| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد الموسوي

 

 

 

الخميس 5/1/ 2012



الشيوعيون يتعرضون للسرقة

حميد الموسوي

الحزب الشيوعي العراقي هو من أقدم الأحزاب السياسية العراقية والذي منذ تأسيسه عام 1934 سار على نهجه الوطني المعروف إذ كرس نضاله الطويل من أجل تحقيق تطلعات وأمال الشعب بمكوناته جميعا ووضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل شيء ومن أجل هذا النهج الوطني دفع حزبنا الشيوعي الكثير من التضحيات الغالية خلال مسيرته النضالية المشرفة وضحى بالألأف من الشهداء والمعتقلين والمنفيين ولم يتردد يوما ما ولم يتوقف عن مقارعة الأنظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق أثناء عصوره الحديثة.

يناضل الحزب الشيوعي اليوم من أجل إقامة نظام ديمقراطي أساسه التعددية السياسية والفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة ورفض الطائفية والمحاصصة ونبذ التعصب في العملية السياسية الجارية.

لقد كان الشيوعيون يسطرون المواقف المشرفة واحدآ تلوالآخر قبل سقوط النظام وبعده وقد بينت لنا الحياة صحة تلك المواقف ونزاهتها. ولو تم النظر فيها والأخذ بها من قبل الكتل المتنفذة في الحكومة والدولة لتجنب العراق وشعب العراق كل هذه المآسي والويلات والدماء التي تسيل كل يوم نتيجة السياسات الخاطئة التي تنتهجها هذه الكتل وهي سياسة قائمة على المصارعة والمناطحة على الثروة والنفوذ وكل ذلك على حساب شعبنا العراقي الصابر على ضراوة الحياة وقساوتها والمكافح في سبيل الاستمرار بالعيش وجلب لقمة العيش الشريف .

نقولها بكل ألم وأسف بأنه قد تم سرقة كل هذه المواقف النابعة من حرص الشيوعيين الوطنيين وخوفهم على وحدة العراق من قبل تلك الكتل السياسية المتنفذة والتي لا تملك أي برنامج سياسيآ لها لا بل أخذت تزواد على هذه المواقف وجهرآ في وسائل الأعلام المختلفة وهي بعيدة كل البعد عن تحقيق أي من هذه المواقف والمطالب والحلول التي ينادي بها الشيوعيون من أجل تخليص الوطن والشعب من هذه الأزمة الحرجة التي يمران بها ..وياليتهم سرقوها لكي ينفذوها ويعملوا بها ...! ؟ ياليتهم قد كانوا فعلوها....!

سرقت هذه المواقف جهارآ نهارآ والأدهى من هذا كله أنهم قد تجرأوا على تنسيبها لهم فيا للصلافة ؟!
أي نوع من السياسيين أنتم..!أي نوع....!
ولو أردنا أن نسرد بعض هذه المواقف على شعبنا العراقي فهي كثيرة ومعروفة لديهم , ومنها على سبيل الأمثلة لا الحصر:
- موقف الشيوعيين من الحرب العراقية الأخيرة والتي قد تم تحرير العراق فيه بتدخل أجنبي خارجي والذي كان الحزب الشيوعي من أول المعترضين والمتصدين لها وزيادة على ذلك أعتراضه على تفكك الجيش العراقي وحل الحكومة العراقية وتنصيب بريمر على رأس الدولة حينها.

- كان الشيوعيون على رأس المطالبيين بتحقيق الأستقلال التام للبلد والعمل على خروج المحتل بأسرع وقت ممكن وقاموا بدعوة الكتل السياسية كافة على أن يعلنوا ويصرحوا بمواقفهم المنادية بمصالح الشعب والوطن العليا نائيين بذلك عن مصالحهم الضيقة والحياد بها لصالح هذا الطرف الدولي أوذاك.

- دعا الشيوعيون الى تعديل الدستور بما في ذلك قانون الانتخابات الرتيب الذي أدى بنا الى هذه الحالة المأساوية..! واصدار قانون جديد للأحزاب والتعددية الديمقراطية .. ووقفوا ضد الطائفية والمحاصصة وأخيراً الدعوة الى انتخابات مبكرة يسبقها مؤتمرآ وطنيآ يضم جميع أطياف الشعب العراقي.

وقد رفع الشيوعيون مذكرات للرئاسات الثلاث حملوها الحلول الناجعة للخلاص من هذه الأزمة التي ستؤدي بنا وبالوطن الى الكارثة المحتومة وتلتها زيارات متعددة للكتل المتنفذة في العملية السياسية....

كل هذه المواقف التي ذكرتها آنفا وغيرها الكثير مثبتة في الأعلام وموثقة بالتواريخ فبدلآ من الأخذ بها والأستماع الى مواقف الشيوعيين ومناقشة أفكارهم والتعرف على نواياهم الصادقة فيها قد أخذوا يتبجحون وينسبون هذه المواقف لهم .. وهم يعلمون أن هذه المواقف المشرفة للوطنيين الحقيقيين أصحاب الأيادي البيضاء وليس لهم وهم أصحاب ألأيادي الملطخة بالدم والفساد .

لقد سرقتم النفوذ والثروة ولكنكم لن تستطيعوا سرقة المواقف الشريفة فأنتم لستم أهلآ لها وقد أكدتم على ذلك بكل جدارة وتفوق .

 

السويد 5/1/2012
 

 

 

free web counter