| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حبيب تومي

 

 

 

 

السبت 31 / 12/2005

 

 

 

لا مبرر لانفعال المجلس الكلدواشوريالسرياني في سان دييغو

 


حبيب تومي / اوسلو

مقدمة
نقرأ مقالات كثيرة على موقع عنكاوا فيها الكثير من التعصب والأنفعال لكتاب يتعصبون لمبادئهم ، وهم يعتقدون ان توجيه الأتهام والتجريح والتراشق بالألفاظ ورفع الصوت بالكلمات الجارحة ـ احياناً ـ سيحقق لهم افحام المقابل ويعترف باستسلامه تماماً كما يجري على حلبة الملاكمة او المصارعة ، فيتحقق لهم الأنفراد بالساحة ، ناسين اننا نخوض جدالاً ومناقشات نعتمد فيها على المنطق والحقائق التاريخية وعلى البراهين والحجج المقنعة .

الأمثلة
قرأت على صفحة عنكاوا مقالات لبعض الأخوة من قبيل : الآشوريون أدوا خدمة للكلدانيين من حيث لا يدرون وهو بقلم الأخ شموئيل نوئيل سركيس الذي يختم مقاله بقوله :
يا حبيب تومي مهما حاولت نشر سمومك بين ابناء الشعب فلا تسمم الا نفسك وستبقى القومية الآشورية مقدسة وستبقى انت امام التاريخ مذهب ومذهب ومذهب .. نعم درجت في الدستور كقومية ولكنني واثق من نفسي ومن قول الحق بأنك تضحك على نفسك وتقول احقاً من المذهب الى القومية فحالك كحال صدام من القصور الى الجحور ... من القصور الى الجحور والسلام التوقيع شموئيل نوئيل سركيس .
وثمة مقالا اخراً بقلم الأخ عماد يلدا عنوانه :
الأستاذ حبيب تومي والوعي القومي .. كوجا مرحبا ؟
ومقال اخر بقلم الأخ وليم هوما عنوانه :
نقد النقد ( قراءة نقدية في كتاب هرمز .. صفحات مطوية .. ويختم مقاله بقوله :
ايها المارقون على امتكم ترددون ما يردده اعداؤها فكفاكم نكراناً لاصلكم الآشوري وان الآشوريين الذين تقززت نفسك منهم كما ادعيت ذات مرة لقساوتهم ، هم ارحم من الكلدان الذين قاموا بدور يهوذا الأسخريوطي للقضاء على ابناء جلدتهم الآشوريين الذين كانوا سنداً لهم ليس الا .
ثم المقال الذي نناقش اليوم فحواه ، وهو مذيل بتوقع المجلس الكلدواشوريالسرياني القومي في سان دييغو يقول :
عندما كان المدعو قيس ساكو وصديقه المناضل الشيوعي السابق الفرار والقومي الطائفي الجديد حبيب تومي ...الخ
التوقيع المجلس الكلدواشوري السرياني / سان دييغو
ولا نريد الأطالة في هذه الأقتباسات التي نأمل ان يزول منها اسلوب التجريح والأنفعال وتتحول الى حوارات واقعية حضارية لكي يتسع المجال لمناقشتها من اجل الأفادة .
رد المجلس الكلدواشوريالسرياني على مقال السيد قيس ساكو
لقد اقتبست بعض الفقرات من مقالات شخصية لكتاب ، لكن رد المجلس الكلدواشوريالسرياني القومي على السيد قيس ساكو لم يكن بريئاً من عنصر الأنفعال ، فالرد مذيل من قبل المجلس أي ان جميع اعضاء المجلس مقتنعين بفحوى الرد ولهذا السبب كان ينبغي ان يكون الرد فيه شئ من الدبلوماسية على الأقل باعتباره ليس مزاجاً فردياً .
بدءاً اقول : ان ردي هذا ليس إنابة عن الأستاذ قيس ساكو ، لكن حشر اسمي وإقحامه في المقال من غير مناسبة او مبرر قد حفزني على كتابة هذا الرد .

 نماذج من العبارات وردت في رد المجلس
ــ تشكل اخيراً ما يسمى بالمنبر الديمقراطي الكلداني ..
ــ .. وشكلوا مع بعض المتطرفين الآخرين من الآثوريين / السريان ما يسمى بقائمة النهرين [ اسقط اسم وطني من اسم القائمة !! ]
ــ ناسين او متناسين بأن لشعبنا ذاكرة قوية تختزن كل شئ ليوم الحساب [ كذا ] ..
ــ يتهجم [ المدعو ] قيس ساكو وقبله مسؤول منبره السيد سعيد شامايا ( الذي قدم استقالته من المجلس الكلدواشوريالسياني في بغداد وقبلت من قبل جميع اعضاء لجنة السكرتارية وبدون اية مناقشة ) ...
ــ عندما كان المدعو قيس ساكو وصديقه المناضل الشيوعي السابق الفرار والقومي الطائفي الجديد حبيب تومي يستسلمون لاندثار ... الخ
ان هذه العبارات وغيرها مما ورد في الرد يفصح بوضوح عن الحالة الأنفعالية التي رافقت كتابة هذا المقال ..
هنالك مثل يقول : إذا ضعفت حجج الشخص زاد رنين مفرداته ، حيث يعجز رد الكلمة بمثلها فيلجأ الى طرق اخرى بعد ان اعيته الحجة . والآن نأتي الى تفكيك المقال وباختصار شديد لكي لا نرهق القارئ الكريم بجدل عقيم .

أولاً :
ان المنبر الديمقراطي الكلداني تم تأسيسه من قبل نخبة من ابناء شعبنا وكان لهم من حق الأختيار ما لغيرهم من المواطنين العرااقيين سواء كانوا في داخل الوطن او خارجه ، ولا اهمية لما يذكر ان هذا التنظيم او غيره قد تأسس بعد او قبل سقوط الحكم الدكتاتوري . ولا اعتقد ان المجلس المذكور في سان دييغو يملك حق التحكم بحرية الأختيار او حرية الأنتماء عن مواطنين عراقيين . تحضرني الفكرة حينما سقط الحكم الملكي وكانت نفس النغمة تتردد للتمييز بين المنتمين الى الحزب الشيوعي قبل ثورة 14 تموز وبعدها ، وقد اثبتت الحوادث ، ان هذا التمييز لم يكن موضوعياًً إذ اثبت المنتمون الى الحزب بعد الثورة صلابة وكفاءة لا تقل عن الآخرين .وإذا عملنا في هذا المقياس سيكون محظوراً ان تتأسس احزاب اخرى في العراق ما عدا تلك التي حضرت مؤتمر المعارضة في لندن ، ان هذا المنطق لا يستقر على ارض الواقع . وعلى المجلس الكلدواشوريالسرياني ان يكف عن ترديد هذه الحجة الواهية والتي اكل عليها الدهر وشرب .

ثانياً :
النقطة التي اثيرت عن السيد سعيد شامايا الذي قدم استقالته من المجلس الكلدواشوري وقبلت من جميع اعضاء لجنة السكرتارية وبدون مناقشة ..
كان ينبغي ان تذكروا هذا الحادث وأنتم في صدد الدفاع عن المجلس الكلدواشوري في بغداد ، إذ ان هذا الأجراء بحق السيد شامايا ، يدل بجلاء على افتقار المجلس المذكور على روحية التفاهم والديمقراطية والوفاء . لا احد يستطيع ان ينكر جهود السيد سعيد شامايا في خدمة لغتنا الكلدانية وأدبنا وفننا ، وجمعية اشور بانيبال الثقافية ونادي بابل الكلداني ومدننا وقرانا الكلدانية تشهد على ذلك ، فكان يجدر بالمجلس الكلدواشوري ان يناقش الرجل ، وهذا جزء من التفاهم المطلوب في مثل هذه الحالات . وكذلك كانت روح العمل الديمقراطي تقتضي مناقشة الموضوع مع الشخص المستقيل ومع اعضاء المجلس لكي يبدي كل شخص برأيه ، ومن هنا فإن هذا القرار يشخص انفعالية المجلس المذكور وافتقاره الى الأسلوب الديمقراطي في معالجة الأمور وفي تعامله مه اعضائه .
وأخيراً كان ينبغي الوفاء لهذا الرجل الذي قدم خدماته وتضحياته حتى لو كان مخطئاً في نظر المجلس ، فمن يخطأ يجب ان لا يرمى في الشارع .

ثالثاً :
النقطة الأخرى التي اردت مناقشتها في هذا المقال المنفعل بكل المقاييس ما ورد :
عندما كان المدعو قيس ساكو وصديقه المناضل الشيوعي السابق الفرار والقومي الطائفي الجديد حبيب تومي يستسلمون لمقولة اندثار لغتنا السريانية الحبيبة كان الأصلاء من القوميين القدامى يتعلمونها وينشرونها بكل الوسائل المتاحة في الداخل والخارج .
اقول :
الغريب العجيب في مؤدلجي النظريات القومية والدينية ، انهم ينصبون انفسهم اوصياء ووكلاء على المبادئ والقيم ، فالأسلاميين مثلا يعتبرون انفسهم وكلاء ومنفذي شريعة الله على الأرض وكأن بقية المسلمين على الأرض لا شأن لهم بالأسلام . وهذا ينطبق على ادلجة الفكر القومي ، فالبعثيون يحسبون انفسهم قوّامون على القومية العربية ، وأنهم معنيين بالدفاع عنها .
وفي هذا المقال نقرأ نفس النغمة عن [ الأصلاء من القوميين القدامى الذين تعلموا لغتنا ونشروها بكل الوسائل ...في الخارج والداخل ..الخ ] .
اعتقد ان هذه [ المزايدات ] لا معنى لها ، ان لغتنا حفظت عبر القرون منذ سحيق الأزمنة من دون وجود المجلس [ الكلدواشوريالسرياني ] القومي . ان التعليم السرياني في كردستان العراق كانت تنهض به وزارة التربية في كردستان العراق [[ للمزيد حول هذا الموضوع انظر مقالة القس المهندس عمانوئيل يوخنا على موقع عنكاوا تحت عنوان ما هكذا تورد الأبل يا سيدة حنان ]] .
اما الكلام اللامسؤول الذي سطره المجلس المذكور بحقي من غير داع ودون مناسبة ، فـأعتبره كلام ليس فيه ما يستحق التعليق او الرد .
فقرة غريبة وردت في مقال المجلس :
لو كان هؤلاء القوميون الجدد والماركسيون القدامى بقوا على مبادئهم لكنا بقينا على [ احترامهم ] اما ينقلبوا بين ليلة وضحاها فهذا لا نستطيع استساغته ... الخ وهم يرددون نفس النغمة الشيوعي السابق وما الى ذلك .... الخ
اقول :
ان معلوماتي الشخصية عن الذين اعرفهم في المجلس الكلدواشوري او المنظوين الى تنظيم الزوعا ، ان ما اعرفه عنهم ان معظمهم كانوا من الماركسيين ومن الكوادر الحزبية الشيوعية ليس على نطاق المنطقة انما على نطاق العراق ايضاً .
اسأل كاتبي هذا المقال : لماذا يحق لهؤلاء الأنتماء لحزب الزوعا او الى المجلس التابع لها ؟ ولماذا تضعون التابو على خياراتنا ؟
انني شخصياً رجل مستقل لم انتمي الى أي حزب كلداني او غيره ، انما انا احدد هويتي الكلدانية ، ما هو الذي اثار حفيظتكم ؟ اين يكمن مكمن انفعالكم ؟
انكم تحرمون علي الأنتماء الحزبي وتحديد الهوية القومية ، وتحللوه لمن انتمى لحزبكم من الشيوعيين السابقين ، وهل تعتبرون هذا منطق يا مجلس الكلدواشوري في سان دييغو ؟
من كان من الكوادر في الحزب الشيوعي ومن اعلى المستويات يحق له الأنتماء الى حزب الزوعا ولا يتعارض مع افكاره الأممية . ولكن ان يبقى الشخص مستقلا او يرتبط بحزب كلداني او سرياني سرعان ما تسلطون عليه اسهم الأتهامات من الخيانة والأنفصالية والقومي المتعصب وغيرها . الأخوة في المجلس الكلدواشوريالسرياني في سان دييغو :
خطابكم الذي يقول اننا شعب واحد انا تفق معه ، لكن ان تصيّرونا في حزب واحد فهذا غير مقبول وهو موضع خلاف بيننا . يمكن ان اتفق معكم ان شعبنا يعاني من داء الأنشطار ، ولكن الوحدة لا تعني التدثر برداء الحزب الواحد او الحزب المهيمن ، وأقصد هنا الحركة الديمقراطية الآشورية [ الزوعا] ، فلكي تتحقق الوحدة القومية لا يعني ان نكون جميعاً زوعاويين .
بنظري : ان هويتنا تتعرض الى خطر الأضمحلال والأنقراض ، والأهم ان نقوي وشائج الانتماء لهذه الهوية ، ويجب ان نعلم ان الأنتماء ليس محصوراً في الأسم ، فالكل يعرف إن قلنا له اننا كلدان او سريان او اشوريين فيعرف انها تسميات لشعب واحد ، فلا يحق لأحد من هذا الشعب وضع هذه الحدود الأسمنتية ، كما لا يحق لطرف من الأطراف وضع نظرياته قيد التداول وتحريم الآراء والأفكار الأخرى .
أخيراً : آمل ان تعدلوا في خطابكم عن صحراء الأنفعال وتجنحوا الى واحة الأعتدال .