| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأحد  27/11/ 2011



دعوة الحزب الشيوعي العراقي للحوار الوطني الشامل

عماد الاخرس

أصدر الحزب الشيوعي العراقي مؤخرا دعوه للحوار الوطني الشامل بين جميع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية أو خارجها .. وليس جديدا على هذا الحزب إصدار مثل هذه الدعوات عندما تقتضى المصلحة الوطنية ذلك .
لقد نالت هذه الدعوة الترحيب من بعض القوى والشخصيات الوطنية التي تؤمن بحاجة المرحلة إلى لقاءات صادقه تسودها الثقة العالية وتنبع من روح المواطنة الخالية من النزعات العنصرية والطائفية والحزبية الشاذة.
وكل من تابع سياسة الحزب على طول مسيرته وخصوصا ما بعد التغيير 2003 لمس بوضوح سعي قادته المتواصل في التقريب بين وجهات نظر القادة السياسيين العراقيين وحثهما على استخدام لغة الحوار وإبعاد شبح الصراعات وغايته الرئيسية دوما ً تعضيد العملية السياسية .
لقد بذل الحزب جهداً مميزاً في تحريك اغلب حالات الجمود التي كانت تصيب العملية السياسية الديمقراطية الجديدة ولملمة المتضادين من قادتها وتطويق صراعاتهم وحصرها إيمانا منه بان الخلافات مهما كان حجمها ونوعها يجب أن تُحَل بلغة الحوار وليس بالتصريحات النارية المتشنجة والإعلام السلبي .
ولا اعتقد بان هناك من يشك في إمكانية هذا الحزب ذو التاريخ النضالي الطويل على لعب هذا الدور وطرح الأفكار بشكل موضوعي وعملي دقيق من الممكن وبسهوله أن تكون قاعدة للحوار الوطني الصادق البناء.
لذا نجده في دعوته الأخيرة يطالب بإجراء حوارات حقيقيه على القضايا المستعصية والخروج بنتائج وليس التواصل السياسي الروتيني الذي لا يجدي نفعا وكما هو موجود حاليا.
إن الحوار الوطني الشامل يعنى الخروج من الحلقات الضيقة للحوار بين العناصر المتنفذه في الحكومة والبرلمان إلى مستوى أوسع لتشمل كافة القوى سواء المشاركة أو غير المشاركة في العملية السياسية من الذي ترتبط بنفس المصير.
أما عن أهم الأسباب التي استند عليها الحزب الشيوعي لإطلاق دعوته في هذه المرحلة فهي.. أولا .. الانسحاب الأمريكي والحاجة إلى استكمال بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية والخوف من تزايد نشاط القوى الإرهابية والحاقدة على العملية السياسية.. ثانيا .. العلاقات السيئة بين القوى المتنفذه في السلطة والذي قد ينزلق إلى الصراع المسلح وفقدان الثقة بينها ونتائجه في استمرار الشواغر في الأجهزة الأمنية رغم مضى أكثر من عامين على انتهاء الجولة الانتخابية الثانية .. ثالثا.. فقدان ثقة الجماهير بالعملية السياسية بسبب الوصول إلى حالة الاستعصاء الأمني والسياسي والاقتصادي وعجز القوى السياسية المشاركة في الحكومة عن تقديم ما مطلوب لها.. رابعا.. الحاجة الملحة لإعادة النظر ببعض الفقرات الدستورية وباتفاق جميع القوى السياسية والإسراع في تشكيل اللجان المتخصصة للإشراف على تعديلها وبما يتناسب مع المستجدات التي تفرضها المرحلة.. خامسا.. العجز الإداري للحكومة الاتحادية وازدياد المطالب الفوضوية للمحافظات بتشكيل الأقاليم والأقضيه بالانفصال وهذا بطبيعة الحال يسيء للوحدة الوطنية.. سادسا .. الخروج عن اتفاقات الشراكة الوطنية والسعي المستمر لبعض الأحزاب المتنفذه في إتباع سياسة تهميش وإقصاء أو تغييب الأطراف الأخرى .
أعلاه أهم الأسباب التي أصبحت تشكل تهديداً واضحاً للعملية السياسية لذا يرى الحزب الشيوعي العراقي بان هناك حاجه مُلِحَه إلى إصدار ورقة عمل موحده بين القوى السياسية والتوقيع على ميثاق شرف وطني خلاصته ضمان الوحدة الوطنية وحماية العملية السياسية الديمقراطية وخلق الأجواء الصحية السليمة النقية التي تضمن استمرارها ونجاحها.
أخيرا أقولها .. أتمنى أن تثمر جهود الشيوعيين العراقيين ولقاءاتهم المستمرة مع مختلف الشخصيات السياسية الوطنية وقادة الكتل والتيارات والأحزاب في نجاح دعوة الحوار الوطني الشامل والتي من المؤكد سيكون لها مردود ايجابي على العراق وطناً وشعباً.
 

27\11\2011

 

free web counter