنية كان من ضمنهم الرفيق (( فهد )) الذي آصر امام المحققين انه ليس من الحزب الوطني العراقي وانما هو شيوعي وراح يدافع عن مبادءه وسط ذهول المحققين الا ان القاضي قد افرج عن جميع المتهمين وبضمنهم يوسف سلمان يوسف ، اذ لم يجد في قانون العقوبات البغدادي ما يحرم الشيوعية وقد سارع (( فهد )) الى الاختفاء فور الافراج عنه والانتقال الى بغداد ليكمل مسيرته الثورية الظافرة, مسيرة الحزب الشيوعي العراقي الذي نحتفل هذه الايام بمولده الحادي والسبعين .