| الناس | الثقافية |  وثائق | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

حسام آل زوين

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

 

 

الجمعة 26/5/ 2006

 

اليك يا بن الســــــــماوة محبــة
قاســم محمــد الســـــماوي ( ابو جـهــــاد ) ســلاما وتحــيـــة

حســـام آل زوين
ابو محمد يماني

ســـلاما وتحية يابن الســــــماوة ســـلامـا وتحية لقاســـــم ابا جــــهــــاد
تحـــية حـــب وشــــوق واحــترام واجــــلال واعــــتزاز ووفـــــاء ووداد
سلاما يامن تحمل الهم والغم وافنى زهـرة العمـــر لاجل الشـعـب والبـلاد
ســــلاما يامن وجــدتك والحـزب فـيك ومنك كالملـــح والمــــاء للـــــزاد
يامن تمرس بفــنون الـــــوغى افــدى الـــروح واوفى بالمـــهام الشـــــداد
نخـل سـماوتك لم تطره الســمرالحســان وامسى عـبث للاشـرارالاوغــاد
واضحى بسعف وكرب بلا رطـب فاين الملتقى والمغـنى والتأمـل بالمراد
اه كم كنت حذرا من غدر الشراذم وطعن الخناجر فى هفوة وكبـوة لـجـواد
انهض من كبوتك فالنخل والسماوة والزرع يتأمل لرعـاة ورجـال ســــداد

شدني الحرص على تدقيق معنى السماوة الى سؤال وجهته الى احد معارفى من الاصدقاء الانصار مع معرفتى الاولية منذ ايام الجامعة والجوامع عن معنى السمـو والسـمت والسماء ، اجابني قطـب الســماوة مشكورا ؛ بان السماوة هى الارض المرتفعة ... او الـفتحة فى السقـف مفـتوحة للســماء ... وهذه الارض هى من حضـــارة الــــوركاء ... واخيرا وليس ببعيد اغنية :

نخل السماوة يكول طرتني ســــمرة
سعـف وكـرب ظلـيت مابيه ثمــــرة

فأجبت في نفسي اقول اهذه السماوة ياصاحبي ! ، السماوة ! وما ادراك ما السماوة !؟ ، السـماوة ارض سامية ، ارض شامخة ، السماوة ارض المناضلين ، السماوة ارض وطريق منها لنقرة السلمان واليها ، ارض ارض ارض ( والارض تتكلم ، وبأي لـــغة تتكلم ، تتكلم بلــغة الـعــــراق ) ، السماوة ارض اسرت منها مواكب النور من حزب فهد يوسف سلمان ، الســماوة يا صاحبي صــدى يتردد فى سماء العراق كله وبيرغ رفراف احمـر ، والسماوة ارض الطيبة والخير وارض امـان ! .
وكما لمدن العراق نخيل ، فللسماوة نخيل ونخيل باسق ورفاق !!! رفاق حلــويون وســمر طيـبــون كتمـــرها وجــوهـــرهم كاللـب كالجـمــــار ! ، وجــذورها ممتــــدة بتربتــــها بالاعمــــــاق .
فبأي ألــقٍ ومنعةٍ تشمخ وتتفاخر السماوة ! ؟ ، تشمـخ تتفـاخر بالطيبة بالخير بنخيلها برفاقـها بالجوهر ! و من السماوة نعلم بان عـباءات وعـصبات اخوات وامهات المناضلين قد تيممـت بغـبارها بتـرابها ، السماوة اثير يحمل هموم الجياع واخبار الصراع واوجاع الـعراق . واخـيرا وليس باخـر قــصائــد مظـفـر النـــواب ومن السماوة صدحت و صدت قصيدة الـــــــــبراءة :

ام تعاتب ولدها واخت تقرع شقيقها :

يبني ضلعك من رجـيته لضلعي جـبرته وبنيتــه
يبني اخذني لعرض صـدرك واحسب الشـيب اللي من عمرك جنيته
يبني طش العمه ابعيني وجيتك ابعين القلب ادبي على الدرب المشيته
يبني شوفك يبعث الماي الزلال بعودي واحيا وانه ميتــه ...
اللي ما مش ابو عنده ... الحزب ابوه الحزب بيته
وخلى ايدك على شيبي واحلف بطاهــر حـليبي كطرة كطرة وبنظر عيني العميته
كلي ما ينهار اسمي انت امي وذاك حزبي وحزب ابوي الما لواني وما لويته
كلي ما اهـدم حــزب بيدي بنيته

والاخت لشقيقها :

خويه كابلت السجن ليلي ونهاري
اتحملت لجلك شتايم على عرضي
وما شعلت بليل ناري
تالي تهتكني بخلك وصلة جــريـدة

وقاسم محمد السماوي نخلةُ باسقة من نخيل السماوة ! ورفـيق من رفاقها ... معـــدنـه من ارضـها ، تعرفنا ببعـضنا البعض فى نادي الطلبة ايام الدراسة حيث ان طلبة المحافظات يمكثون فى الجامعة ، وقد يطول المكوث اكثر من شهر فى بعض الاحيان ، كانت المراقـبة وجـمع المعلومـات جارية على ساق وقدم من قبل منتسبي جهاز البعث وكانت الانظار كل الانظار متجهة لقاسم السماوي ، وكان في اكثر الاحيان لا يتردد على النادي الا ما قل وندر ، ومع هذا كنا نعرف من على البعــــد ان فى ذلك الطالب نفس الحس ونفس الروح ونفس الامتداد ، ومن على البعد ايضا نتوجس الخـــطر والاعتداء .
ومن نفس تصرفات منتسبي الجهاز كنا نشم ونحس ونتوقع الخــطر القــــادم والذي سوف يلم بنا . وكان قاسم كالاقدمين ممن سبقنا بالدراسة يتوقعون ما الذي يجري وما الذي يحصل لكي يتخـــــذوا الاجراء السريع والذي يكـفـينا شرهم ، كان حـذرا كل الحـذر نبها ، جريئا ، يعرف مآربهم وغاياتهم وعندما تتطلع لحركة عينيه العسليتين تفهم وما الذي تعنيه وتريده من اتخاذ اجـراء ما . وكـان وكـنا نتحاشى دخول النادي ونسرع الخروج حال انتهاء الحصص الدراسية ويتم اللقاء بكازينو الجامـــعة او فى مقاهى الرشيد او مقاهى شارع ابي نؤاس ، او عندما يدلنا صديقنا العزيز فاضـــل الكـــــناني على مطعم جديد للتو قد تعرف على صديق يعمل فيه قادم من ريف ميسان ، وكان لابي فاضـــــل دكان يبيع فيه التبغ للمعارف وكان لفاضل على ما يبدو بهذه الواسطة حســن العــــلاقة بهم . وعـند قدومهم للعاصمة يحصل اللقاء ، وحينها ياتينا فاضل بالخبر والبشارة ومكان المـطعم الجــديـد وكان  هذا يحدث عندما تكون الجيـوب خـاوية واخـر الشهر ، وصــلاح الـدين محي الـدين وانشــغـاله بسارترياته و لم يـقدم الامتحانات كلها ، ونجاح بولص يأتينا بالكتب الجديدة وباخر اخبار الافلام ، وحالا تنقشع وتتبدد الغمـامة والحيــرة بضحكة فاضل ونكتة نجـاح وجدال صلاح وبشاشة قاسـم ، فما هي الا بريهات ونحس انفسنا وقد احتللنا مائـدة ونحن بضيافة احد اصدقاء فاضـل العاملين في مقهى او مطعم موعــود . انقضت ايام الدراسة بسرعة ، لـقاء وفـــراق سريع ، وكانت احلـى ايــام العـمر.

اتتذكر يا قاسم تلك القصيدة :

صغيرة وما تعرف اتحب ولا دغدغ صدرها الشوك
حريمه بشط هواها الروح دوم معاتت ويه الموج
صغيرة وحسرتي جبيرة يصاحب ما اضنها تـفـل
ولا اضن دمع ينهل اراضيها وترد تجفل
ولا سايه اطرت عنها ولا عني
واهيم واكولن ما ارجع بعد تجي بطيفي تفززني .....
.........
والله يا استادي لحرم عليك منها طبت النادي
وشحدها ولو تكلك طب
صغيرة وما تعرف اتحب

وكنا فى بعض الاوقات نكررها لتجنب الدخول للنادي وتحاشي العصابة من الاوغـاد للاســـراع واللحاق بالاصدقاء فى المقهى او فى المركز الثقافى لمشاهدة افـلام الحرب والسلام او لحضــــورمعارض الفنانين المبدعين او لمشاهدة مسرحية من المسرحيات من اخراج احد الاصدقاء والرفاق.

كم كنت ياقاسم تحسن الكيل بالبشاشة والطيبة الفراتية وتحسن المقــصد ( والحسجة ) والمــعـنى وتحسن التنبأ والحيطة والحذر وحسن الذوق والمعشــر. كم كنت صيانييا تصون السر والــخبر ، عرفتك شهما اصيلا محافظا للحق ومدافعا للحقيقة ابنـا بارا من ابنـاء السـماوة الاماجـد ومدافـعــا صلــــدا اميـنا للكادحــين من حـولك ومن الطـيبين .

اتتذكر اخر زيارة مفاجئة قمت بها للسماوة وحينها كنت تعمل فى البلديات ،حينها همسـت خلســــة وقلت لى بانك قد جـفلت ولم تتـوقع من الـقادم ومن بعـيد ، وانا الـقـادم الصـديق حيث كانت السـيارة المستخدمة نفس الموديل الذى تستخدمه اجهزة الامن العامة . وكم كنت فـــرحـا بقـــدومنا وبهــذه الزيارة غير المتوقعة ، وقـد اهمست فى اذنى : لقد تـجمـد الـدم فى الجسـم . اه كم كنت لامــــاً بين الـيقـظـة والـفـطـنة والبسـاطة والتواضع والحـذر . وكان اخر لقاء بالجلوس عند دكـان الوالـــد فى بداية السوق المسقف المثقب .

ومرت الايام وتطشر الربع فى المهجر والمنفى وفى كل البقاع ، سئلت عنك الكثير وبحثت الكثيرعنك ، لانك وغيرك من الطـيبين لازلت احملهم فى الـقـلب والوجـدان والضـمير كحبنا للعــراق ، لارضه لسمائه لفراتيه لنخيله لجبالــه لشناشيله الحاكيات وصفصافـــه ولعذب السواق .

قال لى البعض لازال فى بشتاشان ، اين بشتاشان ؟ وكيف الوصول اليها ؟ أزادتني حرارة الشوق قوة وامـل فى اللقاء ، فتتابعت الاحداث وتردت الاحوال فصعــقت انـــباء واحـداث بشتاشـان بالعقل وجردت الامل با للقاء فانحسر القـلـب وجثـمت على الـروح الخناق فضاع وتاه وهوى املي وامـال والقلب ينزف ويعتصره الالم ، وبقـت الذكــــرى محـفورة فى الوجــدان في الضمير ! .وعصفت الريح بواديها وانقطع الخبر ! .

اتعلم يا قاسم لقد بحثت وعن الاخرين ! فى اليمـن ، فى عمـان ، فى كـردستان ، و فى كل الـوديان ،  واخيرا التقيت باناس من تربتك وامتدادك ، فحب الحزب والصيانة وحفظ الاسرار وبالوفاء طبــــعٌ ممزوج بكم كحفظ الكـوز للماء . فالتقيت الخال وابا خالد وابا سهيل وابا الفوز واخــرين من نفـــس الطينة والطيبة ، فالخال كم يحب الحـزب والتنظيم ويحسن فن ولعبة كرة القدم ! . اشكيك ابا خالـــد قرعني ذات مرة بانى لا اعرف الا العمل ! وذات المرة تعلمت منه فـن واسـرار واعـداد الخبــــــــز والعجين ! . ووجـدت فى ابا سهيل ابا جهادا ، لقد خمرنا الطين لعمل التـنـور لثلاثة ايام واستخرجنا من الجبل تراب وردي وتراب احمـر( اتذكر درس مسـح التربة والوان التربة ! ) ، وتعلـمــت منـه المقاديرللخُمرة والماء والملح للعجين ، والتوجيه والبث الاذاعي والكـهرباء والحاجة الملحة لشــــدة الحمل باحكام ومراعاة البغـل . وخبرنا بعضا من اسرار الجـبل وبان هنالك ذكاء للبغـل .( اشهد فى  ذلك لفريـــــدة وذكاء العيون ) . والعـــراق الغني اليوم يعـيش ازمـة الســـكن والمسـاحة والبــــناء وشحــة فى المـــاء والكهـرباء ! تصـور حتى فى الجبـل وفى الليــل امسى عندنا نـور وضياء .
ومحاضرات ابا ســـليم في التنظيم وحزب شيوعي للرفيق الخالد فـهــد ، ومحاضرات ابا نبيــــــل رياح التغيــر واعادة البناء ، وامسيات و ندوات وكم تمنيت ان تكون من بين الحضــــور .
اتعلم بانني اتذكرك حينما انظر او اعمل او امسك جهاز المســاحة جهازالتســوية وجهاز الـــزوايا واراك واقفا في نفس المكان تعمل وتخـطط وتراقـب ، وفي النفـس لكم محبة وفي القلب مكـــان .

احـلفـك بالله كيـف لك ان تكبو بهذه الكبوة وانت المتفـرس المتروض ؟؟ !!
احـلفـك بالحلـيب الطاهــر ؟؟
احـلفـك بالسـماء بالســماوة !؟ بنخيلهــا ! كـيف ؟؟ كـيف ؟؟ .

اه كم كنت اهوى اللقاء ... لكي نقص حديث الفراق والالام وذكريات الرفاق والايام ... بعد ان فرَقنـا كافــور هذا الزمان وطغيانه وليلــه البهيم المظــلم ...
واه من خناجـر لم تســل لشرف بل سـلت لغـدر وخـزي وعــار ...
وليكـون نذرنا المؤجــل المؤخــر مقـدم ...

واقول لابي جهــاد واترابـه تبقى ســماوتكم هذه .. ســموا وســماءا وســماوة !!! .
وتبقـين ســـماوة الخـــير ما بقي الزمان شامخة و ما بقي للنخيـــل فـســيـل .
ســماوة الارض والطريق والرفاق والنخيـل .

ســـلاما وتحيــة ابا جـهــاد
محبتي قاسـم محمـد السـماوي

 


 

free web counter