نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حبيب تومي

 

 

 

 

الأثنين 22 /5/ 2006

 

 

 

هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم اقلياته القومية ؟

 

حبيب تومي / اوسلو


إنه عمل يستبشر بالخير أن يكون لنا مجلس يهتم بهموم الأقليات العراقية فنحن عباد الله ممن صنفت هويتنا من الأقليات العراقية ، قد نفذ مداد اقلامنا وبحّت أصوتنا من الصياح كي ننبّه ( الأكثريات ) العراقية بأننا ابناء هذا الوطن ، ولا زلنا موجودين ونحن اخوة وشركاء لكم ، لكن صدى اصواتنا سرعان ما يتلاشى في الفضاء ويطويه النسيان مع تقادم الزمن ، وهكذا كان قدرنا ان نبادر كل يوم وكل ساعة بالصراخ بأعلى اصواتنا ونقول ( نحن هنا ) لكي نبقى في الذاكرة وننفض عن كينونتنا غبار التهميش والأهمال .

لقد قرأت عبارات وكلمات شعرية على فولدر للتعريف بمجلس الأقليات العراقية ، والشعار الجميل بأغصانه الملونة السبعة تبعث الأمل والتفاؤل في النفس ونقرأ :
إقرار حقوق الأقليات العراقية حجر الزاوية في بناء عراق ديمقراطي موحد ..
الأقليات جذر وطني اصيل ..
الأقليات التي تبرز في كل الميادين كبروز النجوم المحيطة بالقمر ، فانتمائها لتربة هذه الأرض كانتماء الماء الى الطين ..
ونستطرد في القراءة ..
إن الأقليات العراقية هي زهور الزنبق الملونة في الحديقة العراقية الزاهية بشتى الأطايب ... الخ
كلام جميل يبعث الدفئ والأمل في النفس في ليل العراق الطويل المظلم .
ولكن ......
لقد اوردتم بين سطور هذا الكلام الجميل تعابير ومغالطات تاريخية كان ينبغي ان لا تمرروها .
لقد قرأت عن تصنيف الأقليات :
الصابئة المندائيين والمسيحيين الكلدوآشوريين ـ السريان ، الأرمن والشبك والأيزيديين والتركمان والكورد الفيليين .
وورد في مكان آخر : وما الحروب التي نشبت خلال القرن الماضي مع الكورد ( والآثوريين ) وعمليات القمع لمختلف الأقليات بما في ذلك الأقليات الدينية مثل الأيزيديين والكلدوأشوريين السريان ..
وفي المادة السادسة ورد : وفي إطار التعاون السلمي والأخاء الوطني والتسامح الديني واحترام اختيار رأيها بما في ذلك اختيار وحدة الكلدواشوريين السريان كقومية واحدة ...
أقول :
اخواني في مجلس الأقليات العراقية ، أسألكم كيف تدافعون عن الأقليات العراقية ، في حين لم تتكلفوا بمراجعة الدستور العراقي لتقرأوا فيه اسماء الأقليات العراقية ، وعندها ستجدون اسم القومية الكلدانية الى جانب القوميات العراقية الأخرى ؟
هل هكذا يكون الدفاع عن القوميات العراقية بتهميشها وإلغائها من الدستور ؟
من أباح لكم ومن خوّلكم بتهميش وإهمال قومية عراقية اصيلة هي القومية الكلدانية ؟
إن حزب البعث قد همش الأقليات العراقية الصغيرة بحجج باطلة ، وها انتم تلعبون نفس الدور وتلغون بجرة قلم ثالث قومية عراقية هي القومية الكلدانية صاحبة الحضارة العراقية الأصيلة وبنفس الحجج الباطلة التي كان يستخدمها النظام البائد .
أصدقائي الأعزاء في مجلس الأقليات العراقية . لقد كتبت الكثير عن الأقليات العراقية وعن المسيحيين بصورة خاصة واتصلت هنا في النرويج بدائرة الهجرة من أجل ذلك ، كما اني على اتصال دائم مع اصدقاء من مختلف الدول لتشكيل رابطة للدفاع عن المسيحيين في الشــرق الأوسـط .
ايها الأصدقاء الأعزاء هل سمعتم بقومية او شعب لها اسماء مركبة ؟ هل يقبل ضميركم ان يكون اسمنا القومي يقرر من قبل حزب من الأحزاب في فندق من فنادق بغداد ؟
كيف تقبلون بهذه المهزلة وتدعون بأنكم مجلس للدفاع عن الأقليات ؟
أجل ايها السادة ، ان مصطلح الكلدوأشوري قرر في اجتماع في فندق بغداد عام 2003 من قبل حزب الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) ، وحسب الظروف اضاف هذا الحزب كلمة السرياني الى المصطلح السابق ، فاصبح الأسم لهذا الشعب التاريخي قطار من الأسماء المركبة ، وهذا المصطلح ايضاً هو اسم لمنظمة تابعة لهذه الحركة المعروف بالمحلس القومي الكلدوأشوريالسرياني ، اليس ذلك مسخرة أن يقرر اسم لشعب في فندق ، ونترك اسمائنا التاريخية الكلدانيين والآشوريين والسريان بناءً على قرار من حزب من الأحزاب ؟
وكيف تقبلون ان تمرر بحقنا سياسة القطيع وكأننا مجموعات بشرية هائمة ليس لنا رأي او فكر او مشاعر ؟
كيف تقبلون هذه المعادلة المهزلة ايها السادة ؟
نحن الكلدان والسريان والأشوريين والأرمن شعب مسيحي واحد . لكن كل من هذه الأسماء ، له تاريخه وتقاليده ومذهبه ولغته وقوميته ، نحن شعب مسيحي واحد ولكن كل منا يعتز بقوميته ، والقومية الكلدانية مذكورة في الدستور العراقي ، وهناك احزاب ومنظمات كلدانية تعتز بقوميتها الكلدانية ، فكيف ترتكبون هذه المغالطة وتنساقون وراء أفكار أيدولوجية شمولية بألغاء قومية عراقية ؟
لقد ورد في الفقرة سابعاً ما يلي :
يدعم مجلس الأقليات العراقية السيد رئيس المجلس الدكتور حنين القدو عضو الجمعية الوطنية وعضو اللجنة الدستورية للحصول على الأستحقاقات الدستورية لهذه الأقليات ..
والسؤال المطروح لمجلس الأقليات هل الأستحقات الدستورية تعني إقصاء هذه القوميات من الدستور ؟
ألا يجدر بكم وأنتم مجلس الأقليات الدينية والقومية العراقية ان تحترموا إرادة ومشاعر هذه القوميات وقبل أن تدّعون الدفاع عنها ؟
كيف تدعون أنكم تدافعون عن الأقليات العراقية في حين إنكم تلغون قومية عراقية اصيلة من الدستور ؟
لقد استبشرنا خيراً في خلاصنا من الدكتاتورية وها نحن نعود الى نفس المخططات ونفس الأسلوب الأقصائي البغيض .
احتراماً لمشاعر هذا القوم وأخلاصاً لتاريخ العراق وحضارته ، أطلب تصحيح هذا الخطأ بأقرب فرصة وعدم الأنجرار وراء الأفكار والنظريات الأديولوجية الحزبية .