| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. حسام آل زوين

 

 

الأحد 11/3/ 2012

 

 أنطفــأ ســراج بابــلي أخـر

د. حسـام آل زوين

طـويل القامة يمشي ، ينظراليه الجميع باحتـرام وخشـوع ، هامته مرفوعة ، أنيقاَ متأبطا كتابا وجريدة ، بسمته لطيفة جميلة التصقت بها الطيبة ، ذو ذهن متفتح متقد بفكر نير بالحـق ، وقلب سليم حاويا هموم الناس ، حالماَ بالعـدل الاجتماعي وان يكـون شعبه سـعيد .

لقـد رحـل سـعيد !

رحل كاظم نادي علي الطـائي . رحل الاستاذ المربي ، رحل الصارم العادل الجـريء .

يادنيا ما دهاك بجنون التفريط والتبديد  

غـبراء يادنيا فقد زهقتي ارواح أطياب واشراف واجاويـد صناديد

ويابابـل ما يحل بك من ظلمة بانطفاء سـراج منير اخر بأسم سـعيد  

وانظار شـعبك تتأمل أذار ونيسان وتموز بالخير والمطر والعطاء والمواعيد  ،

أبعـد  ، أهل من جــديد ؟ .

من معارف بابل ، ومدينة الحلة والاقضية التابعة لها ، عرفه الطلاب والمدارس ، المعلمون والمدرسون  ، مديرية التربية والمعارف ، متحضراَ ، شـريفاَ ، عفيفاَ ، نزيهاَ صادقاَ ، مثقفاَ، حاز الاحترام والتقـدير، سـخر كل امكانيـاته وخبـراته للتربية والتعلـيم واعانة الفقـراء من الطلبة ، مقارعاَ الظلم والباطل والظلام .

احد المدراء والمفتشين التربويين ، يروي ذات سنة من السنين ، جاء المدرسة لاسـتلام شـهادة الامتحان ، طرق الباب والمديـركاظم الطائي جالسا في مكتبه  ، اخرج الطالب من جيبه مئة فلس ، فلما لمح المدير من وراء نظاراته بأن الفتى قدم بثياب العمل متحزماَ ، سـئله من اين اتيت ؟ ، اجابه : من العمل أستاذ ! ، زف المـدير التهاني للطالب  بنجاحه ، وأرجع المئة فلس اليه ، وبعث في نفسه الفرحة والسرور ، العزيمة والمثابرة ، حب الدراسة واحترام الاساتذة .

في موقف ... ، هنالك مقهى مقابل ثانوية الفيحاء في محلة كريطعة يتجمع فيها الطلاب اثناء الدوام المدرسي ، لاحظها المدير كاظم الطائي ، فنزل غضبه ، وهدد صاحب المقهى باغلاقها اذا لاحظ تجمع الطلاب ثانية وأشترط على صاحب المقهى ان لا يستقبلهم اثناء الدوام ، فارتجف خوفا من انغلاق مقهاه وامتثل لرغبة المدير ، كم كان يحب الانضباط وعدم التسيب ومراقبة الطلبة في ذلك الوقت ، هي النزاهة والحـرص المتناهي على الطلبة والمدرسة .

كم ادخلت السرور الى قلوب الطلبة المحتاجين ! ، وكم بحاجتكم بابل في ظلمتها ايها الحالمون بالغد المشرق ، لقد رحلتم في الوقت المظلم اللئيم ايها المعلم والاستاذ والمربي ، وبفقدانكم فقدت الحلة شمعة وسراج بابلي أخر وعلم ، لك التحية والسلام ، ويبقى ذكراك خالدا طيبا ابداَ في قلوب من عاشروك .


 

 

free web counter