| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 12/1/ 2011



صورتان متناقضتان عن الاحتفال بعيد الشرطه فى ديالى !

عماد الاخرس

نظمت مديرية شرطة ديالى يوم الاثنين المصادف العاشر من كانون الاول 2011 احتفالاً كبيراً بمناسبة الذكرى
(89) لتاسيس الشرطه الوطنيه العراقيه .
حقاً احتفال بهيج استعرض فيه المشاركون من مختلف التشكيلات فعاليات تؤكد مدى التطور الكبيرفى خبرتها وتنظيمها والكفاءه والاستعداد القتالى العالى لاداء الواجبات التى تُكَلَفْ بها.
بعد هذه المقدمه القصيره سانقل لك عزيزى القارىء صورتين متناقضتين عن هذا الاحتفال !

الاولى .. تخص الجهه المنظمه للاحتفال واعنى بها مديرية شرطة ديالى وهذه عامه وشائعه.
هنيئاً للشرطه الوطنيه عيدها الأغر الذى تمر ذكراه وهم يسجلون يوميا المزيد من الانتصارات على قوى الارهاب .
وبصراحه اقولها ان شرطة ديالى تستحق وبكل جداره ان يكون لها حصة الاسد من هذه التهنئه وخصوصيه فى التقييم والتكريم من قبل الحكومه العراقيه لانها بذلت جهداً مميزاً لايستطيع احد نكرانه وقدمت تضحيات تستحق الوقوف عندها بشموخ وفخر واعتزاز.

ولابد من الاعتراف بان تضحياتهم كانت هى الثمن لعودة الحياة والامن والاستقرار لهذه المحافظه.
هنيئا لكم العيد ايها الابطال يامن تحديتم ودحرتم الارهاب واوقعتم به الهزائم تلو الاخرى والى المزيد من الانتصارات سائرين على خطى ابن قضاء بلدروز الشرطى الشهيد البطل ( بلال على حسين ) الذى ضحى بحياته ليبعد الموت المؤكدعن المئات من العراقيين .

اما الثانيه .. وهذه تخص المواطن ومحدوده لانها تحتاج الى المصداقيه فى المحبة والحرص وفسحه من الديمقراطيه وهى الاهم مادام تساعد فى تجنب الاخطاء مستقبلاً .
لقد سبب احتفال شرطة ديالى بعيد تاسيسها معاناة كبيره لأهلها بعد ان تم غلق كافة الطرق والمنافذ التى تؤدى الى ساحة الاستعراض وبدون سابق انذار .. وكانت نتيجة ذلك توقف حركة وسائط النقل واضطر المواطنون الى اتباع الطرق الفرعيه والسير على الاقدام لمسافة كيلومترات للوصول الى مدارسهم وكلياتهم ودوائرهم ومقرات عملهم واغلبهم لم يتحقق له ذلك .

ان هذا الارباك لحياة المواطنين الذى استمر على مدار يوم الاحتفال دفع أغلبهم للتذمروالاستياء بدلا من الفرح والسرور بعيد من حقق لهم الامن والسلام .
وكان المفروض ان يُراعي منظموا الاحتفال مشاعر المواطنين وسير حياتهم ولا تُتَخَذْ مثل هذه الاجراءات بشكل مقاجىء .

وهناك حقيقه لابد ان يعرفها الجميع بان صعود سلم المجد لايمكن ان يتم بالتسلق على اكتاف الآخرين ولاتكتمل البهجه والافراح مادام هناك اناس يتألمون .
واسئلتى للساده منظمي الاحتفال .. لماذا لايتم اعلان يوم الاحتفال عطله رسميه ؟ واذا كان من الصعب حصول الموافقات على ذلك .. لماذا لم يتم اختيار يوم الجمعه او السبت لاجراؤه وكما جرى فى العاصمه بغداد ؟ واذا كان الاحتفال يتطلب هذا التشدد فى الاجراءات الامنيه .. لماذا لم يتم تنظيمه فى شارع المحافظه المحصن أمنيا ؟ واذا كان غير صالح لذلك .. لماذا لم يتم اختيار مكان بعيد عن مركز المحافظه مثل ملعب ديالى ؟ هل ترضى انفسكم اقامة احتفال على آلام وعذاب المواطنين ؟ واخير اسئلتى .. هل كان صعب عليكم التوجيه بازالة مخلفات الضيافه التى تكدست على ارض منصة الاستعراض ؟

ان عدم دراسة كل الظروف الموضوعيه التى تحيط بمثل هذه الاحتفالات يخلق نتائج سلبيه عنها والجهه المنظمه لها ويحرمها من تحقيق الاغراض التى تقام من اجلها.

اخيرا اقولها .. ان غاية مقالى هى التقويم والتصحيح بعد ان اصبح النقد الموضوعى للاجهزه الامنيه ممكنا وليس خطاً احمر واتمنى ان يتقبل الاخوه فى مديرية شرطة ديالى ماورد فى الصوره الثانيه منه برحابة صدر وعدم تكرار مثل هذا الاخطاء فى احتفالاتهم القادمه .
 

 

12\1\2011

 

free web counter