| الناس | الثقافية |  وثائق | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

حسام آل زوين

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

 

 

الجمعة 21/4/ 2006

 

للانصـار الشــــــهداء ســــــلاما
للانصــــــــــــــــــار ســــــلاما
لســـــــلام الصــــــكر ســــــلاما

حســــــام آل زوين
ابو محمد يماني

Hussam_alzween@hotmail.com
 

يامن حملت النفس على مايزينها     عشت سلاما ويبقى القول فيك جميل

كل المحبة والســـلام لســلام      لك السـلام فى اذارنا كل عام

اليك التحيـة يامن :
وجدت فيك معرفـة وحـبا لا ينضب لاجمـل الاشياء
عرفتك طيب القلب باسـما محبا للرفاق والاصــدقاء
حـديثك حلـوٌ ثغـرك يشع البــشاشـة عند اللقــــــــاء
طيب المعشــر محبوب وبنفس حاملة كل النقــــــاء
تمنح الطيبـــة والطـرى وتشد الازر والعزم والثناء

لك الحب يامن اكتشفت ومن خلالك طيفا من اطياف سماء بلادي ، وعالما جميلا مسالما طيب النقاء ، عميقة جـذوره ممتدة بكل العمق لتربة الاجداد والآباء تربة العراق تربـــــة الحـضارات والاديان والرسل والائمة والانبياء ، عالما طالما تطهروسقي من عذب المياه من دجلة والفـرات مطعمة برائحة الهيل والقصب والصفصاف والريحان ! .

اتعلم ام لا تعلم ياسلام باننى اتذكرك كذلك حينما يقع نظري على عـقد او خاتم من ذهب وشذر وفضـة ، عندالصائغ والمجوهراتي ، نعم لكل شيئ اصل وجوهر، وجوهركم من هذه المــعادن الثمينة ، جوهر لا يصدأ حتى مع الماء .

دعنى اذكر لك شيئاً لا اعرف لماذا نسيت ان اقوله وكل هذه وتلك من الســــنين وفحــواه اننى منذ الطفولة كغيري من اطفال مدينتي اذهب من الصباح الباكر وقبل شروق الشـــمــــس وقبل التوجه الى المدرسة لجلب فطور الصباح من ســــوق المــدينة ، حيث الباعــــــــة والدكـاكين ، وعندما يأتي دوري اتقدم نحو البائعة الجالسة عند واجهة دكان المجـــوهــــراتي وفى هـــــــذه اللحظات يشرد الذهن وبلمحة البصر يقع النظر على صاحب الدكان الذى يلوح من الواجهــــــة باسق القامة كثيف اللحية وكانه كحيل العين ووجه مملوء بكل معاني الطيبـة وبعقاله واليشــماغ
الفراتي كانه شيخ عشيرة او امام مسجدٍ اوخطيب جامعٍ انهى صلاة الفجرللتو !.

ومرت الايام والاعوام ... انهينا المدارس واختلطنا بطلبة الجامعة من مختلف الاطــــــــــياف  والالوان من شط العرب الى كردستان ، والذاكـرة لا تخـــون .. تذكرت بان اصــــــدقـــــاء لى معلمين ومدرسين كانوا من الاخوة المسيحيين والصابئة المندائيين !؟. واصبحوا من الاخـــــوة
المقربين ! . ولم ندر بال للطائفة واللون او من اى دين !!! .

ودارت الايام وتعاقبت الاحداث ، وصفرت الريح الصفراء بالبـلاد وسلب العــباد ،وجاء الرد ودوى وارتفع عاليا النداء لنصرة الشعب والوطن فلبى النـداء من الرفــــاق والنجباء ، وتحركت المواكب المضحية بالغالى والنفيس وفى كردستان التقى الطيبون من كل ناحية وصوب ومهجر. وجاءت احداث بشتاشان هاوية صاعقة لم يظن احد او فى الحسبان ان بشاعة بين الاخوة سوف تحدث ! .وفى خضم وهول المصيبة ضمدت الجراح وراح الراح وغمد السلاح ساكنا لا يشــهـر بين اخوة المصير ! .
تجمع الانصار وكانه يوم حشر ، وغطوا مناطق حصــاروست الى مناطق لــولان وليلـــكان ، وعند وادي دراو التقيت سـلاما نصــيرا طبيــبا للانصــاروطبيبـــا لقرى هذا الوادي والوديان ،  فاي ركن من هذا العالم نحن !؟ ،التقيت سـلاما مع تردد الاسم على مسامعى منذ زمان وسماعي
لآل بيت الصــكر والشـهيد ســتار خـضـير ، التقيته فى فصيل وفصائل الانصار وقت حـــــصار وعموم الحركة فى انحسار وانحصار وما تركه استشهاد الاحبة والرفاق فى بشتاشـان من اعمق الاثـار النفسـية والسـلبية السـيئة على النفـس والنـفوس .اي حلم هذا الذي بنيناه ! ؟ . الا ان روح المـكابرة والـمـواصلة والتضـحية والـتفاني ونـكران الـــذات تغلب الرفاق على صعوبة وجسامة الاحداث ! ، وكم هؤلاء الــرفاق كثرة ، ودورهم مشهود ! وكان لســلام فى هذا قــدوة وكـلــمة ، والكلمة الطـيبة حســنة وتمتص كل هذه النقمة ، وهذا الضجر والمـلل ، والانصار مجربون عنـد الشـدائد والمحنة ، حيث انهمكت السواعد فى كل انشطة العمل الانصاري ، وما اجمله حين يكون امامك المثـل وقوة المثـل .
وجمعتنا فصائل الانصـار وفصيل الاعلام سوية والتففنا حول اعـلامنا المثــل وحذونا المثــل ، وتكامل البعض واصبح المثـل ، اخص الرفاق الاعــزاء طيبين الذكـر والخلـق والمعشـر والفكـر ابو سـامي وابو مخلـص ود. رحيم عجينة والرفاق الاخرين فى الاعلام والاعلاميين . اتذكــــــر ياســـلام عند فترات الشاى وقت العصرية وعندما يمازح الرفيق ابو ســـامي الرفاق الاخــــرين وهو يصب الشاى ويقول ( صبلى وصبلك ) ، حينها الاذاعة باشرت ونجحت بالــبث وُمنتجــت اجمل واغنى الصحف . وحينها تجمعت الادارتـين الجعفرية وعلى راسها ابو جعفـر والصكـرية وعلى راسها ابو تانيا ، فواحدة تصب للاخرى .فكان للادارتـين خطا صائبا ودور مميزا ، فــلا اتصور كيف احــسن ســلام فن الادارة ايضا !  فتلاشت الضجـرة بالامسية والاغنية والندوة من الوضوح والعبر وقصائد من الشعر وكلمــات السمر ، فدب الامل والحلم بالغـد المشرق المنتظـر . وكنت وســـلام نقضى ســاعات المــــناوبة  الليلـية وتحت ضـوء القمـر ولسـعة بـرد لـيـل كردســتان اواخر الخريف بهـمسٍ نتبادل اطراف الحديث عن محنة الوطن والحزب والظرف المحيط بنا ووضعنا فى كردستان ،وتمضى الساعات بدون تعب وبدون ملل ، ويلفنا طول الحديث دفئا وبعضا من الامل . وتغيرت المواقـــــع وبعــدة اماكن ويحصل ان نعمل فى اكثر من فصيل وموقع ونعاود الحديث مرات ومناسبات عدة ، عـند يوم الشهيد نغنى النشيد ونشعل الشمعة ويوم كاوة الحداد نشعلها نارا ودبكـة واذارنا الربـيع نشيع اغنية وفرحة وبهجـة ، يحتدم النقاش وتكبر الجمعة والذكرى وتتوسع الفكرة ، فكان ســلام مـلؤه الامل وحبه للحزب والوطن .

وحين التجوال لمفارزنا الانصارية بالقرى المترامية لهذه الوديان يحمل ســــــلام ( عليجته ) ويحمل الرفاق المصاحبين مما قسم من الادوية والعلاج ونشد الرحال والتجوال تتفتح ابــــــواب القرى على مصراعيها لاستقبال دختورها المنتظر بعد ان شاع صيته فى الوديان المجاورة وبعد ان كانت الابواب موصـدة لانصارنا ، فيجتمع الشيوخ والنساء والرجال والاطفال بانتظـــــــــار الفحص والعلاج على يد الدكتور، فتغير الحال من حال الى احسن حال وتحسنت العـــــــــلاقات  بين هذه القرى ومفارزنا الانصارية . وكان دور سلام مميزا ايضا فى الانفـــال الســـيئة الصيت عندما هربت العوائل من قراها وتحت القصف حيث هب لمساعدة ومعالجة الجرحى والمرضى رغم شحة الادوية والعلاج ! . اتعلم ياسلام بان لك ارثا وموروثا من الحب والصـلاة والدعــــاء بالخير من هؤلاء الناس البســــطاء ،فلك الحـب والثـواب والرحمـة والخلـد فى قلوب من عاشرت من الناس والرفاق والاحبة والاصـدقاء ! .

اتتذكر ياسـلام الفجــر هـادئ هـنا ، اتتذكــر كيف سـقينا الفـولاذ وبافل وابو بافل ، والقـبطــان ، وذهب مع الريح وسكارليت ، ياسـلام لقد اعدنا قراءتها فى ايران ، والــــــــدون الهــــــــــــــادئ واكســــينيا ، وابو نهــــــران وكـوســــــتاريكا ،وابو برافـدا والشقيقة ، والحزب ورياح التغــــــير والبريسترويكا ، والحرب العادلة والغير عادلة والرفيق هجار ، وفهـد وسـلام عـادل ، والمـــادية والتأريخية ، وخطوة الى الامام ، وطهـران وخط الامام ، وعـــدن ومرض اليسـارية حق الاطفال وحضرموت ، واشعار المتنبي (صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل) والجواهـري والرصافي (علم ودستور ومجلس امة ) والعـراق لم يعـد هادئ ، تذكرتك ياســــلام فى تـاج محـل فى الهنــد ، لما هـذه العجالـة على السـفـر ولم تنتظر سفركم مبكر مبكر مبكر ! . كم احوج العراق اليكم الان ! .

اقول كلما تقربت من الرفيق سـلام تشدك جـاذبيته ومسالمـته وعـطفه ونقـائه وبشـاشته وسـلامه وحرصه، ياتي الرفاق من المفارز والطريق متعبين منهكين فيرحب بهم فرحا ويستقبلهم بالبشاشة والخـــــبز والمـــــــاء . فينسى التعب والهم والشقاء ! .
فكم كان الظرف هذا وذاك احوج الى هكذا رفاق ! .


سـلام أيكـون ســراً للمـــاء ؟!
يحــدد به معـيارا للنـقــــــاء ؟!
وللغصن والثيـاب البيضـــاء؟!
اعدتنى واعادتنى الذاكرة للوراء...
فربطت ما بين الجوهر والمجوهراتى ، وعلمت بان احســــــاس الطفـولة صــادق ! . ومن خلالك ياسلام قد فتحت نافــذة ... رايت وتعرفت على معنى الطيبة والـنقاء والصابئة ! .

اقـول قولى المختزل القليل واستمح المحبين لك من الرفاق عـذراً والحديث الجميل حولك يطول

سـلاما سـلام الصـكــر


 

free web counter