| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

السبت 20/10/ 2007



عراق اليوم ...تأجيل مشاريع التنميه وسرعة العمل بمشاريع الموت !

عماد الاخرس

مشاريع موت متعاقبه يعيشها شعب العراق الجريح تتضمن عقودها عروض مسرحيه لمحاكمات احكامها لاتقل عن الاعدام ! .. يضاف لها فصول اخرى من التفجيرات والتهجيرالطوعى والقسرى و القتل والاغتيالات
انتهت مسرحيات الموت ومنها .. اعدام صدام .. قتل الزرقاوى .. تفجيرات العتبات المقدسه فى سامراء واشعال فتيل الحرب الاهليه .. تعذيب السجناء .. اغتصاب صابرين .. الخ .. اما عن مشاهد القتل والتهجير والاغتيالات فاصبحت مشاهد روتينيه يوميه .. والان تعرض وباقبال شديد مسرحية ضباط الانفال !
اصبح نادرا ان تقرأ فى وسائل الاعلام جميعها المقروءة والمكتوبه عن مصطلحات اسمها البناء .. التنميه .. الاعمار .. بل على العكس نعيش صباح مساء فى دوامة اخبار مشاريع الموت
حتى قرائنا لم يهتموا الا بالكتابات التى تحمل فى طياتها الصراع والشقاق والاقتتال ولم تعجبهم كتابات الجمع والالفة والمحبه بعد ان اعتادت المواقع الالكترونيه والصحف ان لاتنشر الا هذه المشاريع المظلمه وماّسيها
اما الغرض من مقالى .. هوحث الحكومة العراقيه والساسه الجدد على البدء بمشاريع التنميه وانهاء مشاريع ومسرحيات الموت .. بعد ان اصبح تأجيل مشاريع التنمية والاعمار هو السائد فى الوقت الذى تعتبر الوسيله الرئيسيه لانقاذ العراق
والاسئله فى بداية المقال .. لماذا كتب على شعب العراق ان يعيش فى دوامة مشاريع الموت وعقودها المظلمه وحصيلتها الحزن والبكاء وحرمت عليه مشاريع البناء والتنميه والاعمار وحصيلتها السعادة والرخاء ؟ لماذا وسائل اعلام الموت نشطه وقويه .. فى حين وسائل اعلام التنميه باهته ضعيفه ؟ مع احترامى لضحايا الانفال .. متى نشاهد العرض الاخير لمسرحية ضباط الانفال ؟! ان شعب العراق فى شوق كبير لعروض المسرحيه اللاحقه وشوق اكبر لمعرفة ابطالها!
حيث تتناقل الاخبار ومنذ فترة طويله عن بدء محاكمة مجرمى الانفال ..وتمت المحاكمه .. واخيرا صدر القرار .. ومن المؤكد ان القرار الذى صدر نال قبول جزء ورضا الجزء الاخر من المجتمع العراقى وكان لى مقال سابق بالغاء عقوبة الاعدام من الدستور العراقى وتحديدا الضباط المهنيين الذين كان لهم واجب الدفاع عن الوطن
لااتدخل فى قرار المحكمه فقد كان لى مقال سابق به .. ولكن مايعنيه مقالى .. هو الى متى تبقى هذه المسرحيات المظلمه مهيمنه على مجريات احداث الساحه العراقيه ومتى يتم غلق ملفاتها .. فالمواطن العراقى يتنقل بين الحين والاخر من فصل مظلم لتفتح له الحكومه بعد فتره قصيره فصل مظلم اخر عروضه محاكمات وعقوبات اعدام
والسؤال المحير هنا متى تغلق ملفات الموت وتفتح ملفات الحياة ؟ والعجيب الغريب يتزامن مع ملفات الموت المتعاقبه تأجيل لامتناهى لملفات الحياة ( الاعمار والتنميه.. الخ ) .. فهل اصبح شعار الحكومه الدائم .. نعم لملفات الموت ... والف كلا لملفات الحياة ؟
فعلى سبيل المثال .. عندما تقرأ عن المشاريع الخدميه والتنمويه التى لابد من البدء بتنفيذها فى عراق فقدت فيه كل مستلزمات الحياة والوجود ستجد الاخبار تتناقلها بتأجيل هذه المشاريع وتحت عناوين باهته.. وعندما تسأل الحكومه عن اسباب التأجيل فالاجابه والحجج جاهزه وهى الارهاب والفساد الادارى مع ان تنفيذ هذه المشاريع وسيله اساسيه لتحسين اوضاع الناس وامتصاص البطاله وبالتالى القضاء على الارهاب الذى يبنى اساسا على شراء واحتضان الشباب العاطل عن العمل واعانة الاسر التى حرمت من كل موارد العيش والبقاء ..يضاف الى ذلك .... هل صعبا على الحكومه الحاق اصحاب الفساد الادارى ضمن مشاريع الموت المتعاقبة الوفيره ؟ انهم اولى بها من ملفات الموت القديمه مادام انهم عائقا رئيسيا امام تنفيذ مشاريع التنميه وانقاذ العراق من محنته
حتى لوكانت هذه الحجج تعيق البدء بمشاريع الحياة .. فلماذا لم نرى شيئا من هذه المشاريع على الاقل فى المحافظات الهادئه نسبيا و اقليم كوردستان ؟
ان اسعار البترول اليوم تسعون دولارا للبرميل الواحد وهاهى الدول المصدره جميعا تنتعش اقتصادياتها والمواطن العراقى لم يجن سوى المزيد من الفقر والتشرد والضياع
ياساسة العراق الجدد
نرجوكم ان تغلقوا ملفات الموت وتفتحوا ملفات الاعمار والتنميه وكفاكم حجج للتأجيل وايقاف التنفيذ .. ولتغلقوا الفصول التى اهدافها ان يعيش شعب العراق فى دوامة العنف والارهاب وبالتالى اطالة امد الاحتلال ..انها فصول عقيمه واهدافها سياسية بحته مشبوهه يراد منها تعميق الازمات والفتن وزيادة الاضطرابات ... والاحتلال هوالجهه الوحيده المستفيد منها فلاتكونوا اداة لتمريرها وتنفيذها .... فهى مبرر لبقاؤه
ارحموا شعب العراق واعطوه الوقت الكافى لنسيان مشاريع الموت .. وافتحوا لنا مشاريع الحياة
اغلقوا مشروع ضباط الانفال ونرجوكم ان لاتفتحوا غيره .. ولو انى اشك فى ذلك وعلى يقين بان هناك مشروع موت جديد قادم سيفتحه لنا الاحتلال وتنفذوه !
 

19/10/2007

Counters