| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

 

 

 

 

الأحد 22/1/ 2006

 

 

 

بين عهدين, من اتهامات( سب الريس) الى اتهامات ( سب الشيعه أو ساستهم )

 

عماد الاخرس - ماليزيا

انها اختلاف فى العبارات ولكن اهدافها واغراضها واحده , الاولى هو اتهامات الدكتاتوريه الصداميه واساليبها القمعيه فى محاربة الذين لايسيرون فى افكارهم او لمعارضيهم , واتمنى ان لاتكون العباره الثانيه من الاتهامات هى الوسيلة التى ستستخدمها الاحزاب المهيمنه على الساحه العراقيه فى زمن النظام الديموقراطى الحر الجديد.
فى صدد احد التعقيبات على مقالتى الاخيره والتى كانت بعنوان ( تدخل دول الجوارورقه يلعب بها ساستنا الجدد كلما ضاقت بهم الحجج والاعذار ) والمنشوره فى موقع الناس يوم الجمعه 20/1/2006 , حيث كانت احد التعقيبات تتهمنى بالاساءه الى اهلنا الشيعه او احد ساستهم علما ان الشخص القائم بالتعقيب يعرفنى ويعرف افكارى وتوجهاتى فلا تربيتى الحزبيه ولا العائليه تسمح لى يوما بالاساءه الى اى من المذاهب او الاعراق او الاديان فالكل واحد ويستحق العيش بعز وكرامه فى وطننا العظيم .
ذكرنى تعقيب الاخ واتهامه لى بهذا الاتهام باحدى الحوادث التى مرت فى حياتى عام 1977 وكان حزب البعث فى اوج جبروته وعنفوانه ودخلت بنقاش مع احد العناصر المثقفه القديمه لحزب البعث فى حينها وحول احد المواضيع فى مكان عام وكنت انا انذاك معروفا كونى من عناصر الحزب الشيوعى العراقى وازدادت حدة النقاش وارتفعت اصواتنا قليلا وفجأة هجم على احد المارين فى الشارع وكان من البعثيين الجهله المندفعين وحاول الاعتدأء على وصاح بصوت عال ( لاتسب الريس وكررها عدة مرات لاتسب الريس ) علما اننى لم اقم بذلك , فتوقف الرجل البعثى الذى كان يتناقش معى قليلا والتفت اليه وقال له وبالنص ( عمى اشوكت سب الريس وشدخلك انت بالموضوع وانت تريد تبلينه ودفعه عنى ) والحمد لله تربطنى علاقه به والكل يعلم ماذا يعنى هذا الاتهام فى حينه .
قصدى من رواية هذه الواقعه هو كيف كانت تستخدم هذه الاتهامات وكثير غيرها وبهذه السهوله كوسيله من وسائل القمع الصداميه لكل من يعارض افكارهم او لكل من يريدون تصفيته ومصنف ضمن قوائم المعادين للحزب والثوره فى العهد السابق .
ولارجع للتعقيب على مقالتى وضمن مجموعه من الاخوه العراقيين وفى العهد الجديد , وبما معناه يتهمنى صاحب التعقيب بالاساءه الى احد المذاهب واحد ساستها فاحسست بتقارب الاتهامات بين عهدين اولهما عهد النظام الدكتاتورى الطاغى والثانى عهد النظام الديموقراطى الحر الجديد فأندهشت لهذا التقارب بالوسائل واتمنى ان لاتكون هناك نفس المقدره فى تنفيذ الاغراض فنحن فى عهد ديموقراطى وليس دكتاتورى .
فهل نتائج الانتخابات الاخيره وبعد مزيد من التزوير واستخدام العنف بتدخل الشرطه والميليشيات لصالح احدى القوائم خلالها ,اضافة لحرق مقرات قوائم اخرى وقتل رفاق لنا فى الحزب الشيوعى العراقى لم يرتكبوا جريمه سوى انهم يقومون بالدعايه لقوائهم , والتى كان نتيجتها الفوز بعدد اكبر من المقاعد لاصحاب النفوذ السلطوى الحالى بدأ يبعث روح الغرور والتسلط ويحفز لاستخدام الاساليب الصداميه فى الحياة الديموقراطيه الجديده من قبل الاحزاب المؤتلفه ضمن هذه القوائم والتى حصلت على عدد اكبر من الاصوات ومحاولة السير نحو التفرد فى اتخاذ القرارات و بدايه للقمع واقصاء الاحزاب والافكار الاخرى , وهل حرق مقر الحزب الشيوعى العراقى فى القرنه هو البدايه , فهل نجهز انفسنا للصداميين او الطغاة الجدد والذين يرتدون الملابس والاقنعه السوداء وغيرها بدلا من الزيتونى !!
وهل نفعت صدام ومرتزقته وسائلهم القمعيه والاتهامات الباطله بشىء لتنفع غيرهم , وهل اثنت الشرفاء عن النضال والكتابه ضد الظلم والطغيان.
فمضمون المقاله ينادى بمعادات الافكار الانقساميه والطائفيه ويطالب بوحدة العراق وعدم استخدام الدول الاقليميه المجاوره شماعه تعلق عليها خلافات محاصصاتهم اووسيله لكسب وارضاء الاحتلال ونبذ المحاصصه الطائفيه والمطالبه بحكومه وحده وطنيه ديموقراطيه وتدعو الى وحدة الصفوف ونبذ الشوفينيات والعيش بمحبة وسلام مع الشعوب الجاره والدقه والحكمه فى التعامل معها وعدم محاولة تطبيق افكارها ونهجها فى بلدنا لاختلاف وحساسية الظروف الموضوعيه فى بلدنا مع مراعاة اهمية هذه الدول فى واردات العراق الاقتصاديه ونسيان مخلفات انظمه قادها جهله متعنتون ساقتهم احقادهم العمياء الى حرب مدمره لبلدين مسلمين .
فلم هذا الاتهام بمعاداة مذهب ما او ساسة والذى لم يكن الا لغرض الاتهام واثارة مشاعرالاخوه الاخرين فى المجموعه ضدى وكتهمة سب الريس التى تلفق لكل معارض او حسب التصنيف الصدامى معادى للحزب والثوره والذى يذكرنا بمرتزقة صدام ووسائلهم ,فالمقاله هذه ومقالات كثيره من الكتاب الشرفاء توضح مصائب الطائفيه ومحاصصاتها وضرورة تحييدها والعمل بالمنظور الوطنى وليس الطائفى فى حكم العراق الجريح وهذا ما لايختلف عليه اثنان من محبى العراق وطنا وليس طائفة, فمن تصور او يتصور يوما ان يحكم العراق لاسامح الله بعناصر ليست متشدده اسلاميا ولاضير فيه فهنا يكون العدو خارجيا ولكن المصيبه الكبرى ان تحكم البلاد ضمن مبادىء المحاصصات البريمريه والتشدد المذهبى وخلق حالة الصراع والفتن الداخليه التى لاتنتهى لو اثيرت واذا كانت حرب البسوس اربعون عاما فهذه الفتن ونتائجها ستبقى والى الابد يدفع ثمنها شعبنا العراقى الجريح بكل اطيافه .
فلم تثنى دكتاتورية صدام ومرتزقتها العراقيين الشرفاء من النضال لازالة وجودهم ورغم الاتهامات الباطله واساليبهم القذره والتى كانت احكامها الاعدام فهل تثنى اعداء الطائفيه والمحاصصات والكتاب الذين تهمهم مصلحة الوطن بعيدا عن الطائفه اتهامات سب المذاهب او ساستهم.
فشتان مابين المذاهب والاديان وقدستيها ومن يستغل هذه المذاهب والاديان لخدماته الطائفيه الشخصيه والمقاعد والاصوات والغاء واقصاء الاخرين فنحن لانكتب ضد المذاهب والاديان كفكر وقيم فنحن منها ولدينا مذاهبنا ونسكنا وادياننا التى نحترمها ونقدسها ولكن نرفض ان تستخدم من قبل بعض الساسه كوسيله لاثارة الفتن والنزاعات والاضطرابات والحصول على مكاسب شخصيه والاخلال بوحدة شعبنا العظيم تحت مختلف المسميات المذهبيه والدينيه.
فلنعمل كلنا وبضمير حى من اجل وطن حر وشعب سعيد لامكان للطائفيه ولا لساستها فيه ولسنا بحاجه لمزيد من التظلم والابتعاد عن اساليب التلفيق الصداميه البائده فى الالغاء والاقصاء , و لنرفع الظلم والاستبداد عن شعبنا الجريح ومن مختلف الاديان والاعراق والمذاهب بخلق نظام ديموقراطى جديد قادته الشرفاء هم اصحاب الخبره والكفاءه وهدفهم الاول خدمة الوطن وليس خدمة الطائفه ولا لانتخاب قاده العراق الجديد ضمن المحاصصات البريمريه.