| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 11/ 1 / 2007

 

 

 نظرة على التجسيد التمثيلي للأغنية العربية


الناصرية \ ابراهيم عبد الحسن

يكاد يعرف التجسيد التمثيلي للأغنية العربية بأنه ترجمة تمثيلية صامته في أغلب الأحيان لما يقوله صاحب الأغنية من أحساس وما تحمله الأغنية من أنفعال في منتصف سبعينيات القرن الماضي هذا النوع من الفن عبر التجسيد التمثيلي لأغنية قارئة الفنجان ، فكانت غاية وتحفة في الإبداع إضافة إلى شهرة هذه القصيدة التي نسجها الشاعر الراحل نزار قباني وزخرف أبياتها اللحن الجميل الذي أبدعه الموسيقار محمد ألموجي ليغرد فنان الشباب الراحل عبد الحليم حافظ بها . جاء التمثيل التجسيدي كرشة البهار على ذلك الطبق الرائع ، لقد كانت رشة أجازها عبد الحليم قبل أن يصدح بالأغنية على المسرح.
مع تقدم الزمن وما طرأ على الأغنية العربية من مظاهر كاللحن السريع مثلا صارت معظم الأغاني تشهد هذا النمط من الإخراج ونعني به التجسيد التمثيلي فهل وصلت الأغنية أو قل أخراج الأغنية إلى ذلك النجاح الذي مازلنا نتلمس حجمه كلما سمعنا قارئة الفنجان ، الجواب كلا بالتأكيد ، وللأسف فأن التجسيد التمثيلي للأغنية العربية اليوم في غاية الإسفاف في كثير من أمثلته أن بعض الأغاني مثلا تحمل مشاهد مبتعدة كليا عن الدلالة الرمزية لهذا النوع من الفن التي تعتبر من أهم شروطه فضلا عن أن تناغم هذا التمثيل مع سرعة اللحن تسبب إرهاقا حقيقيا للرأس والعين لكل من يستمع إليها ضمن سقوط الممثل المجسد من أعلى طابق العمارة إلى حمله بسيارة إسعاف أو تعرض البطل التجسيدي لمشاهد ضرب وركل من قيل (( العذال )) تمتد مشاهد هي أقرب الى المهزلة والاستخفاف بذوق المتلقي والخطر من ذلك وجود مشاهد تتعرض إلى موضوع الأغراء الفاضح أو قيام البطل بصفع حبيبته الخائنة تعتبر صورة معبرة عن روح العنف وتغذية لروحية الابتذال للمرأة ومحاولة النيل منها ومن شخصيتها التي تقام المؤتمرات في طول العالم وعرضه من أجل صون أنسانيتها وتقام المؤتمرات في سبيل ذلك وإذا بهذا النمط الرخيص من الفن يقلب كل تلك القيم بهذه الطريقة الرخيصة التي نشاهدها اليوم .
أن رسالة الفن هي رسالة خطيرة ومهمة وأن عدم الانتباه إلى ما تم ذكره من مشاهدات تعتبر تشجيعا مقننا للعنف والابتذال وابتعادا عن المسؤولية الأخلاقية في ذلك وباختصار نحن بحاجة إلى أن نذكر بأن التجسيد التمثيلي للأغنية هو استغلال ناجح للكاميرا والخدع السميائية وتسخيرها فقط من اجل رسم صورة رمزية لكل مقطع ولكل كلمة في الأغنية ليس ألا ، ولعل استعانة القارئ بالتجسيد التمثيلي لقارئة الفنجان المطول والمؤطر بكل عوامل النجاح ستجعله يكتشف وبسهولة حجم الفارق الهائل بين الفن الملتزم وأكثرية الضوضاء المثيرة للصداع ووجع العيون التي نراها ونسمعها اليوم في الأغنية العربية.