| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 31/8/ 2006

 

 

ايها الساسة الجدد .... هل حقا تراجع العنف ؟!


عماد الاخرس

عنف ، ارهاب، مقاومه ، صراع مسلح للقوى السياسيه ، حرب اهليه ، مصطلحات كثيره جميعها تعبرعن حال الساحه العراقيه منذ سقوط الصنم وبدء الاحتلال ........ اما ايهما الاصح تعبيرا ويعكس حقيقتها فلايعلم الا الخالق عز وجل ...... حيث اختلطت الاوراق وضاعت الحقيقه !
فالكل يعلم ان المسميات اعلاه وما تحمله طيها من اقتتال واراقة دماء حقيقة لم تكن الا تراكمات اضطهاد وحروب الانظمه السابقه لتفرز فى عهد الاحتلال وغياب السلطه او ضعفها .
وقد شاع فى الاونه الاخيره اضافة مصطلح جديد للتعبير عن الحد من واقع العمليات التى تدور تحت المصطلحات اعلاه ...... الا وهو ( تراجع العنف ) ! سواء على السن ساسة الاحتلال او ساسة النظام الديموقراطى الجديد واخرها تصريحات الساده نورى المالكى وعادل عبد المهدى ورامسفيلد ، فهل حقا تراجع العنف ؟ ام اصبح استخدام هذا المصطلح وسيله استفزازيه وجس نبض لاصحابه بدليل المزيد من التفجيرات والقتل العشوائى التى تعقب كل تصريح بهذا الصدد .
وما سر التناقض بين هذه التصريحات المتكرره باستخدام هذا المصطلح المورفينى الجديد وبيانات وزراة الصحه العراقيه واخرها الذى يشير الى اكثر من 3438 شهيد خلال شهر تموز فقط !
لذا فعن اى تراجع يتكلمون ، وهل هذه الارقام لاتعنى شيئا لهم .... ام عدنا الى حالة تغيبب الحقائق التى اعتاد عليها النظام الصدامى السابق والتى ادت به الى هذا المصير المشؤوم .
فلاعجب من استخدامه على السنة ساسة الاحتلال فهم يحاولون بشتى الوسائل تغطية فشلهم فى اسلوب تغيير الانظمه ولكن ماذا عنكم انتم يا ساسة العراق الجدد .... فهذا المصطلح يحوى كلمتان مبهمتان تخفيان تحتهما حربا ضروس ضحاياها شعب جريح .... فلماذا لاتكن تصريحاتكم وبياناتكم اكثر وضوحا بدلا من هذا الغموض ومحاولة اخفاء الحقائق ؟!
وسؤالى هنا ، ماهى الاجراءات العمليه والخطوات التصحيحيه التى قدمتموها لكى يتراجع العنف ؟ فنقاط التوتر التى خلفتها كتابة الدستور الجديد اضافة الى قرار الاحتلال لازالت قائمه والكل يعلم انها اسباب رئيسيه تختفى تحتها كل المسميات اعلاه ولم يتم اتخاذ اية خطوه بها وبما يرضى ايا من الاطراف التى لازالت تستخدمها ذريعة فى ممارسة كل العمليات القتاليه و العنف المرتبط بها .
فالطرح المتكرر لخرائط المصالحات الوطنيه ورغم الحملات الاعلاميه لم يحرز اى تجاوب من اى فصيل من الفصائل وخصوصا منها التى لم تنخرط لحد الان فى العمليه السياسيه ولازالت تجد اسلوب القتال وسيله لتحقيق اهدافها ومسئولة عن كل احداث العنف ، حيث ان هذه الخرائط لم تبنى الا على سرد نظرى لم يقابلها اى خطوة عمليه ملموسه ممكن ان تكون وسيلة اقناع لبعض منها وان تم ذلك فلم يتعدى الا ان يكون دعوات لولائم طعام فاخر وخطب مثاليه فارغه لا مصداقيه ولامعنى لها .
اما انزال قوات اميركيه اضافيه مدججه بالاسلحه الخفيفه والثقيله الى مراكز المدن وتحديدا بغداد التى تزداد فيها هذه العمليات فهذه اجراءات ممكن ان تقلل العنف ولكن مؤقتا ولاتمثل اى تراجعا عنه بل على العكس من ذلك فانها ستسبب المزيد من الاضطهاد والقمع الذى سيكون سببا وذريعه للمزيد منه .
وعموما فشتان ما بين تراجع العنف الذى يعود الى النتائج الايجابيه للمصالحات الوطنيه السياسيه ان حدث هذا فعلا وبنى واسس على تفاهم واتفاق صريح معلن على نقاط التوتر والخلاف وهذا مايتمناه شعبنا الجريح ، وبين التراجع المبنى على القتل والاعتقال والاقتحام والتفتيش ، فالاول دائمى والاخر لم يكن الا مؤقتا يستأنف بمجرد انتهاء حملاته.
فصدقا يا ساستنا لا تراجع فى العنف ابدا وعلى عكس ذلك فقد اصبح حالة خطيره يمس العراق شعبا وبنى تحتيه لذا فلاداعى لاستخدام هذا المصطلح مادام لاتوجد نوايا عمليه صادقه من كل الاطراف سواء كانت تعمل ضمن الحكومه او خارجها فى اطفاء مسببات هذه النار الملتهبه التى تغزو العراق .
وعلى الساسه الجدد واخص منهم السيد رئيس الوزراء ان يكونوا اكثر وضوحا فى تصريحاتهم لكى لايقطعوا دابر الثقه بينهم وبين الشعب ولاداعى لتصريحات مكرره يخالفها الواقع الملموس ، اما محاولة اقناع وايهام المواطن العراقى بتصريحات مبهمه غير مفهومه خاليه من المصداقيه والحقائق فلاداعى لها لان الجميع يراقب الاحداث ويرى مايجرى يوميا ويعلم ان هذه التعابير والمقصود هنا تراجع العنف لم تكن الا حقن مهدئه لايتجاوز مفعولها الا لساعات فقط لمن هم فى داخل العراق واما لمن غادره هربا من جحيمها فلم تمثل له الا خدعا اعتاد عليها فى الدكتاتوريه السابقه .
اتمنى ان لايكرر ساسة العهد الجديد بطولات وهتافات ووعود العهد السابق ولتكن تصريحاتهم قيمه وتحمل طيها حقائق تكون دستورا وقانونا يمكن الاعتماد عليها بدلا من ان تكون وعودا مزيفه لاينظر لها الشارع العراقى الا بسخريه و مجرد محاولات لاطالة كراسى حكمهم واستمرار سيل الاف الدولارات من الرواتب المميزه وارتال الحمايات !