موقع الناس http://al-nnas.com/
تفجير المراقد المقدسة ..والقادم أدهى وأمر ..!
هادي فريد التكريتي
الأربعاء 22 /2/ 2006
تفجير مرقد الإمامين علي الهادي
والحسن العسكري في مدينة سامراء، عمل بشع ومدان ، فهذا المرقد ، كغيره وعلى مر
العصور ، من مراقد الأئمة المقدسة ، عند كل الطوائف العراقية ، أقدمت على تفجيره
صباح هذا اليوم ، فئة حاقدة وحقيرة ، من قوى التكفير والضلالة ، قادمة من خلف
الحدود ، حدود الحقد والكراهية والتخلف ، ارتكبت ، هذه الفئة ، جريمتها البشعة
مدفوعة بهوس ديني ـ طائفي ، أعمى وحاقد . هذا العمل الخسيس والجبان ، الذي أريد منه
وله ، إشعال فتنة طائفية ، بين أكبر الطوائف المكونة للشعب العراقي من الشيعة
والسنة ، لم ولن يكتب له النجاح ، وإن كان قد خلف ندوبا مؤسفة ، إلا أنه لم ولن
يحقق لهم غرضهم وما يرمون إليه ، فوحدة طوائف الشعب العراقي قديمة وراسخة ، تستمد
من تراث العراق الوطني ، تماسكها وصمودها ، ومقاومتها لعوامل الفرقة والخلاف ، ولن
تستطيع أية قوة مجرمة ، ومهما كانت قدرتها على القتل والتدمير ،لن تنجح من اختراق
النسيج العراقي المتماسك . ولم يقدم هؤلاء المجرمون والقتلة ! ، على مثل هذه
الجريمة النكراء ، إلا بعد أن فشلت كل جرائمهم السابقة التي اقترفوها ، بحق أبناء
الشعب العراقي ، عن طريق القتل والتفجير والتفخيخ ، والتي لم تحقق لهم أغراضهم
الدنيئة وما كانوا إليه يهدفون ، من إشعال حرب طائفية .
سبقت هذه الجريمة المنكرة ، جريمة تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ،
جرائم متعمدة لحرق الكنائس وتفجير الحسينيات والجوامع ، ومراكز عبادة ، لكل الطوائف
والملل العراقية ، ولم تكن قادرة هذه الجرائم من فك عرى وحدة العراقيين ، لأنهم ،
أصلا ، متمسكين بوحدتهم الوطنية التي هزمت المستعمر البريطاني قبلا' ، عندما حاول
أن يشعل حرائق الخلاف الطائفي ، لما استعصى عليه ترويض العراقيين ، وفشلت جهوده
المبذولة ، آنذاك ، في أن يجد ثغرة ينفذ إليها لإشعال مثل هذا الفتيل القذر ..
هذه الجرائم وغيرها ستبقى مشروع تجربة متاح أمر تنفيذها لكل أعداء شعبنا ووحدته ،
وتكرارها مستقبلا ، فشلا أو نجاحا ، يتوقف على مقدار وعينا ، ويقظتنا بما يخطط له
أعداء شعبنا ، وعلى مدى قدرة تماسكنا فيما بيننا ، وتمسكنا بوحدة وطننا ، وإيماننا
بمبادئ وحدتنا الوطنية ، المعادية لقوى الإرهاب ، سلفيين متعصبين ، وتكفيريين ـ
طائفيين ، وإرهابيين ـ قوميين ، وبعثيين ـ صداميين ، وإسلاميين متشددين ، وحتى قوات
الإحتلال .
سيبقى مسلسل القتل والذبح والتفجير ، قائما فينا ، طالما لم نملك قيادات سياسية
عاقلة وحكيمة ، تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، وسيبقى العراق كريشة تتقاذفها رغبة
الجيران وأهواؤهم ، إذا لم تتجاوز هذه القيادات أطر العنصرية والطائفية الضيقة في
تعاملها مع قوى شعبنا ، وتزيل من قواميسها مفاهيم الخطوط الحمر ، على أبناء الوطن ،
ووضعها على هذه الفئة أو تلك . الخطوط الحمر ، نشددها ، على الأجنبي وعلى كل من
يتدخل في شؤون الوطن الداخلية والخارجية ، نضعها على أعداء شعبنا بكل أطيافهم
وتوجهاتهم ، قولا وفعلا . العراق على مفترق طرق وكل قواه السياسية وقياداتها ، من
خارج أو داخل الحكم ، مسؤولة عما يحصل له اليوم من كوارث . العروة الوثقى العاصمة
لوحدتنا المجربة ، هي التمسك بوطنيتنا العراقية ، ونبذ التعامل فيما بيننا ،
أوالتوصيف لبعضنا ، في كل لفظ مفرق ، يدلل على لون ديني ـ طائفي ،أو قومي ـ عنصري .
ما نعانيه ، نحن أبناء الشعب العراقي ، هو نتيجة لغرور أحمق ، واعتقاد كاذب بحرية
واستقلال القرار العراقي ، أو التمسك بالمصلحة الوطنية أو القومية عن غير إيمان ،
من بعض القادة في الحكم. وحقيقة أمر هذا الموقف ، بعضه ، ناتج عن كره وحقد شخصي ،
بغض النظر عن أسبابه ، غير مبرر وطنيا ، فعدم رغبة البعض منهم ، على التوافق
والتوحد ، لتشكيل الحكومة القادمة ، يضر بالمصلحة الوطنية العراقية ، ويعرقل ما
ينتظره الشعب من حلول لأزماته الخانقة ، الأمنية والمعاشية وغيرها من أزمات ، فلا
من فاز بالأكثرية ، ولا من لم يحصل عليها ، قادر على تشكيل الحكومة ، ومنذ أكثر من
شهرين ، والعراق دون حكومة شرعية ، قادرة على اتخاذ قرار ما يخفف عن الشعب معاناته
، فالقيادات السياسية ، تدور حول نفسها ، كثور ناعور أبكم ، فلا هي قادرة على تجاوز
خلافاتها المفتعلة ، وتبدأ بالحل ، ( في حين كانت متوافقة قبل سقوط النظام ) ولا هي
قادرة على التسليم بالأمر الواقع! ، والاعتراف بأن الأمر ليس بقرار منها ، وإنما
القرار بيد من سلب العراق سيادته ، وانتهك قراره ، وما هي ـ القيادات السياسية ـ
إلا كبيادق شطرنج ، غير قادرة على تخطي.ما هو مرسوم لها ، فلا هي تنفذه ، ولا هي
ترفضه ، ففي كلا الحالين الفضيحة أعظم (بجلاجل ).
أيها السادة القرار كما تعرفون ، لقوات الاحتلال وقائدها السياسي ، السفير خليل زاد
، فالأكثرية والأقلية لعبة مصطنعة ، توهمها خطأ البعض منكم ، وجازت على البعض الآخر
، من القوى الطائفية والقومية ـ العنصرية ، بأنها ناتجة من علو قامتها وسمو أهدافها
، وتناست أن من فتح الأبواب للجميع هي أمريكا ! فمثلما فتحته ، هي قادرة على إعادته
سيرته الأولى ، وكما وضعت ، أمريكا ، قواعد اللعبة ، فعلى كل أطرافها أن تنسجم ،
وترضخ ، ( إذا قالت حذام فصدقوها ! عن حق أو باطل ) وإلا لن يخرج العراق من هذا
النفق البائس في ظلمته ، بل هناك المزيد ، فأمريكا هي من ورائه . أيها السادة
حكامنا الأشاوس ..! لا تتنمروا ضراوة وتكالبا علينا ، ولا تطيلوا معاناتنا ،
توافقوا وانهوا مأساتنا ..! ولا تنسوا فأمريكا هي من خلقتكم ، فلم تكونوا شيئا
بدونها ، وشعبكم في كل الأحوال هو الضحية ، وانتم أعرف منه بسوء العاقبة والمنقلب ،
والقادم أدهى وأمر ..!