| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

السبت 5/4/ 2008



من يقف وراء كارثة وأد العقول العراقية ؟

عماد الاخرس 

ليطلع القارئ الكريم على هذه المأساة البشرية .. وأد العقول العراقية !! التي وردت في تقرير مجلة (المشاهد السياسي) البريطانية والمنشور في موقع المرصد العراقي بتاريخ 3/4/2008..( لسهولة الاطلاع على محتوى التقرير تم نشره كاملا في نهاية مقالي الجاري ).
إن كل إنسان عراقي شريف سيقرأ هذا التقرير ستنزف عيناه دَما ً لهذه الكارثة ولن أبالغ القول إن قلت سيصرخ ويبكى بصوت هستيري عالي أو يصاب بالجنون الدائم !!
لذا أقولها من البداية .. الحكومة العراقية ملزمه بالتوضيح للعراقيين اجمع عن كل ما ورد في هذا التقرير.
حقا انه تقرير محزن يتضمن اتهامات وإحصائيات وتوضيحات لأمور تتعلق بالقتل المستمر للعلماء والكفاءات العراقية .. وبعيدا عن دقة الأعداد الواردة في الإحصائيات ومدى صحة أو كذب البعض منها .. فكل العراقيين سمعوا وتابعوا الكثير منها ويتذكرون آخرها اغتيال الدكتور الجراح خالد ناصر ( رحمه الله ) في مدينة البصرة .. لذا فلابد من التوضيح.
إن ضحايا هذه النخبة الخيرة من شعب العراق لم يرتكبوا أي جرما سوى أنهم أناس أذكياء لهم اهتمامات علميه متميزة همهم خدمة العراق والبشرية جمعاء بها.. وأما عن استهدافهم من قبل الأعداء وأعنى بهم الموساد الإسرائيلي المتغلغل في قوات الاحتلال وكما ورد في التقرير أمر لا عجب فيه حيث غايته تفريغ العراق من العلماء والكفاءات وبالتالي إيقاف عجلة تطوره.. إنهم قتلة وأفعالهم تقزز الأبدان و في حرب معلنه يدافعون عن كيان يريدون له البقاء والدوام بكل السبل والصيغ التي تؤمن لهم ذلك .
أما الغرض من مقالي فهو ضرورة الكشف عن كل الجهات التي تقف وراء اغتيال العلماء والتأكيد على ضرورة اهتمام الحكومة العراقية بهذه الشريحة وتوفير الحماية وسبل العيش الرغيد لهم والأمن الذي يستحقونه.
لقد تناول التقرير جريمة وأد العقول العراقية وتزايده بشكل ملحوظ خلال السنين الخمس الأخيرة حيث ضعف الدولة وفقدان الأمن أي الاتهام غير المباشر للحكومات المتلاحقة بعد إسقاط صدام و إلى يومنا هذا.
إن الإحصائيات التي وردت في التقرير بدأت مع الاحتلال لذا فالجهات المسئولة عنه هو الجهة التي شرعت الاحتلال واعني بها الأمم المتحدة وكونها شريك لهذه الحكومات في هذه الجرائم.
ولنترك الأمم المتحدة وتشريعاتها وقوى الاحتلال ومصائبهم فنواياهم معروفه ولديهم مصالح لابد من تنفيذها ولا يهمهم حرق البلد المحتل وشعبه.
إذن لم تبقى سوى الحكومات المتعاقبة على حكم العراق الجديد في ظل الاحتلال والأجهزة الأمنية والمخابرات العاملة بأمرها.. ولهم أوجه أسئلتي .. ابدأها .. ألا يستحق التقرير المنشور في هذه المجلة توضيحا من قبلكم ورداً على المعلومات الواردة فيه عسى أن يخفف من حزننا وألمنا ويطمئن البقية الباقية من العلماء ممن لم تصل لهم أيادي الغدر لحد الآن ؟ ألا يدخل الحزن قلوبكم وانتم تقرؤون اغتيال هذا العدد الكبير الرهيب من العلماء العراقيين ؟ هل هناك صعوبة بتوفير الأمن لهذه النخبة الخيرة من المجتمع ومراعاة الأسبقية في تأمين الحماية لهم ؟ ألا يستحق هؤلاء عيشاً آمناً والأفضلية والتمييز عن بقية شرائح المجتمع ؟ هل يعجبكم أن يصبح العراق خاليا من العلماء والكفاءات وهل لديكم فكره عن ظروف عيشهم في البلدان المتطورة ؟
وأعود لأسئلتي التي تتعلق بسير التحقيقات الجارية بهذا الموضوع ..ابدأها .. لماذا تُسَجَلْ كل الجرائم التي تخص اغتيالات هذه النخبة الخيرة ضد مجهول والخشية والخوف من ذكر الجهات الساندة لها ؟ هل من الصعب على الحكومة ولمدة خمسة سنوات متواصلة من الاغتيالات تشخيص الجهات التي تقف وراء هذا الاستنزاف لقادة العلم والتطور في العراق ؟ هل من المعقول أن يتم اعتقال شبكه تعدادها 8000 مجرم متهمين بهذه الجرائم ويتم إعدام 600 منهم ولم يتم الإمساك بخيط من خيوط هذه الجريمة أو الجهات التي تقف وراءها ؟ ألا يفهم من توجيه الاتهام لهذا العدد الكبير بان ما يراد منه خلط الأوراق وتمييع الجريمة ؟ ألا تقع على عاتق الاحتلال مسؤولية حماية كل الأفراد في البلد المحتل ومنهم العلماء و لماذا الصمت وعدم توجيه الاتهام المباشر لهم ؟ وأخيرا .. اذا عجز محققيكم عن كشف خيوط هذه الجريمة النكراء فلماذا لا يتم الاستعانة بمحققين دوليين وألا تستحق هذه النخبة وهذا العدد هذا الاهتمام ؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور بخلد المواطن العراقي .. وعلى الحكومة العراقية وبالذات أجهزتها الأمنية والمخابرات التابعة لها إثبات نزاهتها ومصداقيتها بتقديم أجابه تفصيلية مدعومة بالدلائل والشهادات على كل ما ورد في التقرير وعليهم أيضا تقديم جرد مفصل يُعْلَنْ على الملأ عن ظروف اغتيال كل عالم عراقي والجهات والعناصر المنفذة التي تقف وراءه.. و إذا كان هذا صعب عليهم .. إذن عليهم الاعتراف بفشلهم وترك العمل في هذه المؤسسات لعدم امتلاكهم الكفاءة للعمل فيها.
إن أكثر الدلائل تشير على إن الاحتلال وراء الكثير من هذه الاغتيالات لأنها تجرى في عهده وعليه تحمل مسؤوليتها .. وأما الحكومات العراقية المتعاقبة في ظله فتتحمل المسؤولية الكاملة بالتستر عن هذه الجرائم بسبب خجلها أو خوفها من البوح بالحقيقة!!
أخيرا أقولها عذراً لأصحاب نظرية إخراج الاحتلال بالطرق السلمية .. فان هذا الرأي لا يصلح مع احتلال تقوده دوله امبرياليه مثل أميركا يتحكم بقراراتها رجال رأس مال الصهاينة وان ما ورد في هذا التقرير هو حقيقة أفعالهم و جرائمهم والعلماء والكفاءات أول ضحاياهم واستمرار الاحتلال معناه وأد المزيد من العقول العراقية بين قتل وتهجير !!
 

5/4/2008

Counters