| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 28/9/ 2010



هل يخاف القذافى من نفس المصير ؟!!

عماد الاخرس

ليس غاية مقالنا الشماتة بالأموات ونقول رحم الله (جل جلاله ) كل بشر وارى جسده الثرى .. ولكن الجهل السياسي ونتائجه في عدم القدرة على إدارة دوله مثل العراق هي السبب الرئيسي الذي يقف وراء نيل الرئيس العراقي ( صدام حسين ) المصير المعروف .

لقد كان النهج الشمولي في الحكم وتصفيته لجميع معارضيه بوحشيه ومنهم القادة البارزين في حزبه من ذوى الخبرة والحبكة السياسية واحتفاظه بضعاف الشخصية وأصحاب المعرفة القليلة سببا في فقدان قدرته على التحليل الصحيح للأحداث وافتقاره للأفق البعيد في رسم أي سياسة وكانت النتائج واضحة في تورطه بالحروب وسوء إدارته لعلاقات العراق مع جميع دول العالم ومنها دول الجوار وبالتالي كانت النهاية المأساوية له والمعانات المريرة التي لازال يدفع ثمنها الشعب العراقي .

أعود للمقال ومواقف الرئيس الليبي ( القذافى ) من العملية السياسية الديمقراطية في العراق وحربه المعلنة عليها وعدم احترامه لإرادة الشعب العراقي وحشر انفه في شؤون بلدهم الداخلية وآخرها المشروع البائس الذي طرحه نظامه على الأمم المتحدة بالتحقيق في الغزو الأميركي وإعدام الرئيس العراقي والجهود الجارية لنقل القمة العربية المقبلة من بغداد .

إن احد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه المواقف الشاذة هي التقارب في سياسة وتصرفات الرئيس (القذافى) الذي يحكم ليبيا منذ أربعة عقود مع الرئيس ( صدام ) الذي حكم العراق لأكثر من ثلاثة عقود .. وبما إن الموت شنقا كان مصير الثاني لذا فمن المؤكد إن هاجس الخوف يطارد الأول من لقاء نفس المصير .
وهذا الهاجس هو الذي جعله يعيش في حاله هستيريه ويتصرف بعنجهية ويطرح مقترحاته المتهورة على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وهو يعلم جيدا بان مصيرها الإهمال أو الرفض .

أما عن أهم نقاط التشابه فهي .. أولا .. إن نظام حكم القذافى في ليبيا هو الآخر عمد إلى إثارة مشاكل مع الدول الكبرى وبما أساء للجماهيرية الليبية وشعبها والكل يعرف الحصار الدولي الذي تم فرضه على ليبيا لعقود .. ثانيا .. نظام القذافى شمولي يزج بالسجون كل معارض له ولا يؤمن بالتعددية الحزبية والسياسية .. ثالثا .. الهيمنة التامة لقائد النظام والتفرد في اتخاذ أي قرار دون استشاره احد.. رابعا .. إعطاء الحق لنفسه في التصرف بخزائن الدولة كأنها ملك دائم له دون مراعاة أية ضوابط .. خامسا .. السعي والتفكير بتوريث نظام الحكم إلى أبنائه .. الخ .. باختصار هناك تقارب كبير بين شخصية وأفكار الرئيسين وبين سياستهما في الحكم .

إن اغلب مواقف القذافى المعروفة دوليا تتميز بالشذوذ وغايتها جلب انتباه الساسة والإعلام أي انه يعمل بمخالفه ليصبح معروفا ( خالِفْ تُعْرَفْ ) .. وعند مراجعه أهمها نجد إن هناك جنون غير طبيعي يقف وراءها ومنها الاتهام بحادثة لوكربى .. الاتهام باغتيال الشهيد ( موسى الصدر) ..الشجار مع ولى العهد السعودي في احد مؤتمرات القمة أمام شاشات النقل الفضائي المباشر .. أفكاره في إقامة دولة اسراطين كحل للقضية الفلسطينية.. تأسيس الاتحاد الأفريقي لدول ليس لها شيء تتحد فيه غير الفقر وفساد وهيمنة الأنظمة .. الخ .

أخيرا سيدي القذافى لابد من تذكيرك بان قتل البشر في لوكربى وغيرها لم يحصد منه الشعب الليبي غير الحصار والمزيد من الويلات وآخرها التعويضات المالية الخيالية البالغة ستة مليارات دولار ولا اعتقد بان قتل العراقيين سيحقق لكم شيئاً أبداً.

شكرا للدبلوماسية العراقية التي استطاعت إفشال المشروع الليبي مع يقيني بأنها لم تبذل جهدا كبيرا في ذلك لان أفكار القذافى معروفة المصير في مختلف الساحات الدولية !!

 

28\9\2010

 

free web counter