موقع الناس     http://al-nnas.com/

هل حقا التخلى عن الجعفرى خيانه عظمى للوطن !!

 

عماد الاخرس

الأربعاء 12/4/ 2006

* التخلى عن الجعفرى خيانه عظمى للوطن * شعار يرفع فى وسائل اعلام مختلفه لتأييد سيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفرى وبتزامن مع المخاض العسيرلانتخاب رئيس الوزراء فى الفصل السارى من مسرحية تشكيل حكومة الوحده الوطنيه الموعوده !!
السؤال الذى يطرح نفسه هنا ماهو الرابط فى هذا الشعار بين التخلى عن الجعفرى وعدم ترشيحه ثانية ...... وبين الخيانه العظمى ! اذا كانت ظروف المرحله ومستجداتها اثبتت ان قيادته طيلة فترة ولايته ولاكثر من تسعة شهور ليس فيها مايشجع على اعادة انتخابه و لايصلح لاداء المهمات التى يمليها عليه هذا المنصب وبما يخدم العراق و العراقيين اضافة الى اختلافه مع خصومه السياسيين من خارج تحالفه وعدم مقدرته على اقناعهم والتنسيق معهم وكسب اصواتهم ، لذا فاتمنى ان يجيبنى اصحاب هذه الشعارات الصداميه هؤلاء عن المنجزات والخدمات التى قدمها طيلة هذه الفتره ؟ وليدرجوا المنجزات والعطاءات فى شعاراتهم بدلا من الاسماء وعندها فالاجابه الوطنيه الصادقه على هذا السؤال هى التى ستحدد مدى صحة هذا الشعار .
مقالى هذا ليس لذم او نقد شخص الجعفرى فاننا نعلم انه من المناضلين القدامى وقائد لحزب سياسى معروف بنضاله ضد حكم الطغاة وهذا لايعنى ان كل المناضلين تتوفر فيهم مؤهلات القياده لبلد مثل العراق ، ولكننى هنا بصدد تأكيدى على ضرورة اتباع الصيغ الدقيقه جدا والصائبه فى انتخاب شعاراتنا وكلماتها ومن ثم استخدامها وايضا الحاجه للحكمه والذكاء فى اختيار ساسة العراق الجدد ذو المواصفات الخاصه الذين ستقع على عاتقهم مسؤؤلية كبرى بالنهوض بعراق مدمر بكل جوانبه الاجتماعيه والاقتصاديه .
فهل حقا الجعفرى قادر على ان ينجز كل مهام المرحله القادمه وبناء العراق الجديد واعادة الامن والسلام والاستقرار وتحقيق طموحات هذا الشعب الجريح ؟ وهل ترشيح اى شخص اخر من قائمة الائتلاف ذات التاريخ النضالى الطويل او من خارجها تجاوزا لمبدأ المحاصصات البريمريه الملعون والذى من الممكن ان يؤدي المهمات التى ستناط به بصيغة افضل وبسياسة اصلح.... هو خيانة عظمى ؟ واذا كانت احزاب العراق الديموقراطى الحر الجديد بنيت على شخص قائدها فقط ، اذن فما الفرق بينها وبين حزب البعث فى النظام السابق حيث لايعرف لغير صدام المتفرد والمتسلط رجلا ؟
ففى عراقنا اليوم رجال سياسيين كثيرون ممن هم قادرون على ان يؤدوا المهمات المطلوبه لانقاذ البلد وبالصيغه الافضل ويقدموا خيرا ممن لم يقدم اى شىء ، ومن ثم فما المانع لنجرب سياسى اخرا غيرالجعفرى وعلى الاقل لنرى وندرس امكانية الاخرين وبعدها نبدأ المقارنات ورفع الشعارات الفتاكه هذه !
فهل بدأ عهد استنساخ الشعارات و المقولات والكنى للنظام البائد واعادة صياغتها لتحمل فى طياتها نفس المعنى والجوهرالصدامى لتكرر ثانية فى العراق الجديد ؟ وهل الغزو الفكرى واقصاء الاخرين تغلغل وترعرع داخل صفوف احزابنا وتحالفاتنا فرئيس الحزب هو مرشحه الاول والاخير اذا لم نقل مالكه ؟ وهل يعيد التاريخ نفسه لنضيف نكتة جديده الى قاموس النكات العراقيه السياسيه لنقول ( حزب الدعوه الاسلاميه لصاحبه ابراهيم الجعفرى) اسوة باحدى المقولات التى كانت تستخدم لغرض النكته لتوضيح اوتوقراطيه النظام الصدامى وهى ( حزب البعث العربى الاشتراكى لصاحبه صدام حسين ) ففى كلتا الحالتيتين الا ّمر الناهى هو واحد وعلى المستويين الحزب والدوله وحيث فى العهد البائد لامرشح الاصدام اما فى عهدنا الجديد فلامرشح الا الجعفرى ........ والتخلى عنه خيانه عظمى !! ولم العوده لاستخدام الشعارات والهتافات التى لاتعبر الا على روح التفرد وعبادة الشخصيه لقائد الحزب او عفوا مالكه وكأن كل حزب اسس لشخص بنفسه مع اقصاء كل المناضلين الاخرين داخل صفوفه وحتى عدم اشراكهم فى منافسات الصراعات الانتخابيه لانها من نصيب القائد الضروره !!
ولم هذا السير فى دعم واعادة نهج الافكار الاوتوقراطيه فى التفرد فى ادارة الاحزاب والدوله ، وماهى الاسس التى الهمت مصممى هذه الشعارات ليبنوا عليها اختيارهم للكلمات هذه ذات المعنى الدكتاتورى البغيض ، وهل تخدمنا شعارات تبنى على اسس التحدى او على الاساس الطائفى المطلق فى هذه المرحله او حتى بعدها ؟
فنحن الان فى عهد جديد من المفروض ان يكون مختلفا فمن لايصلح لاداء مهماته بالشكل اللائق المناسب فلنطالب بتغييره وتبديله وترشيح اخرين غيره ونمارس حقنا وبكل الاجراءات الديموقراطيه الكفيله بذلك ولنربى نفوسنا على هذا النهج وزيادة اعداد المرشحين ليتسنى لنا امكانية اختيار الافضل المناسب لخدمة عراقنا .
فعجبا وكل العجب ان ترفع وسائل اعلام كثيره شعارات امثال هذه وبهذه الكلمات المرعبه لتحدد ولتضيق مسارها او لتقل ان هذا طريقنا وهذه افكارنا وهذا مرشحنا التى لاتقبل النقاش ابدا فان كنتم معنا فيجب ان تحترموا وتتفقوا مع شعارنا هذا وان لم تحترموه فانتم اعدائنا ؟ فاية ديموقراطية هذه و الا يعنى هذا اننا نعيد التاريخ القريب ثانية ! ام ان الدكتاتوريه غرزت نهجها وافكارها فى نفوسنا بحيث اصبحت تسرى فى عروقنا ولا نستطيع التخلى عنها ابدا وسنستمر فى رفع شعاراتها المرعبة المظلمه التى لانزيدنا الا هموما ومشاكل ومصائب فوق معاناتنا.
فياشعبنا الجريح علينا ان لانقع صرعى نفس الاخطاء التى حدثت فى العهد البائد القريب والتى تركت اثارا مره فى نفوسنا ولنحاول الاستفاده منها وتجنبها و اعادة بناء وصياغة ثقافتنا الفكريه والحزبيه بما يتلائم مع الواقع الديموقراطى الجديد ونمحو عقلية الثقافه الدكتاتوريه والتفرد وعباده الشخصيه ونستبدلها بالروح الوطنيه والولاء للوطن فى اختيارنا لساستنا وقادتنا الجدد، ولنكن اكثر دقة وموضوعية فى رفع شعاراتنا واختيار كلماتها ومفرداتها ثم استخدامها ونميز ونتجنب الشعارات التى تنذر ببدء عهد دكتاتورى جديد!