| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حبيب تومي

habibtomi@chello.no

tomihabib@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 1/1/ 2007

 

 

رابي يونادام كنّا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

 

حبيب تومي / اوسلو

الأستاذ يونادم كنا اختير ليكون عضواً في اللجنة التي من شأنها مراجعة الدستور العراقي لأجراء التعديلات المقترحة على هذا الدستور . وسيكون الأستاذ كنا ممثلاً وحيداً لشعبنا في هذه اللجنة .
أن يمثلنا احد أبناء شعبنا في هذه اللجنة مسألة طبيعية لا غبار عليها ، ولكن لا بد من مراعاة حجم او نوعية المسؤولية المناطة بهذه الشخصية لكي يمثلنا بمهنية وحيادية .
المعروف عن الأستاذ كنا يمثل حزباً سياسياً قومياً ، فهو السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية ، وهناك مآخذ كثيرة على الحركة الديمقراطية الاشورية بشأن جدلية التسمية ، والتي كانت حصيلة تعصب الفكر القومي الآشوري .
حيث حاول حاملي هذا الفكر الألتفاف على شعبنا الكلداني في العراق بإلغاء تسميته التاريخية الكلدانية وتحجيمها وتحويلها الى تسمية لكنيسة او مذهب كنسي ، مع علمهم اليقيني بأنه لا يوجد هناك مذهب كنسي كلداني ، كما لا يوجد مذهب كنسي آشوري .
الحركة الديمقراطية الآشورية التي يتزعمها الأستاذ كنا حاولت في البداية ، إلغاء الكلدانية من القاموس القومي العراقي ، فوضعت الآشورية لوحدها في مسودة الأحصاء مرددةً نفس النغمة التي تبلغ تخوم السخف والسطحية من ان " الآشورية قومية والكلدانية مذهب كنسي " فالحركة كغيرها من الأحزاب والمنظمات الآشورية ، لا تحمل المصداقية والشفافية في تعاملها مع القومية الكلدانيـــة والشعب الكلـداني ، وهكذا تراودنا الشكوك في ان يتسم السكرتير العام لحزب آشوري بالحيادية والحرفية المطلوبة في هذه المواقف ، وأن يمثل الجميع بدون أنحياز .
لقد ثبت ذلك حينما حاول السيد يونادم كنا تثبيت الآشورية فقط وإلغاء كل التسميات الأخرى ، أي ان الأستاذ كنا هو طرف في الموضوع له أديولوجية قومية يسعى الى تمريرها وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون الشخص نفسه قاضياً وخصماً وحاكماً .
وبعد ان اتضحت نوايا الحركة بإلغاء الجميع وإبقاء الآشورية لجأت الى مناورة خلق تسمية هجينية وهي الكلدوآشورية ، ولا يوجد شعب بالعالم يتكون من اسم مركب ثنائي او ثلاثي ، لكن الحركة كما هو معلوم عملت المستحيل من أجل تمرير هذه التسمية المركبة التي تشوه تاريخنا .
لهذا فإن مهمة التمثيل لشعبنا ينبغي ان تناط بشخصية كلدانيــة او سريانيـة . السبب الوجيه لذلك أن الأحزاب الآشورية لا يوجد بينهم معتدلين في هذا الشأن إنهم يعملون المستحيل من أجل إلغاء الكلدانية كقومية عراقية ، ولهذا لا يمكن أن يكون السيد كنا محايداً في هذا الشأن ، إذ منذ دخولهم الأراضي العراقية في اعقاب الحرب العالمية الأولى الى اليوم يعمل مفكريهم على إلغاء الكلدانيـــة من القاموس القومي العراقي .
إن رابي يونادم كنا كشف عن فكره الأقصائي حينما زار الولايات المتحدة ، وفي حضور نخبة كبيرة من الكلدانيين تجرأ على نفي وجود القومية الكلدانية حينما زعم بعدم وجود حجر او نقش مكتوب عليه الكلدانية ، ناسياً او متناسياً المدونات الآشورية نفسها وحوليات الملوك الآشوريين والكتاب المقدس الذي يشير عظمة الكلدانيين . إضافة الى ان هذا الفكر الأقصائي يتناقض مع لوائح حقوق الأنسان بحرية الأخيار والأنتماء الديني والقومي واللغوي والأثني .
نقرأ في المقابلة التي أجراها مندوب عنكاوا في بغداد السيد فادي كمال يوسف مع رابي يونادم كنا حيث يقول الأخير : أن الدستور العراقي يقسمنا الى شعبين بوضع الكلدانيــة والآشورية .
أقول :
نحن كلدانيين وآشوريين وسريان ، نحن شعب واحد ، إن هذه حقيقة منطقية كانت سائدة عبر التاريخ ، ولم تنشأ من وجود هذه الواو بين تسمياتنا أي حرب او أغتيالات او أعمال خطف ، او قصف بمدافع المورتر او عمليات تهجير ، بين مكونات شعبنا ، لقد كنا أخوان فلماذا هذا التهويل ؟ إنها حالة إما تكمن وراءها غاية ، وإلا فإنها حالة عبثية لا تعني أي شئ على أرض الواقع سواء حذفنا الواوات او تركناها بدون حذف ، لقد كانت هذه الحالة قائمة عبر التاريخ ما الذي استجد اليوم ؟
فهل كنا طول هذا التاريخ ثلاثة شعوب ، وعندما نحذف واو العطف هذه سنتحول الى شعب واحد ؟ إنها حسابات لا تعني شيئاً ، إن لم يكن هناك مآرب خلف هذا الحذف .
إذا كان رابي يونادام كنا يتسم بالحيادية والحرفية عليه ان يراعي مشاعر شعبنا في تثبيت اسمائنا الرائعة في دستور العراق : الكلدانية والآشورية والسريانية ، فإذا كانت حركته حركة ديمقراطية كما هو واضح من اسمها ، فينبغي أن يؤمن زعيمها بالديمقراطية وبحقوق الأنسان ، ونحن نجزم باعتباره رجل علماني يؤمن بحرية الفكر وحرية الرأي ولائحة حقوق الأنسان من حرية الأعتقاد وحرية الأنتماء ، وإذا كان الأستاذ يونادم كنا يحمل هذه الأفكار السامية ، ونحن نعترف بأنه يحملها ، فلابد ان يؤمن بحريتنا نحن الكلدانيين وحرية اختيارنا الأنتمائي ، فنحن قوميتنا كلدانيــــــــة وليست كلدواشورية ، فنتسـاءل كيف يجري إجبارنا على تغييـر انتمائنا القومي بالقوة نحن في القرن الواحد والعشرين وليس في القرون الوسطى المظلمة ؟
ونحن نقر بحرية الأنسان في التفكير والأنتماء ، وهل الكلدانيون العراقيون لا يحق لهم ان يكون لهم حقوق الأنسان أسوة ببقية البشر في هذا الكون ؟
إن الأستاذ كنا ينبغي ان ينطلق من هذه الزاوية التي تعني بحرية وحقوق الأنسان ، وإلا كيف نوافق ان يكون السيد كنا هو القاضي والخصم والحكم ؟
وإذا حاول وحرّف إرادة شعبنا الكلـداني فالتاريخ سيحاسبه باعتباره قد استغل موقعه من أجل طمس وألغاء تسمياتنا الجميلة ، وسوف لا يفرق ذلك من موقف أي قومي شوفيني .
ونتمنى ان لا يحدث ذلك .