| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

الخميس 15/11/ 2007



سادتى .. الطلبانى .. المالكى .. زيبارى .. ارجوكم الاجابه على اسئلتى

عماد الاخرس

لم اعتد الكتابه عن نفسى بقدر ما احببت الكتابه عن قضيتى التى اتشرف بان اموت من اجلها .. انها العراق الحبيب .. لذا فاسمح لى عزيزى القارىء هذه المره مع اعتذارى مقدما.
الغرض من مقالى .. مطالبة الحكومه العراقيه بضرورة الاتصال بالمتضررين من النظام السابق والمشردين فى دول العالم ومحاولة مساعدة البعض منهم خصوصا الذين يعانون ظروفا صعبه والتفكير الجاد بالاستفاده من الذين لديهم خبرات تؤهلهم لدعم مسيرة العراق الديموقراطى الجديد .. اتمنى ان يكون هذا فى حياتهم بدلامن التأسى وذكر بطولاتهم بعد مماتهم او عند سقوطهم صرعى على فراش الموت .
يتضمن مقالى سيرة معاناة مختصره جدا لمثال واحد من هؤلاء المتضررين .. واعلم جيدا ان البعض سيقول انها اقل بكثيرمن معاناة اخرين ذاقوا ويلات افظع ومنهم من دفعوا ارواحهم ثمنا للنضال واما سيرتهم فتصلح كماده وافيه لروايه ! .. ولكن انا اخترت مثالا بسيطا لواحدة منها ليعقبها طرح اسئلتى .. وليعلم الجميع .. بقدرما يؤلمنى كتابة هذه السيره المختصره جدا فان ذكراها تشرفنى .
ابدأ مقالى .. بصرخة عاليه اقولها .. والله.. والله اننى لم ارتكب جرما ابدا فى حياتى سوى اننى لم انتم الى صفوف حزب البعث لذا تم تصنيفى من اعداء الحزب والثوره وبسببها تم مطاردتى وملاحقتى طيلة خمسة وعشرون عاما داخل بلدى العراق الحبيب لاعيش ايام سواد طويله لم اذق فيها طعما للراحه !
تم الاعتداء على واعتقالى مرات عديده وانا طالبا جامعيا فى احدى جامعات كوردستان لاننى لم انتم الى صفوف البعث ولم اتجسس على اخوتى الطلبه الاكراد مع ان انصارهم ممن باعوا ضميرهم تمتعوا بالعيش الرغيد والحصول على الدراسات العليا فى داخل العراق ومنهم من اوفد الى خارجه.. وانتهت مرحلة حياتى الجامعيه بتسقيطى بالاكراه والزامى بالتوقيع على تعهد البراءه وعدم الانتماء الى اى حزب سياسى اثناء حملات التصفيه التى لاتخفى على احد من جيل السبعينات .
وامصيبتاه .. لن تسمح لى الفرصه للهرب اسوة بالكثيرين الذين تمكنوا من النفاذ بجلدهم ومغادرة العراق لذا بقى جلدى عرضة لدباغة ازلام البعث واجهزته الامنيه !
قضيت زهرة شبابى طيلة تسعة سنوات وستة اشهر وستة عشر يوما فى اداء الخدمه العسكريه الالزاميه جنديا بسيطا رغم ان كل زملائى الخريجين الجامعيين منحوا رتبة ضابط فى الجيش ... ثم صدر قرار النفى بحقى بكتاب سرى وشخصى من مديرية الاستخبارات العسكريه العامه داخل بلدى لاقضى خمسة اعوام فى عمق الاهوار ملزما بالتوقيع يوميا فى الدوائر الامنيه صباح مساء وايضا فى الشعب الحزبيه للبعثيين حيث كانوا يحاولون اذلالى واجبارى بالتوقيع على استمارة الاقارب من الدرجه السابعه متى شاؤوا ومن المؤكد انكم قد وقعتم عليها سادتى !
وانتهت مرحلة النفى ليتم نقلى الى السرايا الاماميه من جبهات القتال وحينها كانت حرب الاباده العراقيه – الايرانيه مشتعله .. رحله رعب طويله قضيتها متنقلا مشردا بين اربعة عشر وحدة عسكريه ومنها حتى من ترفض استقبالى لان صدى جريمتى وتقارير الامن تصل قبلى الى الوحده التى يتم نقلى لها وانتم تعرفون جيدا كيف تصل سادتى !
وبسبب التهديد المستمر لرجال الامن والبعثيين اجبرت على حضور اجتماعات الصف الوطنى التى يديرها ضباط امنهم ومن المؤكد سادتى انكم تعرفون ماذا يعنى تنظيم العائدون للصف الوطنى .
تم اهانتى والاعتداء على بالضرب من قبل احد الضباط لسبب تافه جدا لايستحق الذكر وانتم تعلمون سادتى انه لم يستطع الاقدام على ذلك لو لم يعلم جيدا بالتقارير التى تحت يده باننى ملاحق امنيا ومنفى من قبل الجهات الاستخباراتيه البعثيه وهذا يعنى لاحول ولاقوة لى .. وهو على درايه بانه من المؤكد ان يشكر على ذلك !
وانتهت رحلة الرعب العسكريه لتبدأ رحلة البطاله والعيش عاطلا عن العمل مشردا فى مقاهى مدينتى لان الحاقدين على البعث من امثالى ليس لهم الحق بالعمل او حتى الحياة !
تم تبليغى بمراجعة دائرة الامن عند دخولى وخروجى من مدينتى .. ومن الطريف سادتى مامن يوم ادخل مدينتى بعد مغادرتى لها لسبب ما الا وساعات واذا تطرق الباب ليخبرونى بان ضابط الامن يريد مقابلتك ومن المؤكد انكم استدعيتم للكثير من هذه المقابلات سادتى !
وانتهت مرحلة البطاله .. وبعد توسط الكثيرين حصلت ورضيت بالعمل بدرجه وظيفيه لحملة الشهادة المتوسطه مع اننى احمل شهادة البكالوريوس .. اما نوع العمل فلا علاقة له بتخصصى الجامعى مطلقا .. بعدها اضطررت للاستقاله من وظيفتى .. و تم ملاحقتى فى كل باب رزق طرقتها .
اخيرا لم يبقى لى الا خيار الرحيل والسفر لذا قررت الهرب من العراق فى اول فرصه تم رفع اسمى فيها من لائحة الممنوعين من السفر.. وبدأت رحلة العذاب خارج بلدى ولكن بشكل اخر .
تصوروا سادتى كل هذه المعاناة وهذا الثمن الباهض الذى دفعته من سنى حياتى الطويله فى عراقى الحبيب سببها اننى لم انتم الى صفوف حزب البعث !!!!.. ولو انكم ستحسدوننى وتقولون .. حمدا لله على نهايتها بسلامتك .. نعم حمدا لله ولكن اسفا انها جاءت فى مرحله متقدمه من عمرى واحيانا يصل بى اليأس متمنيا لو كانت نهايتها اسوة بالكثيرمن الضحايا الذين تعرفونهم سادتى !
سادتى اكتب لكم وانا اعلم انكم لاتملكون الوقت الكافى لقراءة مقالات البائسين امثالى .. لكن اتمنى على الاقل ان تصلكم اسئلتى عن طريق الكثير من الشرفاء الذين سيقرؤوها .. لذا ساذكرها ايضا باختصار شديد.
رضينا بما عانينا فى عهد الطغاة .. لاننا نعرف جرمنا .. ولكن لماذا نستمر الان بالمعاناة فى عهدكم والذى اصفه فى مقالاتى دوما بالعهد الديموقراطى الجديد ؟! الايستحق اناس امثالنا ان يسأل ( بضم الياء) عنهم من قبل رجال وساسة العهد الجديد ؟! هل نستمر فى العيش مشردين بين البلدان نقتات على الديون ومساعدة الاخرين ؟ الم يحن الوقت بالايعاز الى سفاراتكم الموجوده فى الخارج باستدعائنا او الاتصال بنا والتفكير فى ايجاد الطرق المناسبه لمساعدة المحتاجين منا ؟ هل تعتقدون ان امثالنا لديهم الاستعداد للتباكى امام سفاراتكم طلبا للمعونه .. ولو كان لدينا هذا الاستعداد الم يكن من الاجدر بنا ان نمارسه ايام نعيم العهد البائد وخيراته الوفيره ؟ هل يرضيكم ان نحس بالندم كوننا لم نبصم على استمارات البعث وكنا نعيش بوضع افضل ولم نعانى ماعانيناه ؟ هل ترضون بان يكون العوز والفقر والحاجة والمرض مصير كل من لم يطاوع الطغاة وجريمته حب الوطن ؟ هل علينا ان نؤمن باننا مصابون ﺒ ( لعنة البعث ) واعراضها العذاب والشقاء طيلة عمرنا ؟ هل تقبلون ان يعيش رجال مثلنا مع اسرهم مجهولى المصير والبعض منهم بلا اقامه متخفيا بين الجدران فى بلد اجنبى ؟ الم يحن الوقت للنظر خارج حدود دوائركم الضيقه من التحزب والتعنصر والتمذهب وتعيدوا النظر فى مساعدتنا بعد ان ذقنا الويلات تلو الويلات فى العهود البائده حبا بالعراق؟ اخير اسئلتى اقوله بصراحة وهو شخصى يتعلق بى كاتب هذا المقال .. هل يمكنكم مساعدتى على تلبية طلب شخصى وعذرا فلا استطيع ذكره فى مقالى ولاتفزعوا ! انه طلب انسانى والاستجابه له سهل وبسيط جدا بالنسبه لكم و لكنه ضرورى لحياتى ؟
ارجوكم ان تجيبوا على اسئلة مقالى وتتحروا عن مطلبى .. ان ثقتى بغيرتكم تجعلنى ابقى منتظرا التفاتتكم الكريمه وبفارغ الصبر .

15/11/2007


 

Counters