| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. حسام آل زوين

 

 

الثلاثاء 16/11/ 2010

 

لقد أغـويت القـدر

د. حسـام آل زوين

نوائبٌ وفواجعٌ وحسراتٌ وعزاءٌ وحزنٌ وألم ُ.. اصبحت عيديتنا صبحية العيد ، يفاجئنا بها القـدر ، امتحان ، حتمية القـدر ، بأي خبر ! ، وبأي فرح ِعدت ياعيد ، انت فاجعة ولست بعـيد ، ظالم بربري انت ايها القـدر، انت على الخيرين تقـدر ، استغفر ربي انت سارقهم ، سارق البسمة والفرحة والعيد والخير والنور وجميل الخبر ، كفاك ... كفاك ، لقد امتحننا الزمن واجتزنا الامتحان والمحن .
صبرنا كصبر يعقوب على يوسف ، كصبر ايوب منهم (يوسف سلمان ، سليمان يوسف بوكا ، ابو جوزيف ، ابو اصطيف)
مل الصبرُ ومل الانتظارُ
ذهب الانصـارُ
رحل الابـرارُ
سرت الانصارُ
قـوافـل ، كواكب اسمائهم ، نجوم لا تحصى ، سرت بذات الطريق ، ابو هديل وابوسـحر ، وابو كريم وابو ظـفر والكثير ، ولازالت على شفتي بلقيس تتراقص الكلمات وتتعانق الاشـعار.
كنت تسير الجبال كلها وتعبرالحدود الملتوية وتخوض البرد والانهار مع ابي مكسيم وزينب ، لتوصيل البريد ، خجلى تتبادل العزيمة والاصرار ، بطل لا تهاب الموت ، سـوف تمر ليلتك هذه وسوف يطلع النهار .
وانت لازلت تتسابق مع الامل والفرحة والبسمة وفي قلبك تمكث الاسـرار .
تصل للمقرات المتناهية البعد بسلام ، وفريدة الشـوباشي راضية ، يلتم حولك الاصدقاء والانصار.
تبعث الفرحة والبهجة تشـد الازرَ حلو الكلماتِ ، وتشـتد في ذاكرتك الاخبارُ .

ينسى الانصار المحتفين بقدومك ابو اصطيف في بهدينان ولولان وليلكان لسعة البرد بدفئ الكلمات ، ويظل سمك نهر دراو يتراقص حتى ساعة متأخرة من الليل فرحا بقدومك لكي يلعب معك لعبة البشتين في النهار ، تشعلُ النار ، يغني هـجار ، تنام حالما وينام سويةً محيطة بك الانصار .

ابو اصطيف ظننتك لازلت حاملا الفانوس ، وانت الذي يعلم بان الظلام والبرد يحيط بالجميع ، يا مربوع القامة كعلي العدل احمر، يا حلو الحديث والمعشر ، أنسيت الحب الذي منحته لك القرى ، انسيت حب العيون العسلية عذرية الهوى .

لازال ابريق الشاي في الرابية منتظرا يغلي ، تلوت اشجار السبندارات ألما ً واهتزت الجبال والحجـر والصخـر كأنه يوم المحشر في الوديان لا زال يدوي ، ابو اصطيف : لقد اغويت واهويت القدر. تبقى في الذاكرة معطاءاً كبقاء الشجر والنبع والوديان والقمم والدروب التي مشيتها ، تبقى في الضمير والوجدان .





 

 

free web counter