| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 27/7/ 2006

 


 

هل بدأ سرطان الطائفيه يغزو الصراع العربى – الصهيونى ؟ !

 

عماد الاخرس

تعاقب على الصراع العربى – الصهيونى رؤساء وقادة ميدانيون كثيرون ومايهمنا فى هذا المقال هو التعاقب الرئاسى للدول العربيه وموقفهم من الصراع ، حيث ان الكثير منهم كان ومازال ينظر الى الصراع من وجهة نظر اطالة عمر كرسى حكمه الا القلة القليلة جدا الذين ينظرون له من وجهة نظر حقيقيه صادقه باعتباره احتلالا لارض عربيه وتشريدا لشعبه ولابد من اعلان الحرب ضده  وازالته.
وكان لسيطرة رأس المال الصهيونى على الاقتصاد العالمى وقدرته على التحكم بالسياسه العالميه ومنها العربيه عاملا رئيسيا فى تحديد كلا الوجهتين ، لذا فاصحاب وجهات النظر الاولى لازالوا معمرين يعتلون كراسى حكمهم بحماية ورعايه وسمعه دوليه حسنه واما من يحملوا وجهات النظر الثانيه فقد رحلوا بصيغة وباخرى واسدل عليهم الستار!
اى ان التعامل مع القضيه الفلسطينيه بالنسبه للقسم الاول هو الاقوى لانه يتعلق بمصالح شخصيه بحته وبما يخدم توجهات الصهيوينه العالميه بعيدة كل البعد عن كل القيم سواء كانت وطنيه او قوميه او اسلاميه او ضمن نصرة حركات التحرر العالميه وعكسها الطرف الثانى الضعيف .
لذا فاستغل الصهاينه اهتمام الكراسى هذا ليضيفوا الى اغتصاب فلسطين اراض عربيه اخرى و مع طول عمر القضيه الفلسطينيه ضاعت المطالب العربيه بارض فلسطين واقتصرت الان المطالبه فقط بالاراضى التى احتلت بعشرات السنين بعد فلسطين مثل مزارع شبعا او اراضى الجولان او اجزاء من سيناء ... الخ وهذه المصيبه تذكرنى بمقوله لاحدى خطب الرئيس بشار الاسد قال فيها ( سيأتى اليوم الذى نتفاوض على الارض التى نقف عليها ) !
ولكن الجديد الغريب هو دخول عامل خطر جديد بدأ يحدد النظره الى الصراع الدائر مع قوى الصهيونيه العالميه وكبريائها وجبروتها هو العامل الطائفى المقيت وتبين بوضوح من خلال المواقف الاخيره وتصريحات بعض الرؤساء المعمرين العرب للعمليه البطوليه التى اقدم عليها حزب الله ضد الاحتلال والادانه المبطنه مع كيل الاتهامات للحزب ولكل من يسانده حيث كانت تسود هذه الاتهامات النبره الطائفيه مستغليها لتضيف مكاسبا جديده تعزز مصالحهم الشخصيه ..... وبدلا من دعمهم ومساندتهم للعمليه والنظر اليها بكل احترام وتقدير لما تمثله من ضربه موجعه هزت كبرياء الصهاينه وكشفت حقيقة خداعهم الدائم بامتلاك التكنولوجيا والمعدات التى تمنع نجاح اى عمليه ضد قواتهم ومهما كان شكلها ودورها الكبير فى فضح الكذب الصهيونى امام العالم اجمع واولهم شعب اسرائيل الذى عبر القارات قناعة بالافكار الصهيونيه وارض الميعاد ووعود قادة الصهاينه بتوفير الامن والازدهار فيها .
اذن انها الطائفيه المقيته بعد ان كانت محصوره فى العراق و استخدمت بشكل قذرلتكن وسيله لتدمير العراق ارضا وشعبا توسعت اهدافها لتكن ضمن اطار عربى واسلامى اوسع وسمها هو الذى دفع هؤلاء الرؤساء لادانة العمليه بدلا من التفاخر والتباهى بها ! ، وهذا يدل على ان رياح الطائفيه بدأت تتغلغل مخترقة الصراع العربى الصهيونى لتقف فى طريق نضاله الشريف المشروع ضد قوى الاحتلال الصهيونى الغاصب وليمتد سرطانها ويكون اكثر اتساعا ليربك بعض الساسه العرب ويزيدهم رعبا وخوفا وخصوصا ممن وضعوا الكراسى فوق الشعوب والدين !
فعلى الرغم من ان العمليه كانت بطولية و تأديبيه وانجزت فى وقت عصيب يمر به شعب عربى مستباح طولا وعرضا و تتشرف بها المقاومه لانها تضع حدا للكبرياء والعنجهيه الصهيوينه وحماتهم ساسة اليمين الاميركى المتصهينين ولايختلف عنها اثنان ابدا ... لكن التخوفات الطائفيه القذره وشبح المثلث الشيعى التى اوجدها الصهاينه انفسهم دفع بعض القادة العرب الفطاحل لادانتها واستنكارها !
وهناك اسئله محيره اوجهها الى هؤلاء الرؤساء العرب ......وابدأها .... لو لم يكن حزب الله اللبنانى شيعيا هل كانت هذه الادانه والتملق والتخلى عن القضيه الرئيسيه للعرب والمسلمين بنفس قوتها ؟ هل امتدت جذور الطائفيه لتخترق قضايانا العربيه بعد ان حرقت اخضر ويابس شعب العراق ؟ الى متى تبقون مكتوفى الايدى ومنكوسى الرؤوس امام الاجرام الاميركى والصهيونى وهل اتفاق الخيانه ازلى وباق الى الابد ؟ الاتخجلوا امام شعوبكم والاطفال والنساء والشيوخ فى فلسطين ولبنان والعراق تستباح وتقتل بيد اميركيه صهيونيه علنا ... الا تحسبوا لما سيكتبه التاريخ عنكم ؟ لماذا لم يخلق فيكم رجل مثل الشيعى الايرانى احمد نجادى قدرة فى التحدى لقوى الشر والى متى سيستمر انتظارنا لكى تنجب امة العرب قائدا يشبهه ولو فى التصريحات فقط ؟ هل شكل قفص الاتهام الذى يقبع به صدام ارعبكم واصبحتم تخافون من ان تنالوا نفس المصير عند عدم الولاء والحياد لذا ففضلتم رفع راية الاستسلام ؟
واين انتم ايها الشعوب الاسلاميه واحزابكم ذات المسميات الجهاديه الفتاكه فلم نسمع منكم سوى كلمات الجهاد الرنانه فاين اقوالكم وابواب الجهاد مفتوحة على مصراعيها .... هاهى الان جبهة قتال امام عدو صهيونى كافر مغتصب فمن يقاتله يستحق ان يحمل هذا الاسم العظيم مجاهدا ومن يقتل فحقا انه شهيد ، وهل يحق لبعض منكم ان يسمى مجاهدا من ينفذ تفجيرات لقتل ابرياء عزل فى الاسواق والشوارع والمدن وكما يجرى فى العراق !
اتمنى ان ينظر رؤساء الدول الاسلاميه ومنها العربيه الى الصراع المسلح مع الصهيونيه العالميه منذ اكثر من ستة عقود نظرة تخلو من الطائفيه المقيته ولايسمحوا لسرطانها اجتياحه لكى لا تصبح عاملا مدمرا لقضايا الاسلام المركزيه ووحدته وديمومة بقائه .
واخيرا اقولها صراحة لو كانت البطوله والجهاد حصرا بحزب الله الشيعى ... فليكن كل المسلمون شيعة فشهادتهم جميعا لاالله الا الله محمد رسول الله ولايفرقهم عن اخوتهم المسلمين الاخرين من بقية المذاهب الا ماينسجه الماكرين والدجالين والمشعوذين خدم الصهيونيه وازلامها !