| الناس | الثقافية |  وثائق | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

حسام آل زوين

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

 

 

الأربعاء 27/9/ 2006

 

الشهيد النصـير محــمد شــــــــاه مـراد ... وفـــــــاء و طيبة

حســــام آل زوين
ابو محمد يماني
hussam_alzween@hotmail.com

اكثرمن عـقــدين ونيف مضت وانقضت لتلك اللقـاءات التي جمعت من كل صــوب وحــد اولـئك الـذين لبـــــــــوا النـداء والبيعة والوقفـة للحـزب ولخلاص الشعب من الظـلم والجـور والاضطهاد والاستبعاد والاستبداد والاستعباد ، وفي خريف وربيع عام 1982 تمالت وتماوجت الارض تحت اقـدام الحشود والمجاميع العـــديدة من المناضــــــلين  والقادمة من كل اصقاع العالم للتوجه للوطن لكردستان . ايام عـرسٍ ، ايام استقبال ولقـاء وايام وداع ! . بدخولنا قـبـلـنا تـراب الـوطــــن بفــخـر فــرحـــين ، لمســـنا ارض الـوطـــن ! ، وبدأت المســــــيرة تجــوب الجبال والقرى والارياف ، وكانت سنينها سنين مخـــاض عسيرة سنين محاصرة وحرب ، واصـــــرار وعــزيمة وفرحة وابتسامة وحزن وعذاب والم ، خسارات وانتصارات ، استبسال وشــهادة ، وجهــــد وعمــل مثابــر... ايام انتفاضة وهبات جماهيرية وهجـوم وغارات وقصف وحرق قــــرى وانفــــال ! .

واتعبت الحرب شـعبنا اقتصـاديا ونفـسـياً وما جلبته من دمار وخســــــارة الانســان ، فوضعت الحـرب اوزارها وحل ما حل بنا من ايام مؤلمة وعصيبة وحزينة ، وما تلاها من ايام غربة وهجـــرة وشـــتات والـــم وضيــــــاع . مرت الايام والاعوام وتغير المكان وغدر الزمان وتغيرت الاوضاع . ويقول المثل الشـائع بان جــبل مع جـــــبل لا يلتقـيان ! ، ولكن الانسان يلتـقي باخيه الانسان مهما طال الزمن وتغير المكان ! .

التقيت باحـد اصدقاء محمد شاه بمحض الصـــدفة بعد ان غزى الشـــيب الروؤس وبزمن لا تعرف به الاشـكال ولا النفوس .
قال متسائلا : احـقا ، اهكذا كان قائـدا لنا في العــراق !؟ . قدم لي صورة للـزعيم عبد الكريم قاسم وهو نائم على الارض بمكتبه بوزارة الدفاع ! .

تحيرت بالــرد ! ، ومن منا لايعـرف الـزعيم ؟ وليست هذه الصـفات الحـمـــــيدة ببعيدة عن الـزعيم ، ومن منا لا يحب الزعيم ياصاحبي !؟ . وتابعت الحديث معه واجبته ؛ كانت ولا زالت لنا شــــبيبة ورجال فاقوا التصور والابداع والواقع والخيال ... وسئلت نفسي بصمت اين مصطلح التواضع ونكـــــران الــذات من الاعراب ؟ ... لقد علمونا حتى نسينا النفس والذات !! . كان فينا كل من حمل معنى الانسان ، وحتى بعمر الزهـــــــور ، انصار انصار ، انصار ... من كل الاطياف والالوان ، من كل المـــــدن والاديان ،من مثقـفـين ومثقفـات ادبـاء واديـبات  صحفيين ومسرحين وفنانين ومهندسين ( يتفننون بشدة الحمل والبغل وما ادراك بالجبل ؟! ) وعمـــال وطلــــــبة وابطال طيبين تفوح منهم الطيبة ان جالستهم وتبقى تفوح الى يوم يبعثون !. اعطاني نسخة من صـــــورة الـزعيم  من الجهاز الناسخ المتعدد الوظائف تذكرت غرفة المطبعة وعباس واحباره وحسن بلبل وتصويره وابو تغـــريد هندرين وشاخوان وابو نيســان والبطل سـعـدون وابو كريم وجماعة الطــريق ... وابطال من حصـــــــــاروست
وابطـال وسـرايا بهدينان و سوران وكان وكان ، وليشهـد ويقارن بانصاف من قرأ كيف ســقينا الفــــولاذ ! ... وكيف ســــقينا الـوطــــن وكيف رويت بدمائنا جبال كــردســـــتان ؟! .

ايقهرهذا الشعب ؟
ايعيش هذا الشعب ؟

انتبهت لنفسي قد يكون هذا هذاء و في غير محله ووقته ، ايفهمني صاحبي المهندس جمـــــال وبقلبه من كل هذا بمكان ؟ !
قال لي يبقى انساننا العراقي انســــان ...ورغم غدر الزمان ! .
قلت نعم ، وقلت في نفسي بان لي في صاحبي هذا امــتداد ! .

تنوعت اطراف الحديث وللحديث اهـــات و شجون وقد لا تكون لها قيمة الا لتزيد من القساوة الحمقاء .. .
افحمني مفاجئا بسؤاله ؛ كان لي صديقا استشــــهد في كردســــــتان ! .
قلت : ما اسمه ؟ .
قال : محمد شـــاه ! .
وقلت: ما اسمه الحركي فى الانصـار ؟ .
قال : اسمه الكامل محمد شـــاه مـراد .
قلت : من الاخـوة الاكـراد الفيليين ؟ .
قال : نعم ، وقد سـفروا عائلتهم الى الحدود مع ايران ، والعائلة مكونة من ثلاثة اخوة واربع بنات سفروا مع الام ، وابوهم مستخدم ، كان التسفير مأساة حقيقية ، واخوه كريم اقتادوه للمخابرات العامة ولا يعرف مصيره لحد الان ، كنا نخيط الملابس عند اخته الكبيرة ايام العيـد .
قلت : كان يدرس في بـراغ ؟ . ( من بلاد الثلج من زرقاء العيون جئنا زحافا الى كردستان للوطن هـبت بنا الريح بمهر بلا رســـن !!! ) ، وعصفت بنا جميعا الى بلاد الشتات والغربة شذر مذر ! .

قال : نعم وتخرج من اعدادية الامـين في منتصف السبعينات ودخل معهد المهن الصحية حينها ، وذكر اسم مدير المدرسة انذاك ..وتذكرت اسم المدير بزمن قبل هذا وكيف انعتني عندما جئته فرحا بكتابة انشاء حول جيفـــارا الثائـر ، ومتسائلا بسخرية من الذي كتب هذا الانشاء ؟! .

وذكرت لصاحبي صفات الشهيد التي عرفناها من اختلاطنا معه لوقت قصير ؛ صفاته الحلوة الجميلة ... هدوءه طيبته ... مساعدته للاخرين ... شاب انيـق مملوح ... .
قال : نعم ذو علاقات طيبة ، بسيط متواضع ، يسـاعد الاخرين ، كنا نزور الاصدقاء في الدورة نركب دراجتي الهوائية ونذهب سوية ، كان وفيا وطيبا .
قلت : ليس بطويلٍ وعلى ما اظن جسمه رياضيا او يهوى الرياضة ويتابع ويعرف اسماء الفرق الرياضية حينما كنا نشاهد التـلفـاز في البيت الذي اجتمعنا فيه سـوية .
قال : نعم رياضي كنا سـوية نلعب كرة القـدم وبالتحديد في فريق اتحاد الناشئين في مدينة البياع .
قلت : نعم عرفته هو بعينه الذي تقصده يا صاحبي ناديته بعـلاوي باول خفارة لطهي وتهيئة الطعام سوية ! .
والتقيته اثناء التدريبات الانصارية والخفارات ( الحراسات الليلية ) قبل دخولنا لارض الوطـن ! .قلت في نفسي هل هذا الشاب يذهب معنا الى كردستان ؟ ، ايدخل معنا ؟ ، وهنالك مواجهات ومعارك تحدث ! ، ايحمل السلاح والاثقال و يتوجه بها للــوطن ؟ .
لقد مكثنا سوية باحدى البيوت الحزبية بانتظار ذوبان الثلوج وانتهاء فترة الشتاء وقــدوم مفارز الطــريق ورفاق الطريق ( اي ابطال وطيبة يا صاحبي انت لاتتصور حسن الخلق ! ) ، امضينا احلـى واجــمل الايام ومع العــــم الرفيق ابو عمــار ( ابنته استشهدت في بيروت ) والله لا فرق بين ( عربي وكردي سني وشيعي وصابئي ومسحي ويزيدي وتلكيفي واشوري وكردي افيلي وتركماني ) ، لا تستطيع عدهم قل بين قوسين ( عراقيون ) والحمد لله ! .

امضينا وقتا طيبا بالقراءة والمطالعة والمحاضرة المسائية والتدريب ومشاهدة البرامج العربية فى التلفاز لانقطاعنا منذ زمان لمشاهدة البرامج العراقية ، لقد اثار انتباهي ( محمد ) فتعلقنا به كثيرا ووجدناه محـــبوبا لطـــــيفا بسيطا  امينا طيبا ... ادخل بنفوسنا بعض العزم واشد بعض الازر وابعد بعضا من الخوف ! .

اتعلم يا صاحبي جمال : منذ اللقــاء الاول به حفظته في مخيلتي طـيرا من طيور الجـــنة وفراشـــاً يحـــــوم يرفرف بجناحيه بين زهر وورد يطير للقاء ام لحلم موعــود ! . وحتى فترة التدريب والخفارات تجــده انيــقا مهـــندمـا كانه ذاهــبا لمــــلاقاة حبيبة ! .
قلت : نعم خريف وربيع 1982 ايام عرس وافراح !!! .

لحـد هذه اللحظة وبذهني وكل اعتقادي بانك يا محـــمد قد سـافرت عنا بمهمة وسوف تعـود !

لازلت موجودا في الذاكرة
لازلت موجودا في الضمير
لازلت موجودا في قلوب الرفاق والرفاق الانصار
لازلت موجودا وبعد كل هذه الاعوام والسنين في قلوب كل الاصدقاء الذين عايشوك واحبوك يامن تعلقت بك
الطيبة والوفـاء . لك التحية والسلام


 

free web counter