| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 17/4/ 2006

 

 

 


زعل الساسه .... وحصاد الشعب المر!

 

عماد الاخرس

لابد من التذكير بما حصده شعبنا العراقى من مصائب وجراح لاتنسى ابدا على اثر( زعل) قائدنا الضروره فى العهد السابق على بعض الدول الجاره ومنها الكويت وايران والنتائج المره التى لاتخفى على احد !
وهنا تبدأ اسئلتى ، فهل يتكررهذا الحصاد المر وبدرجة متفاوته بسبب( زعل) ساسة العهد الجديد وكما افرزته ردود الفعل لساستنا الجدد على اثرتصريحات الرئيس مبارك؟
وهل كان هذا ال (زعل) هو الحجه الحقيقيه وراء عدم مشاركة الوفد العراقى فى مؤتمر وزراء الخارجيه العرب المخصص لدراسة الحاله العراقيه وكيفية المساعده فى اخراج العراق من المأزق العصيب الذى يمر به ؟ وهل يعلم ساستنا الجدد ان مبدا وجوهر كلمة السياسه يتعارض بشكل كامل وتام مع منطوق هذه الكلمة ال (زعل ) ولا‘سميها بكلمة تليق بساسة كبار و بتعبير اكثر شدة و صلابة (غضب) ؟ وهل حقا الوقت مناسب الان للزعل او الغضب ام وقت الدبلوماسيه؟
فالسياسى هو اخر من يزعل او عفوا يغضب مهما تعرض هو او بلده للنقداوالذم وحتى الشتم لكونه لديه المقدره على استخدام خيارات وبدائل كثيره واقوى من الزعل و التى بها يمكنه من خلالها رد الصاع صاعين وفى الوقت المناسب و بشكل اكثر دقة و دهاء ومراوغه وسرية ، وانا هنا ليس بقصد التحريض ولكن بقصد التبرير لماذا لايغضب القائد السياسى ولماذا يختلف رد فعله ، فهل يعلم ذلك ساستنا الجدد ؟! والا كان من الاجدر حضور المؤتمر والرد على كلام الرئيس مبارك الغير مبرر من داخل المؤتمر وبموقف اكثر شهامة ورجوله بدلا من الانهزام والقاء الخطب واصدار البيانات ؟ والا يدلل هذا الغياب عن التهرب و ضعف الاداء الدبلوماسى والسياسى وبداية العنجهيه الاوتوقراطيه فى ادارة الدوله وكا لتى امتاز بها دكتاتور العهد البائد وحصد مرها شعبنا الجريح ؟
فعدم مشاركة الوفد العراقى فى المؤتمر المخصص لمناقشة الحاله العراقيه خطأ كبير جدا فى المرحله الراهنه وحيث يمر البلد و ساسته فى اصعب المحن وبحاجة الى ابسط اشكال الدعم ومهما كان شكله او عنوانه .
اما عن تصريحات الرئيس مبارك فسياسيا او من وجهة نظر السياسيين لم تكن الا وجهة نظر شخصيه وايا كان قصده من وراء ذلك ، فهى اسوة ببقية وجهات النظر التى طرحت من قبلها وعلى مستوى رؤوساء اخرين اوغيرهم واالتى لاتمثل اية ثقل او تأثير على الساحه العراقيه الثكلى بهموم وصراعات شتى سياسيه وغير سياسيه .
وعموما يمكن ان توصف هذه التصريحات بالغير مبرره والجائره وغير منصفه بحق جمع كبير من اهلنا العراقيين وتصدر فى وقت غير مناسب حيث المخاض العسير لولادة حكومة جديده والمصائب التى ترافقها من ازدياد نزيف الدم العراقى الطاهر ، ولكن لاعلاقة بينها وبين حضورهذا المؤتمر ولانه لايمثل الا رئيس لبلد عربى واحد فماذا عن بقية المشاركين من ممثلى الدول العربيه الاخرى والحاجه لمواقفهم ؟ و ما زاد الطين بله ليجعل من هذه التصريحات ذات اهمية وصدى اعلامى كبير هو اهتمامكم انتم ياساستنا ومن باب الحرص الطائفى المبالغ به بقصد او بغيرقصد وبمالا يصب الا فى تعزيز الاحتقان الطائفى .
فماذا حصدتم من قرار المقاطعه العنجهى هذا ، فبدلا من استثماره فى الحصول على قرارات تخدم العراق وتساعده فى التغلب على ازمته وحتى لو كانت اعلاميه ومناقشة بعض الامور مع الدول العربيه الجاره او حتى غير الجاره لتحصلوا منهم على الدعم والاسناد لوضع حدا للعنف المتزايد والاتفاق معهم على عدم تصدير الارهابيين والقتله الى بلدكم ، خسرتم ماكان ممكن ان تحصلوا عليه من دعم عربى للعهد الجديد وفتحتم الباب لصب كيل من الاتهامات لكم لتأكيد حالة السير بالعراق بعيدا عن العروبه وبلدانها والذى ظهر بلغة اشبه بالتهديد على لسان امين عام الجامعه العربيه عمرو موسى وبالنتيجه اضعفت موقفكم جميعا اتجاه الشعب والمعارضين ايا كانت توجهاتهم او اشكالهم والذين لازالوا يستغلون ويتربصون بالاخطاء لتبرير اعمالهم الاجراميه والارهابيه ضد شعب العراق وبناه التحتيه ، وعلاوة على ذلك اضفتم خصومات سياسيه دوليه جديده لخصوماتكم والتى لازالت مستمره فى الصراع على الكراسى والمحاصصات وحيث انتم غير قادرون على تحملها ، واخيراالنتائج السلبيه المره بتزايد الارهاب وسفك الدماء التى تلت خطبكم وبيانات الاستنكار من قبل الجهله والاميين من شعبنا الذين سوقوا ردود افعالهم باشكال خاطئه عززت نارالفتنه الطائفيه وفى ظرف العراق الحرج الحالى.
فنرجوكم ساساتنا و لكى لايتم تكرارها مستقبلا ان تراجعوا انفسكم وتعودوا وتحسبوا ماذا حصدتم من مقاطعتكم المؤتمر بسبب زعلكم عفوا غضبكم من تصريحات الرئيس مبارك وهل من الصح ان تكون رد الفعل على المستوى الحكومى تجاه هذه التصريحات بنفس مستوى رد فعل اى من الكتاب الذين يتصيدون فى الماء العكر او اى من عموم الشعب العراقى الجريح ؟
واخيرا لتعلموا ياساستنا الكرام بان لغة الزغل او عفوا الغضب مفردات لاتدخل فى السياسه ابدا ولاتصلح او تليق بالقاده السياسيين الديموقراطيين وتليق بالساسة الطغاة الذين لم يملكوا حبكة المراوغه والدهاء السياسى وكانت حصيلتها ان قادوا انفسهم وشعوبهم الى مهالك التاريخ !