نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حبيب تومي

 

 

 

 

الأثنين 8 /5/ 2006

 

 

 

الرئيس جلال الطالباني صديق الشعب العراقي

 

حبيب تومي / اوسلو

رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني ـ مام جلال ـ فاز للمرة الثانية بالأنتخابات بمنصب رئيس الجمهورية . ويكون فوز مام جلال بهذا المنصب بمثابة تطبيق المعادلة التي تقضي بوضع الشخص المناسب في المكان الناسب ، وفي هذه المعادلة ايضاً تكون الهوية العراقية قد انتصرت على غيرها من الأنتماءات الطائفية والعشائرية وذلك في زمن ردئ نلاحظ فيه انزواء الهوية العراقية النقية الصافية وتراجعها الى غيتو معزول امام الأصطفافات الدينية والطائفية الظلامية .
نقرأ الأمل والتفاؤل في وجه مام جلال وفي تصريحاته وأحاديثه العفوية ، وتواضعه ، وفي ظهوره على شاشات التلفزة بين أقرانه من السياسيين ، وهو يجسد مقومات زعيم شعبي اكثر من كونه يشغل أعلى منصب رسمي في الدولة العراقية وهو منصب رئيس الجمهورية . وفي هذه المواقف يجسد مام جلال موقعاً للصداقة والمودة مع المواطن العراقي ، فأنا شخصياً كعراقي كلداني اعتبره صديقاً للكلدانيين ، والأقليات بصورة عامة يعتبرونه صديقاً للأقليات ، وهكذا حينما أحجم عن ذكر اسماء الأقليات القومية ، كان الأنتقاد من باب المناشدة والمودة وليس من باب الصراع السياسي .
هكذا ينبغي ان يكون رئيس الجمهورية رئيساً لكل العراقيين دون أدنى تفرقة او تمييز ، وهذه حالة ينبغي ان يتسم بها رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وأي مسؤول في موقع سيادي في البلد .
ينبغي ان يعامل العراقيين على الهوية العراقية والأنتماء العراقي وليس على غيرها من الأنتماءات .
لقد كان التحرك السياسي للرئيس مام جلال ، وكذلك الجهود التي بذلها رئيس اقليم كردستان الأستاذ مسعود البرزاني في تقريب وجهات النظر لمختلف الكتل السياسية العراقية لجهة الأسراع في تشكيل الحكومة العراقية والتي نأمل ان تتوفق الحكومة المنتظرة في اسدال الستار على المسرحية الدموية التي تتكرر فصولها كل يوم على ارض العراق المنكوب .
الألم يعصر قلوبنا حينما نشاهد المناظر الدموية اليومية وهي تعرض على شاشات التلفزة من : اعمدة الدخان المتصاعدة من تفجير انابيب النفط ، ومناظر بقع وبُرك الدم ، وبقايا هياكل سيارات محطمة ، وأشلاء بشرية متطايرة ، وجثث بشرية متروكة على قارعة الطريق ، وعويل نساء وصراخ اطفال وبكاء شباب على من فقدوا من الأحباء .
إنها مآسي يومية ينبغي أولا ً على رئيس الجمهورية وعلى رئيس الوزراء والى اصغر مسؤول في الدولة ، ينبغي ان يكون برنامجهم واحد مداره :
وضع حد للمآسي اليومية التي تطال الأنسان العراقي ، ووقف النزيف الدموي الذي يتعرض له الناس الأبرياء من هذا الشعب المنكوب .
إن الرئيس جلال الطالباني يقول بصراحة : ان هناك حواراً مع مجموعات عراقية مسلحة ، قد يكون هناك من يقبل بهذه الخطوة او ثمة من يعترض عليها ، لكن على العموم فإنها خطوة تحمل في طياتها تهدئة الأوضاع وتعمل على حقن الدماء .
ان الحل العسكري ليس دائماً ترياقاً لكل المعضلات ، فالحوار قد يعطي ثماراً ونتائج أفضل من العمليات العسكرية ، إن العقلية العسكرية التي خيمت على سماء العراق منذ عقود ولا زالت ، قد يكون بديلها التفاهم والحوار ، وعموماً يمكن وصف هذه المبادرة بأنها خطوة في الأتجاه الصحيح ونتمنى ان تتكلل بالنجاح .
إن العمل السياسي في العراق طريق شاق ومحفوف بالمخاطر ، ومن يشغل منصباً في الدولة سيتحمل مسؤولية استثنائية من جهة ان الفوضى والعنف والفساد الأداري والمالي وتحكم الميليشيات في امور الشارع العراقي ، وعمليات العصابات الأجرامية السائبة في البلد .
كل هذه المعضلات تشكل اعباءً ثقيلة على كاهل من يتحمل المسـؤولية في الدولة العراقية والحكومة المقبلة .
أملنا ان يعم الأستقرار ربوع وطننا العراقي ، وربما يكون من حقنا ان نحلم :
أن نشاهد الرئيس جلال الطالباني على شاشات التلفزة وهو يقص شريط افتتاح مستشفى جديد او جامعة علمية ، او يدشن محطة كهربائية او معملاً انتاجياً او نشاهده يفتتح حديقة عامة او متنزهاً شعبياً او مسرحاً ، او جسراً على نهر دجلة او الفرات ، او يفتتح قرية نموذجية في ركن من اركان العراق ، او يفتتح شارع جديد في مدينة من مدن العراق او نشاهده وهو يغرس شجرة في تربة العراق ، ويشاركه كل العراقيين في ان يغرس كل منهم شجرة عراقية مقدسة من النخيل او من البلوط والتفاح والعرموط والعنب والبرتقال والرمان والسفرجل والتين والزيتون ... فتغدو ارض العراق ارض خضراء ارض زراعة ارض الخير .
من حقنا ان نحلم :
برؤية رئيسنا وهو يزور روضة اطفال وكل منهم يقدم له باقة من الزهور يفوح منها اريج المحبة وملونة بكل ألوان القوس قزح العراقي الجميل .
من حقنا ان نحلم :
ان طفلاً عراقياً يوقد شمعة معلناً عيد ميلاد لوطن اسمه العراق ، عراق جديد مستقر أمين ، شوارعه نظيفة ، مياهه نقية صافية ، شوارعه مضاءة ، حدائقه ومتنزهاته خضراء مكتظة بالزوار ، مخازنه عامرة ، شوارعه منتظمة المرور . مستشفيات ، مدارس ، جوامع ، كنائس ، حسينيات ، مهرجانات ثقافية ، شعر ، أدب ، ملاعب رياضة ، مكتبات ، موسيقى .... إنها امنيات وأحلام نطلب من الله ان تتحقق بهمة المخلصين في هذا الوطن وبهمة من يتحملون أعباء المسؤولية وفي مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية مام جلال ، والسيد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي ، وكان الله في عونهم جميعاً .
تحية لكل من يساهم بغرس بذرة محبة في هذا الوطن المعذب .