موقع الناس http://al-nnas.com/
عن صراحة ابن عبود ـ مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية في السويد
هادي فريد التكريتي
الثلاثاء 13/6/ 2006
قرأت ما كتبه الأستاذ الكاتب رزاق عبود عن المؤتمر
التاسيسي للكتاب العراقيين في السويد ، ولا أريد أن ُأعِِرف بأن رزاق عبود ومن خلال
كتاباته كان ، وسيبقى ، كاتبا حرا وطنيا وملتزما بقضايا الشعب والوطن ، صريح
العبارة ، دقيق المعنى ، إلا أني أسجل عليه وصمه لكل من حضر هذا المؤتمر بوصف (
كتاب السفارة العراقية ) ، وأنا أول من يحتج على هذا الوصف المغاير للحقيقة ، بكوني
، كما هناك الكثيرون غيري ، خارج هذا الوصف المتعسف ، فأن كان بعض الحضور ممن لهم
علاقة بالسفارة ، فلا يعني أن شائبة تلحق بوطنية هؤلاء الحضور ، فالسفارة تمثل حكما
وطنيا بغض النظر عن كل الملاحظات التي لنا أو لغيرنا عليها ، وتبقى السفارة بيتا
عراقيا لكل العراقيين ، سواء أكانوا وطنيين أم طائفيين أم عنصريين ، فكل عراقي هي
من تمثله السفارة خارج بلده ، فحضوري لمؤتمر كتاب عراقيين في السويد ، جاء وفق ما
هو مثبت في مسودة النظام الداخلي ، الوثيقة المراد مناقشتها لتأسيس هذا الاتحاد ،
الاتحاد ( تجمع ثقافي طوعي ديموقراطي مستقل ، يضم كافة الكتاب العراقيين الذين
يؤمنون بأهدافه ...بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو انتماءاتهم القومية أو
الدينية أو المذهبية ) ، و من شروط العضوية في الاتحاد ، ( يحق لكل عراقي يتمتع
بشروط الكتابة والإبداع ويؤمن بالمفاهيم الديموقراطية العامة ، ولم يكن مروجا
للثقافة الدكتاتورية ومروجا للإرهاب القومي أو الديني أو العقائدي والتعسف الفكري
الآيدلوجي ، أن يكون عضوا في الإتحاد ..) فهل كان من الضروري أن يستثني النظام
الداخلي كتابا وطنيين لهم علاقة ما بالسفارة ، وهل السفارة العراقية اليوم كما هو
الحال بالأمس ، وكرا للتجسس وإرهاب المواطنين ، وحتى عندما كانت السفارة تمثل
النظام الفاشي آنذاك ، أثبتت التجربة خطل رأي مقاطعة السفارة ومراجعتها ، سواء
للحصول على وثيقة السفر أم لأي شأن آخر .
السفارة بكل من هم فيها ، موظفون يتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة ، وهي لخدمة كل
عراقي ، مهما كان شكله ولونه ومعتقده ، تدار بأموال عراقية ، وعلى من يرى فيها
نزوعا لموقف عنصري أو طائفي، أو معاداة للوطنية ، على الكتاب الوطنيين فضح هذا
التوجه دون هوادة ، وفي هذا الصدد أشار السيد عبود إلى كوني واحدا ممن ( ..لم يستمع
أحد إلى تحذيراتهم ، أو ملاحظاتهم ..) فعلى الرغم من اعتراضي على إيراد إسمي الذي
لا ضرورة له في مثل هذا الأمر ، إلا أن السيد عبود يجانب الحقيقة ، والحقيقة هي أن
كل المؤتمرين الحضور، قد ناقشوا من منطلق المسؤولية كل شأن من الشؤون المطروحة
للنقاش ، ورفضوا كل كلمة قيلت بحق السفارة وعنها ، وطالبوا بحذفها بالإجماع ، لذا
فقد خلت الوثيقة من كل لفظة بهذا الشان . التحذير الذي أشار إليه الزميل عبود ، هو
أن الكتاب طليعة الشعب العراقي في رسم ملامح الحكم الذي يريد ، وربط الكتاب بنهج
الحكومة يقضي على كل أفق للتطور ، فكلما ابتعد الكتاب عن قرار الحكومة وسياستها ،
حتى وإن كانت الحكومة من الأحزاب والتنظيمات التي تمثلهم ، كلما وضحت الرؤى عندهم
في استشراف المستقبل ، وتطورت أساليب معالجة نواقص الحكم ، من هنا كانت تنطلق
التحذيرات ، وليس من منطلق آخر معاد للسفارة .
يشير السيد عبود إلى نواقص وسلبيات في المؤتمر ، فهذا صحيح ، خصوصا بعدم حضور كل
الكتاب العراقيين في السويد ، وهذا الأمر خاضع لظروف كل من حضر ، أو لم يحضر ، وقد
خلا الحضور حتى من الزملاء الذين ساهموا في التحضير لهذا المؤتمر لفترة طويلة ،
والبعض قد اعتذر ، كما هناك من أرسل ملاحظاته دون حضوره ، والبعض لم يلب الدعوة ولم
يعتذر ، وآخرون لم يتم الإهتداء لعناوينهم ، ! وهناك من لم تعجبه ، أو لم تتوافق
شروط (الإيمان بالديموقراطية والوطنية ، بعيدا عن الطائفية والعنصرية ) مع نزعته
الفكرية وتوجهاته السياسية ، وهذا يعني في المقابل ، أن شريحة واسعة ، نتيجة هذه
الشروط ، أصبحت خارج الدعوة ، أمر آخر إتسم به المؤتمر قصر الوقت ، وتحديده باربع
ساعات ، تخلصا من تكاليف لا قدرة لهذا المؤتمر على سد تكاليف وجبة الغذاء ، ولو
ُأستطلعت الآراء قبل عقد المؤتمر ، لكان قد استصحب كل مساهم سندويشة لغذائه من أجل
إطالة أمد المؤتمر ، كما كان المفروض أن يدفع كل مساهم بدل الإشتراك مقدما ، لتسديد
بعض النفقات ، إلا إن هذا لم يحصل .. من السلبيات أيضا أن يقطع بعض الحضور قرابة
500 كيلو متر مرهقة من السفر المتواصل ، كحالي ، ليدخل القاعة وهو متعب ومرهق ،
فعندما يكون الهدف ساميا ، تتلاشى سلبياته التي فاقت الإيجابيات ، إلا أن الروح
الإيجابية التي سادت وتمتع بها أعضاء المؤتمر، هي التي كانت سائدة ، رغم كل النواقص
والأخطاء ، بسبب أن من حضر كان جادا لتأسيس رابطة أو اتحادا للكتاب .
السيد رزاق عبود رُشح إلى منصة الرئاسة ، وحسب علمي لم يعترض ، ولم ُيكرهه أحد على
الترشيح ، كثيرو! ن هم الذين رُشحوا من قبل الغير ، إلا إنهم إعتذروا ، ولم يكن
هناك إكراه أو فرض لترشيحهم ، فكان السيد عبود واحد من ثلاثة ، ُألقيت عليهم
مسؤولية إدارة المؤتمر ، نجاحا أو فشلا ، ولم يبدر من السيد عبود رفضا لهذه
المسؤولية ، وترأُس إدارة الجلسة شأن الثلاثة ورهن إتفاقهم ، ولا شأن للحضور في هذا
، والحضور منصاع لقرارهم وما يفعلون بحرية ، إلا أن التلكؤ ، ولا أقول الفشل ، بعدم
اتخاذ قرار حاسم وحازم من قبلهم ، في كيفية مناقشة الوثيقة ، هو الذي بدد الكثير من
وقت المؤتمر ، وبالطبع السيد عبود يتحمل ثلث المسؤولية ، والثلثان الآخران يتحملهما
زميلاه على منصة الرئاسة ، ولا دخل لآعضاء المؤتمر في الموضوع .
في منتصف الجلسة أعلن الزميل رزاق عن رغبته لترك منصة الرئاسة ، بحجة التعب وألام
في الظهر ، إلا أن الحضور عارض هذا العذر ، ولم يفصح عن حقيقة السبب ، كما هي صراحة
ابن عبود التي عهدناها به ، إلا بعد أسبوع من انتهاء المؤتمر ، وهذا مؤسف حقا .
لم يكن هناك من يعترض ، فيما إذا كان الزميل عبود يريد أن ( تعقد هيئة الرئاسة
اجتماعا تداوليا لانتخاب الرئيس ) فهذا شأن هيئة الرئاسة إن ( استحوذ على الرئاسة
زميل عزيز ) حسب وصفه ، لذا ليس منطقيا أن يلقي بالمسؤولية على كل أعضاء المؤتمر ،
أو على أشخاص بعينهم ، فالقاء المسؤولية على الغير ليست صفة لكاتب ملتزم بقضايا
شعبه ، مثل السيد عبود ، وكما عهدناه به ، وهو من َقِبَل تحمل المسؤولية لإدارة
الحوار والنقاش مع غيره ، دون ضغط أو إكراه .ولم يكن هناك من فرض رأيا أو فرض ترشيح
أحد ، فالسيد رزاق يعرف أن البعض حاول أن ُيرشح للهيئة الإدارية ، من لم يكن حاضرا
، وهؤلاء لم يحضروا لسبب قاهر ، لكونهم من ساهم في الإعداد لهذا المؤتمر ، إلا أن
الحضور لم يوافق ، كما لم يوافق الحضور على توكيل الغير لإنتخاب الهيئة الإدارية ،
وهذا يعني أن الحرية كانت كاملة ومطلقة للمؤتمر في كل قراراته ، ولم يتدخل أي كان
في عمله وقراره .
هذا المؤتمر تعرض لنقد جارح ، وكأن الحضور لم يكن بينهم إلا طلاب عشاء من السفارة ،
أو جمهور لحضور حفلة طرب لطلاب الأقسام الداخلية أيام زمان ، أمر مؤسف أن ينحدر
النقد لمثل هذا الواقع ، كان بودي لو تمتعت بقراءة نقد بناء ، يعالج كل مفاصل الخلل
، وهي كثيرة ، خصوصا لمن يساهم في وضع اللبنات الأولى لهيئة تلم شمل كل من يستخدم
قلمه من العراقيين في السويد ، ولعضد ما يعانية شعبنا من قتل طائفي على الهوية ،
وقطع رؤوس ، وتفجير وتفخيخ . إنها اللبنة الأولى لهذا التأسيس ، وعلى الرغم من كل
نقد و بأي صيغة كانت فهو يحمل في ثناياه التعديل والتصحيح ، ولا يسعني إلا أن أقول
شكرا لابن عبود على صراحته غير المعهودة ، وظلمه للكثيرين ممن حضروا ، وتأشيره لبعض
مظاهر خلل فينا ..