| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي فريد التكريتي

hadifarid@maktoob.com

 

 

 

 

الأربعاء 8/8/ 2007

 


 

ما الحل ...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!


هادي فريد التكريتي  *

الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه ، تميز ، ولا يزال يتميز ، عن باقي الأحزاب الوطنية والديموقراطية ، بكونه مدرسة للوطنية وقاعدة صلبة لها ، تخرج منها أو مر بها العديد من قيادات وكوادر الأحزاب العراقية ، بغض النظر عن برامجها وأهدافها ، أوفلسفتها ، كما هي القومية أو العنصرية ، كما أن الحزب ، منذ انهيار الإتحاد السوفيتي ، قائد المعسكر الإشتراكي ، تحرر من السيطرة على قراره وسياسته ، ولأول مره في تاريح الحزب ، تنشر وثائقه للمناقشة العامة ، وهذا دليل على أن فكره ونهجه السياسي ، وحياة أعضائه الداخلية ، على حد سواء ، ما عادت سرا ، أو محظورا نقدها أو الكشف عنها ، فمنذ المؤتمر الخامس وحتى المؤتمر الثامن ، كانت هناك شفافية في النقد والمراجعة وكشف الأخطاء ، وتقديم الكادر لمختلف المهام ، وانتخابه لكل منظمات الحزب ، تختلف جذريا عما كان عليه الأمر قبلا ، عندما كانت قيادة المخضرمين ، منذ سقوط جمهورية تموز في العام 1963، تسيطر على قيادة الحزب ، وتحصر فيما بينها توزيع المهام والمناصب الحزبية في الداخل والخارج وتتقاسمها ، كما أنها كانت تعد بدقة وبراعة ، صياغة شروط المندوبين للمؤتمرات ، لتمثيل المنظمات ، بحيث كانت تعيق وتستثني كل من لم يكن مرغوبا في حضوره ، من ' المشاكسين ' الذين يتمتعون بثقة منظماتهم في مجالات عملهم من خطوط عسكرية ومدنية ، على الرغم من التزامهم بكل قواعد العمل الحزبي ـ السري ، وبذلك حرمت هذه القيادات الحزب ومنظماته ، الكثير والكثير ، من أجيال الشباب وكوادر المناضلين ، وحتى أبعدت ' قسرا ' البعض منهم بحجة ' التطرف' و' والتروتسكية ' وبذلك كانت هذه القيادات والموالين لها ، لم تخرق فقط ، بنود النظام الداخلي ، الذي يعطي الحق للعضو البقاء في الحزب طالما هو ملتزم بساسية الحزب المعلنة ، ونظامه الداخلي ، وإنما أوقعت ، هذه الأساليب الخاطئة ، الحزب في أخطاء قاتلة ومميته ، نحن بغنى عن تعدادها ، ولم نسمع آنذاك من هذه القيادات ، والمدافعين عن نهجها حاليا ، احتجاجا أو نقدا لهذا السلوك والتصرف المجافي لأبسط المبادئ التي يقرها النظام الداخلي ، كما أننا لم نسمع ولم نقرأ حتى اليوم ، من عناصر تلك القيادات والموالين لها ، ا! لذين يناصبون اليوم الحزب العداء ، من هو المسؤول ، عن تلك السياسات الخاطئة التي نعيش مأساتها حتى اللحظة ، ولم نجد حتى شجاعة نقد ، أو تلميحا باعتراف البعض منهم ، في مساهمته برسم تلك السياسات الخاطئة أو الموافقة عليها ، بينما يطالبون لأنفسهم بحق التشهير بشخوص قيادات وسياسة الحزب ، التي أقرتها مؤتمراته ، من على منبر الحزب ،وهم خارج صفوف الحزب ، لعدم انطباق مواد اللائحة الداخلية عليهم التي تنص عليها شروط العضوية :
1 ـ يقر ويسترشد ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي .
2 ـ يعمل في إحدى منظماته .
3 ـ يدفع بدل الإشتراك المقرر .

وبعد ، هل يحق لمن لا تنطبق عليه هذه البنود من اللائحة الداخلية أن يدعي عضويته في الحزب ، بغض النظر عن المدة السابقة ، أو السنين الطوال التي قضاها داخل صفوف الحزب ، أو متابعته لسياسة الحزب دون التزام بالتنفيذ ؟

لو كل شخص ترك الحزب ، لمختلف الأسباب ، أو لم تنطبق عليه بنود النظام الداخلي ، واعتبر نفسه عضوا ضمن صفوف الحزب الشيوعي حتى اللحظة ، لضاق بهم المقام ، أولا ، ولما وصل بنا الحال على ما هو الحال عليه ، ثانيا ، فالموقع الحقيقي للشيوعي الملتزم ، وهو الحل كذلك ، ما قاله المرحوم الرفيق زكي خيري ، عضو المكتب السياسي الأسبق ، في يوم من الأيام ردا على سؤال للخروج من الحزب وتشكيل حزب شيوعي غير انتهازي "..ثقتي بقدرة الشيوعيين العراقيين داخل الحزب من تعديل سياساته وتحريره من الانتهازية .." إذن هذا هو الحل وهو الطريق الصائب والصحيح ، التغيير من داخل الحزب وليس من خارجه ، دون التشهير بقياداته المنتخبة ، سواء ارتضينا بهذه القيادات أم لا ، فهي منتخبة بإرادة المؤتمرين ، وعلينا احترام إرادتهم وما قرروا ويقررون ، وهؤلاء يتمتعون بثقة الحزب ومنظماته ، أكثر مما كان أيام وزمان ، على عهد الرفيق زكي خيري ، فهل نتعظ بما واكبنا من قيادات ، لم تفصح عن أسباب خذلانها لجماهير الحزب والشعب ، على حد سواء ، ! وعشنا بتاريخ حزبي ، لم تجرأ قيادة ما على كتابته ، بشكل رسمي ، حتى اللحظة لتضع النقاط على الحروف ، لتعطي كل فترة اجتزناها ، حقها ، ما لها وما عليها ، على الأقل لتلقم الانتهازيين والمدعين حجرا ، وتؤشر الحق للمناضلين ، من شهداء وأحياء ..!

8 آب 2007

* عضو اتحاد الكتاب العراقين في السويد