| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد 22/10/ 2006

 

 


مؤتمر مكه... انه ارهابا سياسيا دينيا وليس دينيا

 

عماد الاخرس

رساله صريحه الى الساده الافاضل رجال الدين الذين اصدروا وثيقة مكه لتحريم الدماء العراقيه  .
بارك الله جهودكم وتفكيركم الحثيث فى محاولة حقن الدماء العراقيه الطاهره التى سالت ولازالت تسيل على ارض الحضارات ... بلاد الرافدين المباركه .... مهبط الرسالات السماويه  .
ولكن يؤسفنى ان ابلغكم بان وثيقتكم لاتتعدى ان تكون نصائح دينيه روتينيه ذات طابع شمولى لم تحدد الاسباب الحقيقيه للارهاب ولاالجناة الحقيقيين الذين يقفون وراءه ولاتتناول اى صيغه عمليه لردعه .... لذا فلم يكن لها اى دور اوتأثير فى مجرى الاحداث ولم تصلح بنودها الا لتكن واحدة من خطب رجال الدين العراقيين الكرام فى بيوت الله والتى اعتادوا ان يلقوها فى كل يوم جمعه او مناسبه املا منهم فى ان يضعوا حدا لهذا الارهاب السياسى المغلف دينيا .
قبل البدء فى مقالى لابد من تعريف المفردات التى وردت فى عنوان المقال فاولها الارهاب السياسى الدينى ويقصد به الارهاب التى تستخدمه مجاميع لها اهداف وغايات سياسيه تستخدم الدين وسيلة وغطاء فى اجرامها واما الارهاب الدينى فهو الارهاب التى تمارسه مجاميع تستند على فتاوى وضعيه لمشايخ فى تكفير وتحليل سفك الدماء على اسس مذهبيه .
لذا فان التصريحات التى سبقت المؤتمر بكونه ذات طابع دينى بحت لايناقش الامور السياسيه افقد المؤتمر اهميته لدى شعب العراق الجريح لان هذا يعنى اهتمامه فقط فى الارهاب الدينى والتكفير بينما حقيقة الصراع فى العراق دينيا سياسيا ولم يكن دينيا ولااشك ان رجال الدين الذين شاركوا به لهم يد فيه ............. اذن فلمن هذا المؤتمر ؟
كنت اتمنى سادتى الكرام ان تكونوا اكثر دقة فى تحليل الاحداث وتشخيص من يقف وراء الارهاب والعنف الذى اجتمعتم من اجله ومناقشة السبل الكفيله بوضع حد له او على الاقل ان توجهوا نصائحكم وبشكل مباشر الى اليد الاولى التى تقف وراءه ولااظن ان احدا منكم غافل عنها.
ان بعض المجاميع التى لم يسمح لها بالاشتراك فى العمليه السياسيه قسرا او التى تطالب بتعديل بعض فقرات الدستور او جدولة انسحاب قوات الاحتلال .....الخ ... اسفا ... هم من يستخدم الورقه الطائفيه والافكار التكفيريه لزرع الفتنه واثارة نارالحرب الاهليه لاسامح الله ، لذا كان لابد ان توفروا نصائحكم وتوجوهها لهم مباشرة وبكل صراحه بدلا من الطرق الملتويه والتعميم الذى افقد الوثيقه صداها واهميتها.
كان يكفى ان توجه النصيحة لهذه المجاميع بعدم استخدام هذه الورقه القذره فى طريق تفكيرهم لتحقيق اغراضهم السياسيه المتعدده ليكون للوثيقه دورا ايجابيا فى سير الاحداث وعليهم اذا ارادوا ذلك فهذه الساحه الديموقراطيه للعهد الجديد ليناضلوا من اجل اختراقها وبناء قواعد جديده نظيفه يمكن من خلالها تحقيق كل المطالب ضمن النهج الديموقراطى الجديد البعيد كل البعد عن الافكار الديكتاتوريه وطغيانه.
ان اهتمام مؤتمركم وتأكيده على الموضوع التكفيرى الذى برأى كل العراقيين لم يشكل الا نسبة ضئيله جدا فى الارهاب الجارى معناه وكما يقول المثل الشعبى ( انكم تثردون بجانب اللكن ) لانكم تناسيتم او تغافلتم الجناة الحقيقيون للارهاب والجهات التى تدعمه واسبابه الجوهريه .
ولاقولها لكم صراحة... ان الصراع الدائر فى الساحة السياسيه العراقيه لايتعدى ان يكون بين هذه المجاميع التى لملمت شملها فى دول عربيه او اجنبيه وبدعم منها وادواتها المنفذه فى داخل العراق من الجهله والاميين التى يتم خداعها وشراءها بابخس الاسعار واخس الوسائل من جهه والنظام الديموقراطى الجديد من الجهة الاخرى ، اما الافكار التكفيريه والمراد منها زرع الفتنه الطائفيه فلم تكن الا وسيله قذره يستخدمها طرف الشر فى هذا الصراع لتحقيق غايتهم فى فرض مطالبهم او عرقلة مسيرة العهد الجديد وافشال الديموقراطيه والعوده الى النظام الاوتوقراطى البائد .
لذا كان من الاجدر على المؤتمرين فى مؤتمر مكه توجيه خطابهم بشكل اكثر دقه الى الجناة الحقيقين والى الدول التى تحتضنهم وتوفر الدعم لهم والخروج عن المألوف والشموليه التى اعتدنا عليها فى الوثائق التى تصدر عن كل المؤتمرات وخصوصا العربيه سياسية كانت ام دينيه حيث لم تكن الا مجرد مقالات ذات طابع انشائى مثالى وتنظيرى سطحى لايعالج المشاكل بشكل جوهرى دقيق .
ان هذه الوثيقه ستكون حقا اكثر مصداقية وتأثيرا لو تم تخصيص بند ضمن هذه الوثيقه يشير الى الدول المسانده والنصح والتحذيرلها بالكف عن دعم واحتضان مجاميع الارهابيين اوالمساعده بالضغط عليها بضرورة تبديل نهجها ووسائل كفاحها التى ستسىء لها وتزيد الاحقاد بحقها وتجعل مشاركتها ودخولها الساحه السياسيه التى يناضلون من اجلها امرا مستحيل .
اما موضوع التكفيريون الذى دار حوله المؤتمر فانه حقيقة حاله دخيله على شعب العراق واكبر دليل على ذلك هو حالة التعايش بين كافة الطوائف والاديان والمذاهب لالاف السنين .
ان الغزو الواسع لهذا المصطلح للساحه العراقيه كان حديثا وبالتحديد بعد سقوط نظام اليعث عام 2003 ، اما قبل هذا التاريخ فكان من الممكن ان تسمع به فقط فى الكتب والمنشورات للمتطرفين من كل المذاهب وكان ينظر لها العراقين باستهجان واستنكار ، اضف الى ذلك عدم وجود اى اعمال عدائيه طيلة السنين الماضيه من تاريخ العراق الحديث ولم يكن ظهورها بالشكل المنظم المنسق الا بعد سقوط الصنم !
وليسأل الجميع انفسهم ..... من له مصلحه فى كل هذا القتل والتدمير ولماذا نشأ ومتى ومن الايادى التى تقف وراءه ؟ الاجابه على هذا الاسئله تفسر كيفية استخدام مصطلح التكفير كوسيله لخلط الاوراق وانه اصبح شماعه تعلق عليها كل الجرائم والارهاب السياسى فى محاوله للتمويه عنها لتكون ذا طابع دينى اكثر حساسية وعاطفه وتأثيرا.
واخيرا فلتعلموا ان الارهاب الذى اجتمعتم من اجله هو سياسى تكفيرى وليس دينيا وما يمارسه هؤلاء الاشرار من قتل نساء وشيوخ واطفال وتدمير بنى تحتيه هو الكفر بذاته ولاتكفير بعده ولايمت باى صله باى دين او مذهب او طائفه وان شعب العراق ليس بحاجة الى وثائق عامه شامله تطمس الحقائق وتخلط الاوراق وتموه عن الجناة الحقيقين .