| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد 26/11/ 2006

 

 

عودة حزب البعث واشراكه فى العمليه السياسيه للعراق الجديد

 

عماد الاخرس

ابدأ مقالى بالقول بأننى لم اكن يوما بعثيا ابدا عدا ما املته على استمارات الدوائر الامنيه فى العهد البائد وهذه يعرفها من ذاق مرها ! وعانيت اسوة بما عانى الكثير من العراقيين من ظلم وطغيان العناصر السيئه التى تسلطت وطغت طيلة فترة حكم حزب البعث  .
وعذرا ان افتتح مقالى بهذا التعريف ولكن لكى لايتهمنى احدا بناءا على طلبى فى هذا المقال بأننى كنت يوما بعثيا  .
اسئلتى التى اطرحها فى مقالى هى ..... لماذا لايسمح لحزب البعث بالاشتراك بالعمليه السياسيه للعراق الديموقراطى الجديد ؟ الم يحن الوقت للتفريق بين البعثيين والصداميين ؟ هل كل من انتمى لحزب البعث اساء للعراق وشعبه ؟ هل حقا يتحمل الملايين من شعب العراق ممن انتموا لصفوف حزب البعث وزر حفنة قليله من الصداميين ممن اشاعوا فى ارض العراق دمارا وشعبه فسادا ؟ هل من الضرورى ان يكون حكام العهد الجديد ظالمين اسوة بحكام العهد البائد ؟
اسئلة اطرحها بصراحه على كل عراقى غيورمتجاوزا تحديات كثيره تفرضها ساحة الصراع السياسى العراقى الحالى  .
اسئلة تستحق ان تناقش بعلميه وعقلانيه وحسن نيه بعيدا عن العنجهيه والاحقاد والتزمت ، على ان يطرحها على نفسه كل عراقى همه ان يتشبث باى وسيله لانقاذ العراق من الواقع المر الذى يعيشه وعسى ان لا تنحدر الاحداث الى اسوأ مما هى عليه الان !
ان القرارات الاخيره التى اصدرتها هيئة اجتثاث البعث باستثناء اعداد كبيره من البعثيين العاملين فى العهد البائد من قراراتها السابقه واعطاء الحق للبعض منهم بالعوده لوظائفهم وصرف الحقوق التقاعديه لجزء اخرمنهم .... هى حقا تجسيدا للمصالحه الوطنيه الحقيقيه التى نطمح لها جميعا ، تلك المصالحه التى اشرت لها فى مقالين سابقين اولهما ( الاسبقيه لفقرة اجتثاث البعث ضمن التعديلات الدستوريه والمؤرخ 24/9/2006 وثانيهما ( لنجعل من هذا العيد..... عيدا للمصالحه الوطنيه الحقيقيه والمؤرخ 24/10/2006) والمنشورين فى مواقع الكترونيه عديده .
ان ادخال التصنيف الوارد فى هذه المقالات للبعثيين حيز التطبيق ينظر له بان الحكومه الجديده جادة فى سعيها للمصالحه الحقيقيه والخروج من المأزق الذى سببه ذكر اجتثاث البعث فى الدستور الجديد  .
قد يسأل عزيزى القارى عن سبب تكرار كلمة الحقيقيه عند الاشاره لكلمة المصالحه ، لان القصد من هذا المقال الخطوات العمليه الفاعله للمصالحه والجهود التى تبذلها جميع الاحزاب التى تهيمن على الساحه السياسيه ومنها تثقيف كوادرها بعدم تعميم سلبيات الماضى بل حصرها ضمن فاعليها الحقيقين لكى نحصد الثمار الحقيقيه للمصالحه بالامن والسلام والاستقرار ، ان عامل الحسم فى هذا الموضوع هو حسن النوايا وان لا تكون المصالحه مجرد مؤتمرات وولائم وخطب و فقرات تسطر على ورق ليسدل الستار عنها بعد التوقيع مباشرة  .
ان التضييق الكبير جدا فى اعداد المشمولين بقرار اجتثاث البعث خطوه صادقه سيكون لها دورا كبيرا فى الحد من العنف والارهاب فى عراقنا الجريح لانها ستسد الكثير من الفجوات التى ينفذ منها القلة القليله السيئه من هذا الحزب والمتمثله بالاسره الحاكمه ومرتزقتها الصداميين فى محاولتهم لكسب العواطف واحتضان الاعداد الكبيره ممن تم تصنيفهم ظلما وشمولهم بالاجتثاث ، فالكل يعلم ان هذه الحفنة القليله هى الوحيده التى اساءت واستغلت هذا الحزب فى ظلمها وطغيانها على شعب العراق .
لذا فتصنيف البعثيين عمليه ضروريه جدا واتمنى مستقبلا ان لايكون مقيدا بالدرجة الحزبيه ايضا لانها من الصعب ان تكون قياسا للمسيئين ، فهناك اناس كثيرين ارتقوا الدرجات العليا لتنظيم هذا الحزب ولكن لم يمارسوا اى اساءة ولم تكن لديهم اى مسؤوليه عن سيل دماء اى مواطن عراقى وازلامه ولكن ممكن ان يوجد بينهم ذوى المصالح الشخصيه النفعيه والانانيه وهذا شىء نسبى وموجود فى جميع الاحزاب والتكتلات .
ان المتتبع لطغيان النظام السابق وظلمه سيجد ان هناك الكثير من قيادات البعث فى العهد البائد عانت هى واسرها الكثير وايضا تعرضت لمطاردة وملاحقة صدام وازلامه وهذه حقيقه يعرفها الكثير ممن عاصر العهد البائد .
لذا فان الخطوه الفاعله الاخرى التى يهدف لها مقالى ومانتمنى ان تقدم عليها الحكومه الجديده وبجرأة بعيده عن كل العنجهيه والتزمت والاحقاد التى لاتنفع احد ابدا هو السماح لعمل هذا الحزب واشراكه فى العمليه السياسيه ولكن بشروط !
ان افكار البعث واهدافه ولااقول كلها بل جزءا كبيرا منها لاتختلف عن الافكار التى بنيت عليها الاحزاب الاخرى ، قد تكون هناك اختلافات ولكن ليس بها مايمس او يسىء بالجانب الوطنى ، حيث ان افكار كل الاحزاب ومؤلفاتها ونشراتها لم تدعى يوما انها احزاب شوفينيه او طائفيه ولم تلصق بنفسها اى تهمة سيئه ومنها حزب البعث  .
ان ما يسىء لاى حزب هوالكوادرالتى تعمل ضمنه ، لذا فان من اساء لحزب البعث ليس افكاره او اهدافه ولكن مجاميع محدده تمكنت ان تصل الى مواقع قياديه فيه لتصاب بالغرور وجنون العظمه وتصبح اداة ووسيله للاساءه للعراق ارضا وشعبا ، وهذه حقيقه يقرها ويعترف بها الكثير من البعثيين الشرفاء الذين لم يكونوا يوما سببا فى احداث الاساءه لاى عراقى وحتى غير البعثيين .
فهاهو رئيس العراق جلال الطلبانى خلال لقائه الاخير عند زيارته الى فرنسا ونص قوله عند اجابته على احد الاسئله المتعلقه بالارهاب فى العراق ( التكفيريين والبعثيين الصداميين هم من يقومون بهذه الفتنه ولااقول حزب البعث العربى الاشتراكى قيادة قطر العراق فانهم ناضلوا معنا ضد النظام السابق )  .
اذن فماذا بقى وهذا اعتراف رأس العمليه السياسيه ورئيس جمهورية العراق الجديد ؟
اما ان تكون العوده مشروطه فهذا موضوع قابل للتفاوض ولا اظن ان يكون عليه اى خلاف واهمها
1) بان لايتعارض بناء ونهج الحزب الجديد مع النهج الديموقراطى
2) رفض فكرة الحزب الواحد التى سار عليها الصداميين طيلة فترة استلامهم الحكم فى العهد السابق
3) ان لايحتضن الحزب الجديد اى عنصر من العناصر التى اساءت للعراق وللعراقيين فى عهد صدام
واكثر هذه الشروط هى نفسها المفروضه على جميع الاحزاب المشاركه فى العمليه السياسيه الحاليه  .
اخيرا لنكن اكثر عقلانيه وانفتاحا فى التفكير لحماية عراقنا واجيالنا ونسمح لهذه الاعداد الكبيره من العراقيين الشرفاء بممارسة حقها بالمشاركه فى العمليه السياسيه وتفعيل دورها مجددا لبناء العراق الجديد واضعين امام اعيننا العراق وشعبه المظلوم اولا بعيدا عن كل الميول والافق الضيقه الاخرى .
لنكن اكثر تسامحا وودا.... ونحاول طى صفحات الماضى بكل جراحها ... لنضيق الخناق على اعداء عراقنا الحقيقين .... عسى ان نحقن الدماء و لايمتد نزيفها لاجيالنا !