| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي فريد التكريتي

hadifarid@maktoob.com

 

 

 

 

الثلاثاء 27 /12/2005

 

 

 أين الديموقراطية ..؟

تضامنا مع سجين الفكر والرأي د. كمال سيد قادر

 

هادي فريد التكريتي

ليست الديموقراطية كلمات نلوكها ، أو شعارات ، قومية ، كاذبة نختبئ وراءها ، ولن تكون مقاسات نفصلها ، وفق أهواء هذا الحاكم أو ذاك ، إنما هي إيمان بقدسية الكلمة ، الحرة والنزيهة ، الهادفة لتغيير واقع فاسد ، يقولها المثقف الحر ، المتجرد من موالاة السلطة ، وغير الطامع فيها بمنصب أو مال . لهذا المثقف كل الحرية أن يبدي رأيه في بناء دولته وخدمة شعبه وفق رؤاه ، وله الحق الكامل والمطلق أن ينتقد ما يراه من ممارسات خاطئة تمارسها سلطة أو حاكم ، تؤثر سلبا على حياة المواطن وحريته ، وتحد من آفاق تقدم وتطور شعبه .

أي انتهاك لحرية الكاتب المثقف ، المنزه عن القصد والغرض السيئ ، هو انتهاك لمعايير الحرية التي ننشدها ، وسخرية بالمبادئ الديموقراطية التي نتوق لترسيخها في مجتمعاتنا ، مثل هذه الأساليب ، تجب مقاومتها ، إدانتها ، والوقوف ضدها ، بكل حزم ، دون مداهنة أو تزلف للحاكم وسلطته ، مهما كان وأينما تواجد ، فما هو حاصل للكاتب والمثقف الدكتور كمال السيد قادر ، يتنافى مع القيم الديموقراطية التي تدعيها السلطة الكردستانية في أربيل ، فليس هناك من مبرر للحكم عليه ، سوى قلمه ورأيه ، الذي وظفه لخدمة شعبه وفق ما يراه كمثقف ، سواء أكان هذا يتوافق مع رغبة الحاكم أم يناهضها ، وإلا أين هي الديموقراطية ، إن لم تكن في الرأي الآخر ، نتقبله ونناقشه ، إن كنا لا نشعل الشموع إلا للحكام والحوشية المتزلفين ، فلن نكون قد اتعظنا بالحكم القومي الفاشي ، كما يعني أن الأوضاع في كوردستان قد تسير بذات النهج ..

على كل الشرفاء الذين تعز عليهم الديموقراطية ، والكلمة الحرة الشريفة ، كما تعز عليهم نجاح التجربة الفدرالية ' الاتحادية ' في كوردستان أن يدينوا الحكم الصادر بحق هذا الكاتب والمثقف التقدمي ، د. كمال سيد قادر ، والمطالبة بإطلاق سراحه فورا ، والاعتذار له ولعائلته ، مع التعويض على ما أصابهم من ضرر ، أما المناشدة بالعفو ، والإحسان لمن أساء ، الصادرة من بعض الكتاب ، فما هي إلا التماهي مع العسف الواقع على المثقف وتكميم فمه وكسر قلمه ، وإرغامه على تسخير هذا القلم بأتجاه منافي لحرية الرأي والمعتقد ، وللديموقراطية وحقوق الإنسان ، فالحكم بسجن مثقف كل ' جريمته ' رأي وفكر لا يرضى عنه الحاكم ، يعتبر أمرا مناهضا للديموقراطية وحرية الرأي ، يجب أن يتوقف حالا ، وعلى كل المثقفين إدانته تضامنا مع الدكتور كمال سيد قادر ..!