| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

السبت 7/4/ 2007

 

 

اعضاء القياده القوميه والقطريه لمجلس النواب فى العراق الديموقراطى الجديد !


عماد الاخرس

ادهش الجميع التوقيت والظروف الموضوعيه التى تم فيها اعداد واصدار مسودة قانون حقوق وامتيازات اعضاء مجلس النواب العراقى .. مما دفع بذاكرتى للرجوع الى الوراء عشرات السنين واستذكار العطايا والهبات الصداميه لاعضاء القيادتين القوميه والقطريه لحزبه وكل من له يد فى حماية نظامه من الاجهزه الحزبيه و الامنيه والمخابراتيه واثرها السلبى على نفسية الانسان العراقى .
فلا يخفى على احد ابدا ان هذه المكارم والهبات كانت سببا رئيسيا لحالة الحقد والكراهيه والعداء لهم لما ولدته من فوارق طبقيه واسعه بينهم وبين عامة الشعب .... بين شعب يعانى الحصار والفقر واسياد تعيش عالم الترف والمتعه .
والسؤال هنا هل يريد مجلس النواب فى العراق الديموقراطى الجديد اعادة خلق هذه الفوارق ليزرع الحقد والكراهيه مجددا فى قلوب العراقيين وسط فقرهم وحرمانهم من كل الخدمات الاساسيه يضاف لها مصيبة فقدان الامن والسلام ؟
ان هذا المقال لايسرد ماورد فى هذا القانون من اللاواقعيات وحسب اعتراف رئيس المكتب الاعلامى لمجلس النواب بصدد رفض رئاسة المجلس للمشروع ومطالبته باعادة صياغة فقراته ... ولكن مايهمنى فيها هو حقيقة الاعضاء الذين ساهموا فى اعداد هذه المسودة وانتماءاتهم والجهات التى يمثلونها وماسببوه من ندم كبير واسف شديد للمواطن الذى كان وراء انتخابهم ليكونوا ممثليه  .
ان مفهوم عدم واقعيتها يؤكد مدى الانانيه وحب الذات التى يمتلكها هؤلاء الاعضاء و طموحاتهم الشخصيه النفعيه على حساب شعب فقد الامن والسلام والاستقرار و يخوض حربا ضروس ضد اعدائه  .
فالحصول على المغريات والمكاسب وبما لايتناسب مع العطاء حاله ذات مردود سلبى فى العمل السياسى تؤكد ضعف ادائه لينال مصيره بالفشل المحتوم .
فالكل يعلم ان اعضاء القياده القومية والقطريه فى عهد صدام عملوا فى خدمة سيدهم عقود من السنين و حصدوا الحقوق والامتيازات التى وردت بقائمتكم وربما اكثر منها ...ولكن لعدم مشروعيتها ... فاين مصيرهم ومصيرها الان !
ان كتابة هذا المقال احضرت ببالى واقعه حقيقيه تكفى سطور قليله لسردها و مغزاها يرتبط بحب الذات والانانيه والتسرع فى الحصول على المكاسب واخص تحديدا الاعضاء الذين ساهموا فى الاعداد لمسودة مشروع القرار  .
كنت اعمل فى احد السنين فى الجماهيريه العربيه الليبيه وكان لى صديق يمارس التدريس فى احدى الجامعات .. حيث روى لى .. انه تم تنسيب بروفيسور عراقى فى العلوم الزراعيه للتدريس معه فى نفس الجامعه وكان عمره اربعة وسبعون عاما وجاء توا من العراق للعمل فى ليبيا .. فسأله مالذى جاء بك الى ليبيا وانت رجل كبير وبهذا العمر .. فيقول انه اجابنى مازحا وبحسره .. ( جئت لأكون نفسى ) ( بضم الهمزه وفتح الكاف وكسر الواو ).. وهذا نص العباره ومعناها معروف للجميع وهى انه جاء بعد هذا العمر الطويل ليجمع مبلغا من المال يبنى به حياته وكما هو معروف عنها فى شراء سكن او سياره وربما يريد الزواج ان كان لم يتزوج لحد الان !!!!!
فتصور بروفيسور و بهذا العمر اربعة وسبعين عاما .. لم يبنى حياته ! ... وهذا يمثل واقع الحال لكل العراقيين ومنهم الكفاءات العلمية الوفيره التى لايمتلكها الكثير من الساده اعضاء مجلس النواب  .
وفى العوده لمجلس النواب العراقى الجديد الذى تأسس منذ مدة قصيره وعمر اكثر اعضائه لايتجاوز السنه او اكثر بقليل .. فهل يريد اعضائه ان يبنوا انفسهم بهذه المده القصيره من عضويتهم وبسرعة الضوء والاستفاده من المجلس بتحقيق اقصى مايمكن من الرغبات الانانيه الشخصيه وباقل مده ممكنه .. وهل لديهم مؤهلات اعلى من هذا البروفيسور العراقى ؟
ان شعب العراق لازال يحصد الموت ولم يجنى من ثمار تحريره سوى حربا ضروس ضد اعدائه يدفع ثمنها من رجاله وشيوخه ونسائه واطفاله وانتم جزءا لايتجزأ منه
ان ممثلى الشعوب وقادتها ومعهم كل المناضلين فى العالم الذى يحبون بلدانهم وشعوبهم هم اخر من يجنى ثمار النضال واذكركم بمحرر العراق المرحوم عبد الكريم قاسم الذى رحل الى الثرى ولم تكن فى جيبه الا حفنة دنانير .
ان التاريخ سيخلد امثاله ولكن بالمقابل لن يخلد من بنوا القصور وكدسوا الاموال فى حساباتهم المصرفيه الشخصيه والتى تتجاوزالمليارات من الدنانير ... وانتم والجميع اعلم بمصيرهم !
اسئلة عده لابد من طرحها على من ساهم فى اعداد مسودة هذا القانون من اعضاء مجلس النواب .. ابدأها .... ماذا قدمتم للعراق وشعبه بهذه المدة القصيره من عضويتكم لتكن قائمة طلباتكم بهذا الطول وهل تريثتم قليلا وسألتم انفسكم قبل اعداد المسوده .. ماذا قدمنا لهذا الشعب الجريح لنطالب بهذا الكم من الحقوق والامتيازات ؟ هل انجزنم او على الاقل باشرتم بالدفع بعجلة اعمارهذا البلد المدمر بكل بناه التحتيه ...متى واين ؟ ماهى المنجزات والمكاسب التى نالها العراقى الجريح الذى قام بانتخابكم منذ بدء عضويتكم ؟ هل بدأتم التفكير بجديه فى حصتكم من الكعكه .. ام بدأتم تشعرون بمصير نهايتكم القريب .. لذا لابد من توفير الضمانات ؟ هل اقتنعتم بان المحاصصه الطائفيه التى اوصلت البعض منكم الى هذا المكان المرموق اشرفت على نهايتها لذا فلابد من استغلال فرصة العمرفى المجلس التى ربما لاتتكرر فى الحصول على اقصى المكاسب الشخصيه ؟ الم يكن فى هذا القانون اضفاء الشرعيه على سرقة اموال الدوله ؟ هل وضعتم فى حسابكم اعداد المهجرين والمهاجرين والفارين عند املاء طلباتكم فى القانون ولماذا لم تشرعوا قانونا يورث اموالهم واملاكهم لتكون هى الاخرى حقوقا مصادره لاعضاء مجلس النواب وعسى ان تشبع غرائزكم ؟! هل تعتقدون ان الوقت والظرف الحالى مناسبا لاعداد قانون بهذه الحقوق ؟ الم تكشف هذه المسوده حقيقة الاعضاء الذين اعدوها والم يكن ضروريا حسابهم ومسائلتهم ؟ الا تدل قائمة الطلبات فى هذا القانون على انانية وحب الذات للاعضاء الذين صاغوها ؟ هذه المسوده تحمل قائمة حقوقكم فاين قائمة حقوق شعب العراق وماذا زرعتم لكى تجنوا هذا الحصاد الوفير الذى ورد فى مسودة قانونكم ؟
اخيرا .. على مجلس النواب مسائلة هؤلاء الاعضاء بعد ان عكسوا حقيقة نواياهم والمطالبه بطردهم من المجلس وتعويضهم من قبل قوائمهم باعضاء لهم حب التضحيه والفداء للعراق والعراقيين اولا وان يتم صياغة هذه المسوده بما يتناسب والظرف الحالى على ان يتم اعادة صياغتها بعد ان يحصد شعب العراق الجريح ثمار التحرر فى اعادة الامن والاستقرار و الاعمار وخروج الاحتلال  .
اما فى ظل هذا الظرف السائد .. وبهذه القانون ... فصدق احد الكتاب حين اطلق عليه... الفضيحه !


8/4/2007