| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد الموسوي

 

 

 

الخميس 12/1/ 2012



مؤتمر الخلاف

حميد الموسوي

لاشك في أن التسمية التي أطلقتها على المؤتمر الوطني القادم للكتل السياسية قد يثيرالأستغراب ولكنها تسمية مبنية على حقائق وتصريحات قادة وأعضاء الكتل السياسية المتنفذة في السلطة .

المؤتمر الذي تدعون له كان يهدف الى تعميق الخلافات وليس الى حلها ومحاولة وضع مخارجاً للأزمة الصعبة والخطرة التي سببتموها للشعب والبلاد على حدِ سواء نتيجة لخلافاتكم الشخصية والحزبية وخوفكم على مصالحكم الخاصة والتي غلبتموها على مصالح الشعب والوطن.

المؤتمر الذي تدعون له هل هو مؤتمراً وطنياً حقاً أم.... .؟
وما هو فارقه عن المؤتمر الذي تدعوا له باقي القوى الوطنية والديمقراطية الأخرى التي هي خارج السلطة والتي يساندها بقية أبناء شعبنا المتضرر من جراء سياسة التخبط التي إنتهجتموها والتي آلت الى ما نحن عليه الأن.

- مؤتمركم الذي تدعون إليه هو مؤتمراً بشروطِ مسبقة ِ فكل كتلة من الكتل السياسية قد وضعت شروطاً على حساب الكتلة الأخرى من قبل أن يبدأ هذا المؤتمرالذي طال أنتظاره.
- كل كتله تريد ضمانات من الأخرى لكي تستطيع حضور المؤتمر ( ضمانات أمنية ) والغريب في الأمرأن الذي يدعون الى ذلك هم من أصحاب القرار !
- التفكير بعقلية الآنقلاب أي أن كل طرف يهاب الأخرلا بل وصل الأمر بالبعض منهم أن يذكرالآخرين بما قدفعله صدام حسين برفاقه الحزبيين بمؤتمره المعروف الذي عقد في عام 1979 حيث قام عندها بتصفية خصومه في ذلك اليوم وأمام مرأى وسمع الجميع ..! وهذا ما صرح به المتحدث الرسمي للقائمة العراقية حيدر الملا .
- الخلاف على مكان عقد المؤتمر ..كأنما حلت جميع الأمورالمعضلة ولم يتبقَ سوى مشكلة المكان ..!
- دعوة المالكي لعصائب الحق المنشقة عن التيار الصدري الى المشاركة في العملية السياسية والعائدة من إيران والخوف من مشاركتها بالمؤتمر المزعوم عقده وهذا ما دفع مقتدى الصدر للأعتراض على ذلك ووصفهم بمجموعة من القتلة التي لادين لها ..! وحملهم مسؤولية العنف الطائفي الذي وقع عام 2006- 2007 والرجل
( محق بذلك ) لأنه يعرفهم معرفة حقيقية . والتخوف من هؤلاء أمرمشروع كيف أتوا يا ترى..هل بضغط إيراني على المالكي أو برغبة منه لتهديد خصومه بتلك الميلشيات القديمة الجديدة ..؟
- إنعدام الثقة بين الكتل السياسية بما فيها الكتلة الكردستانية.
إذن عن أي مؤتمر تتحدثون وسط هذا الكم الهائل من الخلافات والتخوفات العميقة والذي سيكون من أدنى شك مؤتمرالخلافات القادمة بينكم .

أما المؤتمر الحقيقي الذي تتحدث عنه القوى الوطنية والديمقراطية ومعها منظمات المجتمع المدني ومن ضمنهم كل الشرفاء من أبناء هذا الشعب الطيب هو مؤتمراً وطنياً حقيقياً يضم كل الأطراف السياسية داخل وخارج العملية السياسية الذي يتضمن:
- برنامجاً واضحاً يتم الأعلان عنه للشعب من خلال وسائل الأعلام ويتضمن حلولاً حقيقيةً للأزمة الراهنة.
- مؤتمراً يدعو الى المصالحة الحقيقية وحلاً للخلافات ومبنياً على الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف .
- يدعو الى تشريع كافة القوانين المعطلة ولاسيما التي تخدم مصالح الشعب .
- مؤتمراً يدعو الى تشكيل حكومة وطنية جديدة تضم كافة الأطراف الوطنية التي تبتعد عن المحاصصة الطائفية وتعتمد على معيارالتخصص والكفاءة .
- مؤتمراً يضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصالح الجميع.

فهل أنتم قادرون على ذلك أم تريدونه مؤتمراً داعياً الى تعميق الخلافات والتمزق والسيربالشعب والوطن الى طريق مسدود لا أمل للأنفتاح والتقدم فيه ..؟

 

السويد 12/1/2012
 

 

 

free web counter