موقع الناس http://al-nnas.com/
باقة من الورد ..للحزب الشيوعي العراقي في عيده ..!
هادي فريد التكريتي
الأربعاء 29/3/ 2006
في مطلع كل ربيع تتجدد الذكرى العطرة لتأسيس الحزب الشيوعي
العراقي ، وفي ذكرى التأسيس ، الثانية والسبعون ، تنتصب شامخة هامات ، الرجال
والنساء ، الرفاق والرفيقات الأوائل ، الذين أقدموا على وضع اللبنة الأولى في
بناء هذا الصرح العملاق ، فكرا وتنظيما ، وهم الذين عمدوا مسيرته بتضحيات هانت
دونها الدماء ، لتبقى أفكاره ومبادُئه منارة ضوء شامخة تهدي الطامحين لغد
التحرر والحرية . في مثل هذا الوقت من كل سنة ، تضج بيوت الشيوعيين ، بالهلاهل
والزغاريد ، رغم ما تعانيه من أحزان ، على الشهداء الذين طرزوا درب المسيرة
بدمائهم ، وفي مثل هذا اليوم تصدح أغاني الشعب ، على ضفاف وشواطئ أنهار الوطن ،
كما في سهولة وأهواره ، في وديانه وجباله ، موشاة بألحان وموسيقى مكونات شعبنا
، حيث تمتزج لغات الوطن ولهجاته ، بشفافية وعذوبة مع بعضها ، كلدانية ، آشورية
، كوردية ،عربية ، تركمانية ، مكونة بانسجام تشكيل نسيجها ، الديني والقومي
والطائفية ، دون! أن يتعب تشكيلها البصر ، أو يخدش لحنها أذن مستمع . في مثل
هذا اليوم العظيم ، تسمو وتتعالى مشاعر وأحاسيس الجميع ، الأمهات والآباء ،
الأبناء والبنات ، الأحفاد والأسباط ، فوق معاناة الواقع وآلام جراحه ، وتتشابك
اراداتهم المثابرة في عزم وتصميم لتتجاوز مثبطات الظرف الراهن ، لمواصلة الجهد
واستكمال خطى الدرب ، التي بدأها رواد الحزب الأوائل ، والذين ساروا على هديهم
، من الرجال والنساء ، العمال والفلاحين ، الكتاب والشعراء ، المثقفين
والفنانين ، الطلبة والشباب ، التجار والكسبة ، الجنود والضباط ، شغيلة الفكر
واليد ، وغيرهم الكثير من بني الشعب العراقي ، الذين ساهموا في شق مجرى نهر
ثالث للعراق ، أسموه ' الحزب الشيوعي العراقي ' ليروي ضمير وفكر الشعب ، التواق
للعدل وللحرية والمحبة .
منذ اثنين وسبعين عاما ، والحزب الشيوعي ، يحث الخطى باتجاه التأسيس لحكم وطني
ديموقراطي ، وفق دستور يضمن الحرية للجميع ، ورغم كل ما ناله وأصابه من عسف
وإرهاب ، من أنظمة حكم رجعية فاشية وعميلة ، لم تتزعزع ثقته بالشعب ، ولم يكل
نضاله أو تفتر عزائم رفاقه ، من اجل تحقيق شعاره العتيد ' وطن حر وشعب سعيد ' .
وسيبقى الحزب نخلة شامخة في أرض الوطن ، يحظى بعطف ومحبة كل العراقيين الوطنيين
، بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم .سيبقى الحزب الشيوعي ، طودا شامخا ،
وبناء راسخا ، تتحطم على صخرة صموده ووحدته رغبة الأعداء في النيل منه ، وأمام
جبروت مقاومته ، فكرا وإرادة ، تلاشت ، وتتلاشى ،كل محاولات الأعداء لاقتلاعه
من تربة الوطن ، أومن قلوب أبناء الشعب ، لنهجه الوطني ، وانحيازه الكامل لجانب
الشعب ، في الدفاع عن مصالحه الوطنية ، وتحسين أوضاعه الأمنية والمعاشية ، لذا
فهو يثير حفيظة الأعداء عليه ، من أعداء التقدم والحرية والعدالة ، و! يحظى
بحقد وكراهية كل أعداء الشعب والوطن ، من عملاء وقوى حاقدة ، رجعية وطائفية
وعنصرية . الحزب تعلو قامته وتنغرس جذوره في أعماق ذاكرة الشعب ،وهو يفاخر
بنهجه ، نهج تحرر وتحرير الشعب ، وخلاص وطنه من كل أجنبي من على أرضه .
لا خوف على هذا العملاق وهو يبحر ، بعد إثنين وسبعين عاما ، وسط رياح عاتية
شوهاء ، تهب عليه من اتجاهات متعددة ومختلفة ، محاولة تمزيق أشرعته ، وتحطيم
دفة قيادته ، فمنذ انطلاقته ، وهو قد خبر أحوال المحيط وأهله ، وتمرس في عراك
الخصوم ، وكثيرا كانت معاركه ، وفي كل منازلة كان يخرج مرفوع الهام منتصرا
الفكر ، بالرغم من جراح أدمت أعضاء من جسمه ، فكل معركة لم تصب منه مقتلا ،
تغيض أعداءه ، وتمنحه عزما أشد وأقوى لمواصلة المسيرة ، وحتما سيحقق الظفر ،
طالما هو بين مكونات شعبه يحيا ويتنفس ، يستمد منهم قوته وقدرته على مصارعة
الموج ، ومقاومة رياح السموم الغادرة ، وستتكسر حتما كل نصال البغي والحقد
والزيف ، على وحدته وتماسكه ، من أي جهة أتت ، وسيبقى صوته مع صوت الجماهير ،
هادرا بنشيد سنمضي إلى ما نريد ، يرعب أعداء الوطن والفكر التقدمي الحر ! ..!
عاشت ذكرى انبعاثه متجددة كل عام
المجد والخلود لشهدائه ، شهداء الشعب !