| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حسن السوداني

 

 

 

الخميس 2 /8/ 2012

 

صورة الثورة من اربعة زوايا

د. حسن السوداني

بتاريخ 14-7-2012 وبماسبة ذكرة ثورة 14 تموز أقام التيار الديمقراطي في جنوب السويد والجمعية الثقافية العراقية ندوة علمية استذكارية لمجريات الثورة من اربعة زوايا هي التعليم والثقافة والطائفية والاوضاع السياسية بمشاركة الاستاذ الدكتور ابراهيم اسماعيل والدكتور ابراهيم الخميسي والدكتور فاخر جاسم والدكتور حسن السوداني .

بالإضافة الى جمع من المثقفين والسياسيين والإعلاميين والفنانين وسيدات المجتمع في المدينة ، أفتتح الندوة الاستاذ عصام الخميسي رئيس الجمعية الثاقافية العراقية بالتعريف بالضيوف والترحيب بالسيدات والسادة الحضور وتبعا لذلك بدأ الدكتور فاخر جاسم الحديث عن مفهوم الطبقة الوسطى مؤكدا على انها المسؤولة عن حركة التغيير الاجتماعي والسياسي في اغلب المجتمعات النامية ، فعلى أكتاف هذه الطبقة قامت الثورات التي كانت تنادي بتحرير البلدان من الاعتداءات الأجنبية عليها. وكان بروزها واضحا في تلك المرحلة من تاريخ العراق وخاصة ابان ثورة الرابع عشر من تموز الا ان التغير المتواصل الذي أصاب تركيبة الطبقة الوسطى خلال العقود الأخيرة ساهم بشكل كبير في حدوث التردي الكبير الذي لحق ببنية المجتمع العراقي . فبعد أن كان قوام الطبقة المتوسطة هو المتعلمون والمثقفون والطبقة العاملة، نجد أنه بدءا من سبعينات القرن الماضي بدأ النكوص والاختلال بالتوازن وساهم فيما بعد بأنكفاء هذه الطيقة وضياع هويتها التغييرية. فيما جاءت مداخلة الدكتور ابراهيم الخميسي مؤكدة على المناخ التعليمي الذي احدثته الثورة وتوسيع رقعة التعليم العالي وتوطيد اركان جامعة بغداد وتأسيسها وفقا للمعايير الجامعية العالمية واختيار شخصية علمية بقامة الدكتور عبد الجبار عبدالله ساهم الى حد كبير في اشاعة مناخ ايجابي يحسب لصالح الثورة وقائدها عبد الكريم قاسم. في حين تناول الدكتور ابراهيم الركابي المفهوم الطائفي وعلاقته بثورة 14 تموز عام 1958 مؤكدا على ان الطائفية هي نوع من النزوع السلطوي والعصبي والفئوي تحاول استغلال الدين من اجل التعبئة والنفوذ وبالتالي هي بعيدة من القيم الروحية والمثل الدينية وتعاليمها لأنها نوع من التحزب السياسي لأغراض دنيوية وهي تسخر الدين وتستغله من اجل تحقيق أهدافها وبرامجها الخاصة.ومن هنا فأن قيام ثورة الرابع عشر من تموز قد اذكت فكرة الطائفة الحاكمة وامكانية ابدالها الى المكونات الاخرى والاسهام بتعطيل الجانب السلبي المرتبط بالتعصب الطائفي وما ينجم عنه من أوهام وانحراف وما يتركه من اثر في الشحن والتوتر الطائفي وهو ما يحول الطائفية إلى شكل من أشكال العنصرية. وبالتالي ما اسفرت عنه الفكرة السائدة على تناوب السلطة اعتبر مفهموما قديما لابد من اختراقه بالعمل على جذب المكونات الاخرى واعطائها حق المواطنة بما فيه التمثيل السياسي لها.

واختتم الدكتور حسن السوداني المداخلات بنتاوله الزاوية الرابعة لصورة الثورة وعلاقتها بالثقافة محاولا اثارة مجموعة من التساؤلات عن تلك العلاقة ومن بينها الصدفة التاريخية التي انتجت اسماء ثقافية وفنية وادبية كبيرة في زمن الثورة وعن التصرفات الارتجالية لزعيمها في تنفيذ المشروعات الفنية والثقافية وعن علاقة المثقف بالسلطة, تاركا المجال امام اجابات لايمكن حسمها دون وضع المرحلة التي قامت فيها الثورة بذات سياقاتها التاريخية وعدم محاكمتها بمقاسات عصرنا الراهن.

بعدها فتح الباب لمداخلات الجمهور وانطباعته عن الثورة وايامها وزعيمها عبد الكريم قاسم مما احدث تفاعلا ايجابيا في مناخ الندوة .
 

 

 

free web counter