|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 17/7/ 2012                                 هيثم القّيم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

مـَـشاهد عراقـــــيـّة .. بعيداً عن السياسة
(2)

هيـثم القـيّم
haitham52@aol.com

1- يعلم الجميع أن ظاهرة التسوّل قديمة قــِدم تكوّن المجتمعات والحواضر والمدن .. وهي ليست مـُقتصرة على بلد دون آخر .. الفارق هو حجم الظاهـــرة ونوع المعالجة لها . والتسوّل يأخذ أشكالاً متعددة .. وحسب تصنيف السّروجي هناك تسوّل ظاهر وتسوّل (مـُقنـّع ) وتسول موسمي و تسول وقتي وتسول إجباري .. وهكذا .
أيام زمان كان المتسوّل في الغالب الأعم مـُحتاج فعلاً وفي نفس الوقت غير قادر على العمل فعلاً .. وكانت ترتسم على مـُحيـّاه علامات الحرج والذلة عندما يمـّدُ يديه .. اليوم تجد أن المتسوّل يخـُش بعينك ويـَلح بطريقة مقرفة .. وعندما لا تعطيه ربما يشتمك .. وقد تطوّرت وسائل التسوّل في العصر الحديث وخصوصاً عندنا .. وأخذت تتخذ أشكالاً وطرق مــُبتكرة .. فمثلاً العامل الذي يضع البضاعة التي أشتريتها في سيارتك يتسوّل بطريقة ( أكراميتنا أستاد ..!) رغم أنه يعمل بأجر لدى صاحب المحل .. أو عامل محطة البنزين الذي يـغـلـّس على الباقي فيـُحرجك لتضطر بتركه له رغم أنه واكف متخوصر يتفرّج عليك وانت تفوّل بانزين .. أي لا يقوم بواجبه أصلاً وهو يستلم راتب شهري ..! في آخر تقرير أصدرته وزارة التخطيط قبل أسبوع .. وعلى لسان الوزير على الشكري يقول : أن هناك سبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر ..!! ولو أعتبرنا أن هناك حوالي 30 مليون عراقي مطروح منهم اربعة ملايين في الخارج .. فهذا يعني أن أكثر من 25% من سكنة العراق يعيشون تحت خط الفقر حالياً ..!! وبما أن هذا الرقم أزداد عما كان عليه قبل خمس سنوات .. فهذا يعني ان التسوّل سيتفاقم أكثر وأكثر وسيأخذ أنماط وصور جديدة ومـُبتكرة ، والمتسوّلين سيزداد عددهم ... ودع البرلمان والحكومة والكتل ( الكونكريتية ) .. مشغولين بالأجابة عن هل نســــــــــــــــــــــــــحب أم نســتجوب أم نـتــَصالح أم نـَتـَلاقـــح ..!
2- في عالم المناقصات والعقود مع وزارات الدولة وشركاتها .. هناك جملتين سخيفتين لا تكاد تخلو منهما أعلانات المناقصات الصادرة عن دوائر الدولة تـُذكر دائما كشرط من شروط المناقصة .. واحدة قديمة وألأخرى جديدة .. القديمة تقول ( يتحمـّل من ترسو عليه المناقصة أجور نشر الأعلان ..! ) .. والجديدة تقول : ( على مـُقدّم العطاء أرفاق ما يـُثبت حجب البطاقة التموينية مع أوراق المناقصة ..) .. العبارة الأولى تتعلق بالعراقيين والأجانب .. والثانية خاصة بالعراقيين فقط ..
أليس من الســُخف أن تـُطالب شركة أجنبية بدفع أجور الأعلان التي تبلغ ما لا يـَزيد عن 300 – 500 دولار في الوقت الذي توّقع معه عــقد بملايين الدولارات ..؟ وهل يستحق هذا المبلغ الضئيل أن تطالب به الوزارة أو الشركة الحكومية المعنية الشركات الأجنبية ... في الوقت الذي تــُنحـَر فيه مليارات الدولارات سواءاً في الفساد أم في الأهمال والهدر أو في ضياع الوقت .. والوقت كما تعلمون يعني ( money ) ..! أم هو تســَوّل من نوع لم يـُدركهُ الســّروجي في زمانه ..! أما موضوع حجب البطاقة التموينية .. فهي محجوبة أصلاً من العراقيين جميعهم .. بعد الترشيق الذي حصل لمفرداتها والخربطة الخلاقة في توزيعها .. ثم هل تعني الحصـة التموينية شيئاً لمقاول عراقي أو صاحب شركة يتقدم لمناقصة بمليارات الدنانير ..!
أما آن الأوان لكي نغادر الصيّغ والقوالب الأدارية الجامدة .. ونكون عمليين أكثر ...!

3- يـُحكى أن الباشا نوري السعيد آخر رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي البائد .. وفي منتصف ليلة من ليالي شتاء عام 1957 خرج بمعية سائقه ومرّ في شارع غازي (شارع الجمهورية حاليا ً) وتوقف عند مقهى صغير لبيع الشاي .. كان المكان مـُكتضاً بالزبائن رغم تأخر الوقت وكان جـُلـّهم من السـُكارى أجلـّكم الله ... أراد صاحب المقهى ان يهتف مُهللا بقدوم الباشا كعادة اكثر العراقيين عندما يرون مسؤولا كبيرا في الدولة ( لواكــة يعني ).. !! لكن وباشارة من يد الباشا سَكـَت صاحب المقهى... وقدّم الشاي الى الباشا وسائقه بهدوء وخوف وهو يهمس ..... أهلا معالي الباشا... شرفتنه بجيتك معالي الباشا .. نورتنه جنابك معالي الباشا .. فطلب الباشا نوري السعيد منه ان يسكت لئلا يثير حفيظة السـُكارى ويطيّر الشُرب من راسهم ويـُقلق راحتهم لا أكثر... فأنتبه أحد المخمورين ونظر الى الباشا بأستغراب .. وترنـّح أمامه وكان يبدو عليه ومن ملبسه انه كان شقيا من شقاوات بغداد أنذاك وسأل الباشا : انت نوري سعيد...؟ فنهض السائق ووقف بوجهه وقال له : استريح أغاتي .... أنت متوَهـّم... فقال المخمور: أبشرفي تشبهه.. العفو أغاتي ... وعاد لمكانه .. وبعد لحظات قليلة قام الشقي مرة أخرى وقد بدت عليه علامات الغضب فقال بصوت عالي انتبه له كل المخمورين ....لالالا .. أنت نوري سعيد .....باشا.. القـُندرة ونظر الى السائق وقال له : وانت صالح جبر قيطانه ... (أتـفو عليكم.. وبصق بوجههم)... أراد صاحب المقهى والسائق ان يضربا المخمور الذي اساء الأدب.. ولكن نوري السعيد منعهم من ذلك ..! وبكل هدوء مـَدّ يده في جيبه وأخرج مبلغ 3 دنانير ( مال ذاك الوكت ) وأعطاها للمخمور وغادر المقهى وركب سيارته .. وفي السيارة سأله السائق بغضب متذمراً : جناب الباشا ليش مخليتني أأدب هذا الأدبسز أبن الشارع الذي تطاول على سيادتك .. ؟ فقال له الباشا وبهدوء ....أبني هذا سكران وما عليه حرج ... لو انته ضربته وجرجرناه للتوقيف و يسألوا اشسويت ..؟ راح ايكول : تفـَلت بوجه رئيس الوزراء .. ويصير هو بَطل .....وآني انفضح..
بس هسـّه راح ايروح ايهوّس بالطـَرف ( المحلـّة ) ويصيح : تفـَلت على رئيس الوزراء وأنطاني ثلاث دنانير .. راح ايصيحوله جـذاب ... سكير...ابو العرك ..! وهذا ما حدث فعلا ً...!
وخذوا الحكمـــة من فم نوري باشا.

• يقول الفيلسوف العراقي الكبير محــروم المظلومي : في العراق ناس عايشة كـُلـّش زين .. وناس كلـّش زين أنها عايشة ..!

• دخـَل رجل الى عيادة طبيب بيطري وقال له : أريد تعالجني دكتور..
الطبيب : يبدو أنك متوهـّم .. وتقصد الدكتور اللي قبالي..
الرجل : لا دكتور أني جاي عليك
الطبيب : ولكني طبيب بيطري ..أي للحيوانات ..
الرجل : نعم .. نعم أعرف .. أني مشكلتي دكتور :
أكوم الصُبـُح مثل الحصان .. واروح للشغل مثل الغزال .. واشتغل مثل الزّمال
واهز ذيلي كـدام المدير مثل الكلب .. وارجع للبيت ألعب مع أطفالي مثل القرد .. وكدّام مــرتي مثل الأرنب ..!
يعني وين تريدني أروح دكتور .. ألك طبعاً .
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter