موقع الناس     http://al-nnas.com/

مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة !

 

حبيب تومي / اوسلو

الثلاثاء 28 /2/ 2006

مقدمة
إذا توخينا الدقة فإننا نستثني كردستان العراق من المعادلة الفوضوية التي تسود مناطق العراق قاطبة ، ان معادلة الدمار والفوضى تشمل عمليات التصفية والأغتيالات والقتل العشوائي والتفجيرات والمفخخات والأحزمة الناسفة وعمليات الخطف والتهجير والأغتصاب والأبتزاز .. وهلم جراً من قائمة انواع الشرور والرذائل والعنف التي عرفتها ومن ثم نبذتها المجتمعات الأنسانية .
اننا نقف على فوهة بركان لحرب اهلية طائفية قذرة ، وهي قذرة بكل المقاييس باعتبارها قائمة بين أخ وأخيه أي بين العراقيين انفسهم ، ومثل هذه الحرب لا سمح الله ان نجح الأرهابيون في اشعالها ، ستأتي على الأخضر واليابس .

كردستان ارض التوافق والسلام
لقد كانت كردستان تشكل مصيف العراق ، وأصبحت هذه المنطقة لعقود مسرحاً لعمليات عسكرية للجيش العراقي ضد الشعب الكردي الذي كان يطالب بحقوقه على العراق .
اليوم اصبح اقليم كردستان منطقة وئام وسلام وتفاهم بين كل الأطياف والأطراف السياسية الناشطة في الساحة . وتستقطب المنطقة بمبادرة الرئيس العراقي جلال الطالباني وألأستاذ مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان ، مختلف التيارات السياسية للتباحث ووضع الحلول لمختلف القضايا الساخنة في العراق ، ويبرهن الساسة الأكراد على انهم يسعون توجيه بوصلة الأوضاع في العراق في الأتجاه الذي يخدم وحدة العراق ويعمل على بنائه وإعادة مكانته الريادية في التنمية والبناء والتجارة والصناعة والزراعة والرياضة والفنون والثقافة ....
ان اقليم كردستان نقطة مضيئة في سماء العراق ، وإن مصلحة العراق الحقيقية تكمن في ارساء قواعد السلام والمحبة بين ابنائه ، ان السيد رئيس الجمهورية مطلوب اكثر من أي وقت آخر في ايقاف الأنحدار الخطير نحو حرب عراقية ـ عراقية يتحمل نتائجها شعب العراق المنكوب .

الحكومة المنتخبة
حكومتنا المنتخبة لا شك انها تقوم بواجبها وتعمل على استتباب الأمن وتقديم الخدمات للمواطن العراقي ، لكن إذا كانت تقاس الأعمال بنتائجها فإن الحصيلة النهائية لما حققته الحكومة تبدو باهتة في مجال تقديم الخدمات العامة ، وعلى نطاق استتباب الأمن فإن الحاصل على ارض الواقع يبين ان الحكومة لم تحرز أي تقدم في الملف الأمني ، إن لم يكن قد تدهور نحو الأسوأ ، وتوسع سقف الأرهاب بحيث طال دور العبادة والأماكن المقدسة لكل الديانات في العراق ، وكاد العراق ينحدر في منزلق حرب اهلية طاحنة .
إن حرص العقلاء من الساسة ورجال الدين قد اوقف اندلاع شرارة حرب اهلية طائفية على ارض العراق الجريح .
ان المراقب المحايد يقر ان الحكومة قد ساهمت الى حد كبير في تأجيج المشاعر الدينية فحرصت وشجعت على تحشيد التجمعات الدينية والشعائرية رغم خطورة هذه التجمعات على المجتمعين ، إضافة الى تحجيم وربما عزل القوى العلمانية الديمقراطية العاملة في الساحة السياسية العراقية . ان الحكومة احجمت التركيز على الضرورات الملحة والخدمات العامة والتنمية والبناء التي يحتاجها العراق في المرحلة الراهنة ، وبدلاً من ذلك يوجه الأعلام الحكومي بصورة عامة نحو الأصطفاف الديني والمذهبي والعرقي ، ان هذه المنهجية قد اضعف موقف الأنتماء العراقي والهوية العراقية التي تجمع كل العراقيين حول راية العراق الواحدة ، والذي ينبغي ان يكون قبل أي انتماء آخر . وهكذا تركت سفينة العراق عرضة لأمواج التفرقة والأصطفافات الدينية والعرقية والمذهبية العاتية بحيث رأيناها كادت تتهاوى في منزلقات حرب اهلية ، لها اول ولا يعرف لها آخر ان اندلعت لا سامح الله .
ان قيادة كردستان وكل القيادة العراقية وفي مقدمتها القوى العلمانية الديمقراطية ينبغي عليها ان تتحمل المسؤولية في هذا الظرف العصيب ، ان المحافظة على الخيمة العراقية سالمة من الأطلاقات النارية للنزعات الطائفية ، كفيلة بانتشال شعبنا من خطر الوقوع في الحرب الأهلية التي هي اقذر انواع الحروب وأبشعها على مدار التاريخ .