| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

الأحد 21/6/ 2009



ضجيج صفارات الإنذار يعكس رداءة الوضع الأمني

عماد الاخرس

قد يرى البعض بان هذا الموضوع لا يرتبط بالسياسة ولا يستحق لكتابة مقال .. ولكنني أرى عكس ذلك واعتقد بأنه يستحق الانتباه من قبل كافة المسئولين في الدولة العراقية الجديدة .. لأن ضجيج صفارات الإنذار يعطى انطباعا عن رداءة الوضع الأمني بسبب ما يحدثه من قلق وإرباك وإزعاج للمواطن العراقي وبالتالي غضبه.. حيث الشائع إن إطلاق صفارات الإنذار يدلل في أكثر الأحيان على إن هناك جريمة إرهابيه قد حدثت و يقتضى الأمر إخلاء الشارع وفسح المجال أمام أفراد القوات المسلحة لأداء واجبهم .. وبما إن صفارات الإنذار أصبحت تطلق بشكل مستمر حتى في أوقات عدم الحاجة الفعلية لها .. لذا فان هذا الأمر أصبح يعكس تزايد عدد هذه الجرائم وتردى الوضع الأمني .

وللنكتة ارويها.. في أحد الزيارات إلى العراق وإثناء تنقلي في بغداد لانجاز بعض المعاملات مستخدما احدى وسائط النقل العامة .. مر بالقرب من العجلة التي كنت راكبا فيها رتل طويل لسيارات مدنيه يرافقه إطلاق مكثف لصفارات الإنذار .. وإذا بأحد الراكبين يسأل .. يا ترى من هو هذا المسؤول ليكون رتل السيارات الذي يتبعه بهذا الطول وليطلق لمروره هذا الكم من صفارات الإنذار ؟ فأجابه راكب آخر .. اعتقد انه مدير مدرسه !! .. لذا أصابني العجب حينها وتساءلت مع نفسي .. هل من المعقول أن تطلق صفارات الإنذار بهذه الكثافة لمدير مدرسه وهو منصب غير سياسي ؟ .. تبين لي في آخر الحديث بان هذا الراكب يسخر من استخدام المسؤولين في الدولة العراقية وحتى من أدنى الدرجات الوظيفية للعدد الكبير من سيارات الحماية والولع غير المحدود بصفارات الإنذار.

ولابد من الاعتراف بان هناك تحسن ملحوظ في الوضع الأمني ولكنك تفقد الثقة به بمجرد سماعك لفوضى صفارات الإنذار من قبل البعض من سواق عجلات القوات المسلحة أو التي ترافق المسؤولين .
من هذا المنطلق جاء إعداد مقالي الجاري ومطالبة المسؤولين العراقيين بضرورة التثقيف بهذا الموضوع وتوجيه العناصر الأمنية وغيرها بعدم إطلاق الصفارات إلا عند الضرورة.

وللعلم يصادف هذه الأيام انسحاب القوات الاميركيه من المدن العراقية .. وهذا يعنى بان المسئولين سيكونون أكثر قلقا وخصوصا بالأيام الأولى للانسحاب.. لذا أتمنى أن لا تشهد هذه الأيام إطلاق صفارات الإنذار لمد ة 24 ساعة وبدون توقف وأيضا تزايد العدد الحالي الغير معقول من سيارات الحماية !
عليهم أن يدركوا بان الإفراط في إطلاق صفارات الإنذار عاملا يسيء لتصريحاتهم عن تحسن الوضع الأمني .

أخيرا .. أتمنى أن ينتبه الجميع لهذه الظاهرة السلبية وخصوصا المعنيين بهذا الأمر واتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة بحق من يطلقون صفارات الإنذار عبثا وفى أوقات عدم الحاجة لها .


21/6/2009

 

free web counter