| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 13/3/ 2006

 


 

 

ضرورة التمييز بين رجل الدين ورجل الدين السياسى

 

عماد الاخرس

تشابكت المفاهيم واختلطت الاوراق وبدأت تسيطر العتمه على قلوب الكثير من الحاقدين الجهله ذو النفوس الضعيفه والافق الطائفى الضيق المحدود بحيث اصبحوا لايميزون بين رجل الدين ورجل الدين المتسيس ، فكل تعليق او انتقاد لرجال الدين المتسيسين او اتباعهم يفسر من هؤلاء اساءه للدين او المذهب الذى يتبعه هؤلاء ليعمقوا ويعززوا الاحتقان الطائفى القذر ليصبوا فى خدمة الاحتلال والتكفيرين ومرتزقة النظام السابق . فلابد لهؤلاء الجهله ان يميزوا بين جوهر وافكار وغايات هذين الشكلين من التسميات ومن يحملها .
فرجال الدين والذين هم اهل الكتاب او بقية الطوائف الاخرى شخصيات اجتماعيه متميزه ومرموقه تبرز من اسر تشهد لها نقاوة انتمائها واصولها وثقافتها وتصب فى خدمة ونقل تعاليم الرسالات السماويه او غير السماويه والتثقيف بها فى المجتمع ، اى ان دورهم هو تربوى وتثقيفى وتوجيهى لما فيه خير وصلاح الوسط الذى يعيشون فيه هذا ومهما كان انتسابه .
اما رجل الدين السياسى هوالذى اضاف لدوره هذا دخوله المعترك السياسى وزج نفسه بادارة شؤون الجماعه او المجتمع او البلد ادارة فعليه قياديه ضمن تجمعات او منظمات او احزاب، اى الالتزام ضمن انظمه داخليه وقواعد تنظيميه تستند على مفاهيم وافكار لمنظرين وقاده سياسين وتبنى نظريات تقرها ظروف المرحله .
فموضوع الخلط بين الحالتين هومايمثل قمة التخلف الحضارى للمجتمع ومايساء فهمه هو المصيبه الكبرى التى تجعل الاحتقان الطائفى يصل الى ذروته فى عراقنا الديموقراطى الجديد .
لذا فان رجال الدين المتسيسين الذين زجوا بانفسهم الى الساحة السياسيه ودخلوا الى ميدان الصراعات الانتخابيه والتحالفات والتحزب هم ليس رجال الدين الذين يستخدمون المنابر ويمارسون دور المراقب والموجه والمعلم للمجتمع وينقلون كل تعاليم الرسالات السماويه ذات الدساتير المليئه بالسماحه والمرؤه والمحبة والسلام الى اتباعهم وغيرهم ، فهؤلاء لديهم وجهات نظر وافكار ومواقف تحددها نهج وافكار وسياسة الحزب او التحا لف او التجمع الذى ينتمون اليه ضمن اسس وقواعد ونظريات استمدوها من واقع الصراع الدائر فى المجتمع او اى وسط يتواجدون فيه لغرض تحقيق اهداف وغايات معينه ترسم لهم اويرسموها هم بانفسهم وضمن تفسيرهم للواقع والمرحله التى يعيشون بها ، لذا فان هناك فرق شاسع بين من يعيش فقط لغرض نقل الرساله السماويه الالهيه ومن يمهد لقيادة وادارة بلد او تجمع اومنظمه اوحزب ما .
وبمعنى اخر ، فهؤلاء يستخدمون الدين ومذاهبه بالتحديد وسيله لتحقيق افكارهم ومشاريعهم اى هنا يكون الدين داعم ومعزز لتحقيق غاياتهم وهو وسيله وليس غايه , والعكس برجال الدين الذين ينشرون مبادىء الدين ويبذلون كل جهودهم لتعزيز ونشر الرسالات السماويه اى الدين هو الغايه وهم الوسيله لتحقيق العداله الالهيه فى الرسالات السماويه او غيرها.
اما رجال الدين مهمتهم هى التوجيه والتثقيف والمراقبه وتحديد الضار والنافع فى المجتمع ولا يتدخلوا فى ميدان السلطه وادارة البلد والحكم والتحزب وهم لم يكونوا الا مدارس يوجهون ويرفضون ويحددون ماهو الصح او الخاطىء فى المجتمع ولايرسموا لمظاهر الحكم والتسلط وقيادة الاحزاب ولكنهم يعطون ارائهم بما يخدم صالح المجتمع وهؤلاء هم الذين لايجوز ان يتعرضوا لاى صيغه من صيغ الاساءه والذم مطلقا مادام انهم نأوا بانفسهم عن التسيس .
واما مصيبة شعبى وبالذات الجهله المتخلفين ورثة انظمة التفرد والتسلط فانهم بدأو يتبعون رجال دين سياسين ويعتبرون هؤلاء لايمكن الحياد عن افكارهم ومناهجهم وقراراتهم لان مخالفتهم والحياد عنها هو مخالفة دينيه او مذهبيه وياللعجب !!!!! علما ان تقييم هؤلاء يجب ان يستند على مايقدموه من انجازات خدمة للصالح العام ولايستند ابدا على انتمائاتهم الدينيه او المذهبيه .
فهؤلاء ياشعبى الكريم ساسه اكثر مما هم رجال دين فلديهم اهداف ومصالح وغايات مرحليه تخدم حاله اووضع ما وليس ازليه كالرسالات السماويه التى تصلح لكل زمان ومكان حيث تبشر بدساتير وضعها الخالق عز وجل ، فهم يخطئون ويصيبون اى انهم بشر خطاؤون .
ولاحدد المصيبه اكثر فى عراقنا الجديد حيث ان اى انتقاد اوذم يوجه لرجال الدين الساسه هؤلاء وحتى اتباعهم وزراء او مدراء او حاشيه يفسر على انه يصب فى ذم وانتقاد الى المذهب او الدين الذى ينتمون له !! فماهذه الطائفيه الملعونه الدخيله ومن اتى بها لبلدنا وماهذه المفاهيم التى لايملكها الا جهلة القرون الوسطى ؟
فلتعلموا ايها الجهله والمتخلفين وذوو الافكار الطائفيه المتزمته من شعبى ، واخترتكم انتم لاناديكم واوجه رسالتى هذه لكم لانكم انتم ومفاهيمكم الضيقه هذه داء المصائب والبلاء فى بلدنا ....ان من يدخل معترك السياسه ايا كان رجل دين او اى من الرجال الاخرين اصبح عرضة للمدح او التمجيد وايضا للذم والنقد والطعن وحتى السب والشتم الذى لااقره مطلقا ويمارسه بعض الكتاب والمعلقين الجهله ، فهم اسوة بالساسه من غير رجال الدين فهم يمدحون ويمجدون من انصارهم ويذمون ويشتمون من اعدائهم وهذا لا يعنى ان من يمتدحهم او يذمهم يمتدح او يذم المذهب او الدين الذى ينتمون له.
فكونوا اكثر وعيا وادراكا وميزوا بين هذين الشكلين من رجال الدين واعلموا ان من يدخل ميدان السياسه يصبح له انصار واعداء لان لكل حزب افكار واراء ونظريات مستمده من الواقع وتختلف التحاليل ووجهات النظر والحلول والبدائل وهم ليس كرجال الدين الذين يستمدون افكارهم ومناهجهم من الرسالات وحيث ماتحمله دساتير لكل الظروف والازمان.
لذا لابد من الحكمه والتعقل و ضرورة التمييز واما مايرفض قطعا وبلانقاش فهو فقط لمن يحاول النيل من اى دين او مذهب او معتقد لان هذه صدقا وحقا لها قدسيتها ومكانتها واحترامها التى يجب ان لاينال منها احد ابدا وكذلك رجال الدين من غير المتسيسين .