| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هادي فريد التكريتي

hadifarid@maktoob.com

 

 

 

 

الجمعة 17/8/ 2007

 


 

السيد آرا خاجادور ..بيان محبوس ...وحقد أسود ..!!

هادي فريد التكريتي *

كان السيد آرا خاجادور من الكوادر العمالية النشطة التي واكبت الحركة العمالية العراقية منذ أربعينيات القرن الماضي ، ولفترة طويلة ، شغل موقعا قياديا في الحزب الشيوعي العراقي ، كعضو في اللجنة المركزية وأيضا، كعضو في مكتبها السياسي ، لذا فهو ليس على اطلاع على سياسية الحزب ووثائقه ، وإنما مساهما في رسمها ومشاركا في تحمل مسؤولية نتائج القرارات التي اتخذها الحزب منذ سبعينات القرن الماضي ، فليس غريبا منه أو عليه ، أن يكشف عن وثائق لم يعرفها الكثير من الأعضاء والكوادر في الحزب الشيوعي ، وخصوصا تلك الوثائق التي تتمخض عن اجتماعات لقوى سياسية مع الحزب ، أو عن قرارات تمخضت عن اجتماعات المكتب السياسي واللجنة المركزية ، أو هيئات قيادية أخرى لمنظمات الحزب خارج أو داخل العراق ، باعتباره ممثلا دائميا حينا ، أو شبه دائم حينا آخر، للحزب خارج العراق ، إلا أن ما يثير الشبهات حوله ، موقفه المعادي للحزب ، والدوافع غير النزيهة الكامنة خلف ما ينشره من موضوعات ، تمجيدا لمقاومة مجهولة الهوية ، وقذفا وتهجما على حزب معروفة أهدافه وتوجهاته الوطنية ، منذ وقبل أن ينتمي هو إليه ، فموضوعه المنشور على صفحة الحوار المتمدن يوم 11/8/ 2007 الموسوم ب " البيان المحبوس أحد نماذج المصالحة الوطنية " يمثل بعضا من سلوك شائن
الكثيرون من أبناء الشعب العراقي ، وبدرجة خاصة أولاء المهتمين بالشأن السياسي ، يعرفون أن الحزب الشيوعي من الأحزاب الوطنية التي لا يمكن أن تغمز لها قناة ، في الميدان الوطني ، وكثيرا ما ضحى الحزب بمكاسب حزبية ، هو في أمس الحاجة إليها ،من اجل أن يحقق مكسبا وطنيا للعراق ، لذا كان الحزب في كل فترات الحكم الوطني الملكي وثورة 14 تموز عام 1958 ، ومرورا بكل فترات الحكم لقومي ـ البعثي ، تنزع سياساته إلى إرساء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية العراقية ، وما الجبهات الوطنية التي ابرمها الحزب مع مختلف القوى السياسية العراقية ،وبضمنها الجبهة مع البعث في سبعينات القرن الماضي ، ما هي إلا شكل من أشكال المصالحة الوطنية ، تهدف في جوهرها ، إلى إقامة مجتمع مدني لتقدم وازدهار العراق ، وتعزيز السلم الوطني بين قومياته وأثنياته المتعددة والمختلفة ، والسيد آرا كان من ضمن قيادة الحزب وكوادره التي وافقت على تلك التحالفات الوطنية ، ولم نعرف عنه ، موقفا معارضا معلنا ، والحزب في ظرفنا الراهن ، قبل الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 وبعده ، لازال ينحو هذا المنحى في سياسته ، بين فرقاء الحكم والمعارضين له على حد سواء ، للتخفيف من أعباء ، كان ولا زال ، يعاني منها الشعب العراقي ، شظف في عيشه ، وانعدام أمنه وطمأنينته ، واستشراء إرهاب يعانيه من " مقاومة شريفة " وتكفيريين وميليشيات طوائف ، وحكم محاصصة سيء الإدارة والتمثيل للقوى الوطنية ، فما الغريب في هذا السلوك ، ليتخذ السيد آرا من موضوع المصالحة مدخلا للهجوم على الحزب وقيادته الحالية ؟ خصوصا أن السيد آرا حتى المؤتمر الرابع كان من ضمن قيادة الحزب ، ولو تجددت عضويته في قيادة الحزب في مؤتمره الخامس ، والمؤتمرات اللاحقة لما أطلق سراح " البيان المحبوس " وفق تعبيره ، الذي تستر عليه لفترة طويلة ، وَلما قرأنا هجومه الذي شنه ، ولا يزال يشنه ، على الحزب وقيادته الحالية .
" البيان المحبوس " سجًانه وسجنه هما من صنع نفس القيادة التي ساهم فيها آرا ، طيلة ربع قرن ، وهو مساهم ، وشاهد ، على قيادة تتحمل مسؤولية الكثير من المآسي التي لحقت بالحزب والشعب على حد سواء ، إلا أن السيد آرا يحاول أن يبرء نفسه من كل سياسات و قرارات القيادة السلبية ، بعد أن نفذ عسل الخلية بزوال المعسكر الإشتراكي ، وكأنه لم يكن ، في يوم من الأيام ، من ضمن الفريق القيادي لذلك الحزب ، لذي يعاديه ويشهر به اليوم ، وهذا دليل على أن السيدا آرا متستر على الكثير من الأسرار التي تدينه وقيادته آنذاك ، ويحاول أن يجير تلك الأخطاء ويلصقها بالقيادة الجديدة للحزب الشيوعي العراقي ، المنتخبة وفق شفافية الناخبين والمرشحين ، وعلانية البرنامج والأهداف ، التي لم تناصر أو تدعم " المقاومة الشريفة " ، التي يدعمها ويباركها السيد آرا ، وهو أحد مناصريها والمهللين لها ، رغم كل ما تلحقه بالشعب من جرائم قتل وتفخيخ ونسف واغتيالات ، ولم نسمع أو نقر أ من السيد آرا تضامنا مع الضحايا الأبرياء ، أو شجبا وإدانة لمرتكبي تلك الجرائم ، إنما تهليلا وبشرى بنصر قريب لعودة الفاشية من جديد ، ولا أحد يستطيع أن يتفهم موقف العداء لمبادئ وأفكار الحزب الشيوعي ، من شيوعي ـ يدعي الشيوعية ـ وينحاز كليا للموقف القومي والعنصري والفاشي ، إلا من منطلق التستر على عداء وحقد دفين على الحزب الشيوعي ، بغض النظر عن النهج الذي ينتهجه الحزب حاليا ، من أجل التوصل إلى حلول توافقية ، تتفق عليها وتتصالح بموجبها كل القوى السياسية العراقية ، تضميدا لجراح الشعب ، كما هي تضميدا لجراح الحزب ، في واقع سياسي معقد ،وهذا ما أغاظ السيد آرا ليطلق سراح " بيانه المحبوس " ليقول للمتشككين لا تصدقوا دعوى الحزب الشيوعي فيما يتبناه من مبادئ وأفكار للمصالحة بين الفئات المتنازعة ، فالتاريخ شاهد حي على هذا الواقع ، و" بيانه المحبوس " شاهد زور ، لذا يحاول نسجا وتلفيقا وفبركة لبيانه البائس الذي ينسبه للحزب الشيوعي ، دون أن يحدد لنا السيد آرا وقتا وتاريخا دقيقا له ، وإني إذ أضع مقتطفات بين قوسين دون تصحيح لأخطائه اللغوية والنحوية ـ مقتطعة للإطلاع على بعض ما قاله السيد آرا تمهيدا لبيانه العتيد ، الذي ضم كلا من ( الوسيط الرفيق مكرم الطلباني، وسكرتير الحزب (الشيوعي) عزيز محمد، والسيد جلال الطلباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، أما السيد مسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد اعتذر لأن ظرف خروجه عبر ايران في ذلك الوقت كانت صعبة جداً، ... وقال السيد البرزاني "أنا متفق مع كل ما تتفقون عليه ).
(وكان اجتماع براغ مثمراً للغاية، وتوصلنا الى بيان مشترك يحمل تصوراتنا المشتركة، وأرسل البيان مع الرفيق عبد الرزاق الصافي الى الشام للنشر، حيث جرى تكليف حزبنا باعداده ونشره، وأعدت النشرة أو البيان المرفق، والذي أرسل مع عبد الرزاق، وقد أخذ جلال الطالباني نسخة منه، وأرسل الى حدك أيضاً....
مُنع البيان المشترك من الصدور، ولم يصل الى المواطنيين وأعضاء الحزب، وكان وراء المنع فخري كريم مستغلاً سطوته غير الشرعية على عزيز محمد لأسباب معلومة على الأقل لكوادر الحزب الشيوعي، ولم يكتفي فخري بالمنع ولكنه وزع محضر اجتماع م.س. الذي يتضمن دعوتي للمكتب الى تحرير الحزب من القيادات العاجزة والمتخلفة، وهذا التوزع يستهدف أستخدام الدوافع الذاتية لاعضاء ل.م. من أجل تأليبهم ضدي في اجتماع اللجنة المركزية في ألمانيا الديقراطية السابقة، ومن المشاركين في اجتماع م.س. عزيز، كريم، كاظم، عبد الرزاق وأنا. ..
.)
البيان الذي يتحدث عنه السيد آرا هو من أجل مصالحة بين النظام الساقط والقوى الوطنية العراقية ، المفروض بعد الاجتماع يصدر البيان كامل الصياغة والتوقيع ، والسيد مكرم الطلباني ملزم أن يقدم للنظام ، آنذاك ، نسخة من البيان ، كامل الصياغة والتوقيع ، ولم يكن مقبولا منه أن يعود ، لسلطة البعث ، خالي الوفاض ، من دون أن يحمل معه نسخة من هذا البيان ، فهل سيقول لهم أن البيان سيتم تحريره وفقا لرؤية الحزب الشيوعي ..! وهذا غير ممكن ،والمعروف ، أيضا ، عن السيد جلال الطلباني أنه حذر ودقيق في صياغة البيانات السياسية ، ولن يوافق على إجراء أي تصحيح لاحق بعد توقيعه ، فهل السيدان الطلباني وممثل السيد مسعود البرزاني سينصاعان لصياغة لاحقة ، يعدها الحزب الشيوعي في مقره بدمشق ؟ ماذا سيقول السيد جلال الطلباني الآن لو قرأ ما يدعية السيد آرا ؟ عمليا في مثل هكذا اجتماعات ، لا يمكن أن ينفض اجتماع ما دون أن يكون البيان الصادر عنه مكتملا ، وفي صورته النهائية ، فكل طرف ملزم أمام هيئته الحزبية ، أو جهته التي يمثلها ، بعرض نتائج ما اتفقت عليه الأطراف ، لنشرها في صحافتهم ، وهذا لم يتم ، وهذه ثغرة كبيرة في ما يعرضه السيد آرا ، لا يمكن أن تتجاوزها الأطراف المشاركة في مثل هكذا اجتماع مصيري ، وهذا أمر يثير شكوكا حول صحة بيان المصالحة ، فإن صحت الواقعة ، فلن تصح العرقلة التي رافقت إعلان البيان ، وبما أن البيان لم يصدر ، فالأمر يحتمل الاختلاف بين الأطراف ، وربما هناك فبركة عندما يقول " وأرسل البيان مع الرفيق عبد الرزاق الصافي " ،الصادر عن هذا الإجتماع والرفيق الصافي حي يرزق عنده حقيقة ما يدعيه السيد آرا ...
الواضح من عرض السيد آرا أنه بصدد تصفية حسابات مع أعضاء من اللجنة المركزية القديمة ، ومكتبها السياسي ، بدليل أن السيد آرا يعرض قضايا تدينه وتدين القيادة آنذاك ولا تمت بصلة لموضوع المصالحة الحالية ، التي يتحدث عنها ، حيث تناول واقعا آخر في كوردستان ، عندما كان مسؤولا عن العمل الأنصاري ، كما تناول اجتماع برلين والأسلوب غير المبدئي في ترشيح و انتخاب الأعضاء لمختلف المناصب الحزبية ، بما فيها عدم انتخاب السيد آرا للمكتب السياسي بأمر من السيد عزيز محمد ، كما تناول أمورا شخصية كقطع مخصصات المعيشة عنه ، ووساطة الحزب الشيوعي الفرنسي لنقل رسالة السجين طارق عزيز ، وكل هذه الأمور ينتقدها السيد آرا محملا القيادة الجديدة للحزب الشيوعي نتائجها ، فهل هناك دلالات أبلغ من هذه " الإنحرافات " ! ترتكبها قيادة الحزب الجديدة التي يناصبها السيد آرا العداء..!.
السيد آرا لم يكن هدفه من موضوع " البيان المحبوس " سوى العزف ضمن جوقة نشاز ، تتقاسم الأدوار في معاداة الحزب الشيوعي ، فعلى الرغم من أن السيد آرا يعدد الكثير من خروقات قامت بها قيادة ، كان من ضمنها ، عنصرا قياديا وفاعلا، ليقول لنا أن مصداقية قيادة الحزب الجديدة يجب أن لا تبتعد في مسارها عما تطرحه من رؤى " المقاومة الشريفة " الوريث الشرعي للنظام البعثي الساقط ، للعودة من جديد برموز جديدة ، أكثر حقدا على الشعب ، من السلطة التي سبقتها ، لتمارس القتل والتفجير والتهجير لكل مكونات الشعب العراقي دون تمييز ، وهو متباهيا بانجازاتها ، وهنا لدينا سؤالا نطرحه على السيد آرا ، عندما كان مسؤولا عن "حركة أنصار الحزب الشيوعي العراقي " إبان الحكم الفاشي ، هل كان يثقف أنصاره بقتل أبناء الشعب العزل ، من الموظفين والعاملين في قطاعات الدولة المختلفة ، وهل كان يأمر بهدم بيوت المواطنيين وتدمير ممتلكاتهم كما يفعلون في سنجار مثلا ؟" السيد آرا على غير المبادئ التي يدعي تبنيها ، يدعو علنا على حرق العراق بكل ما فيه ، لإفشال أي مسعى سياسي للحزب الشيوعي يخرج العراق وشعبه من وضعه البائس ، فلمصلحة من يا " آرا "كل هذا الحقد الأسود ..؟


* عضو اتحاد الكتاب العراقيين في السويد