| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء  22/11/ 2011



وسائط نقل أم دور عباده !

عماد الاخرس

البعض من وسائط النقل ( السيارات ) سواء الخاصة أو العامة (الأجرة ) الصغيرة منها أو الكبيرة تبدو وكأنها دور عباده متنقلة يعتلى مقدمتها المصحف الشريف ويملأ زجاجها وأبدانها الكتابات الدينية وبوسترات صور ألائمه الصالحين ورجال الدين وفى داخلها لا تسمع سوى أصوات المناقب النبوية والقراءات الحسينية والخطب الدينية المتنوعة.

ولا اعتقد إن الدوافع التي تقف وراء هذه الظاهرة إيمانيه مطلقاً لان كتاب الله يجب أن يُقرأ ويوضع في مكان نظيف ومرتفع وليس في مقدمة السيارة ( الدشبول ) وعليه كومه من التراب ولا يوجد في صفحاته المليئة بالقيم والأفكار العظيمة من الخرافات ما يؤكد بان وجوده في هذا المكان ممكن أن يبُعِد السائق شر الحوادث والأضرار!

ولا يوجد هناك ما يبرر لصق كتابات من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وصور أهل بيت رسول الله ورجال دين في غنى عن التعريف من الخلق والعلم والثقافة على زجاج السيارات فهو يحجب الرؤية عن السائق ويزيد من احتمالية التعرض للحوادث.. وقد يلجأ البعض أحياناً بلصقها على أبدانها وهو مكان غير لائق لكونه معرض دوماً للأتربة والأوساخ .

والظاهرة الأكثر شيوعاً والتي يركز عليها مقالي هي استخدام التسجيلات الصوتية للمناقب النبوية والقراءات الحسينية والخطب الدينية في السيارات العامة المخصصة لنقل الركاب والمصيبة أن استخدامها أصبح لا يقتصر على المناسبات الدينية فقط بل طول أيام السنة !
ومن حَكَمَ عليه القدر بان يكون فقيراً ولا يمتلك سيارة خاصة به ويلجأ في تنقله اليومي إلى العامة منها مثل ( الكيا .. الكوستر .. التاكسي الصالون ) يلمس بوضوح هذه الظاهرة.

إن استخدام التسجيلات الدينية الإسلامية تحديدا ً داخل السيارة العامة وبصوت مرتفع من قبل شريحة السواق ممارسه تعسفية خاطئة وغير صحيحة لا يمكن اعتبارها حالة تدين إيمانيه في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب .
والغريب الذي يثير الاشمئزاز إن اغلب سواق هذه السيارات لا يحترمون ولا يعملون بما يرد في هذه التسجيلات الدينية من نصح وإيمان وتجده يمارس تصرفات وسلوك يتنافى كلياً معها.
وأما من منظور السلامة فهذه التسجيلات تقلل من تركيز السائق المؤمن الصحيح على ألسياقه لأنه قد يغرق في الإيمان ويغفل مقود سيارته !

إن السيارة العامة المخصصة لنقل الركاب بالنسبة لسائقها مكان عمل ليجنى رزقه اليومي وليس لإثبات وتأكيد إيمانه وبما انه يحق لعامة الناس ومن مختلف الشرائح استخدامها لا يجوز له أن يفرض عليهم اللون الذي ينطبق مع أهوائه ومزاجه.
أما الجهلة والأميين من ذوى الأفق الضيق فيجدونها فرصه لتأكيد طائفيتهم ويتصورون بأنهم يقدمون خدمه لدينهم أو لمذهبهم دون حساب لنتائج الفرقة والفتنه التي تترتب على ذلك.

وأسئلتي لهؤلاء ابدأها ألا تعلمون بان سيارات الأجرة العامة تستخدم لنقل الركاب من مختلف المذاهب والأديان ؟ لماذا تفرضون على الركاب ما يتناسب ورغباتكم وأهوائكم دون أي مراعاة لمشاعرهم ؟هل تهتمون بسماع هذه التسجيلات الدينية في بيوتكم ودور العبادة ؟ هل لديكم نية مسبقة في تعميق نار الفتنه والفرقة بين أفراد المجتمع .. ولماذا ؟ هل تعلمون بان أهم شرط في ممارسة الحرية الشخصية هو أن لا تؤثر على الآخرين ؟ وأخير أسئلتي .. هل تعملون كسواق في سيارات الأجرة لغرض جنى الرزق أم لنشر الأفكار الدينية ؟

باختصار أقولها لكم إن البيوت ودور العبادة هي المكان الأفضل لسماع هذه التسجيلات الدينية لأنها أماكن ثابتة غير متنقلة ونظيفة لا يمارس فيها الإنسان أي عمل ويمكن أن يتفرغ فيها للعبادة والاستماع للتسجيلات الصوتية الدينية.
اختم مقالي بمطالبة الأجهزة الأمنية ومديرية المرور العامة ونقابات وهيئات النقل بضرورة إصدار التعليمات اللازمة التي تحد من انتشار الظواهر أعلاه.
 

22\11\2011

 

free web counter