متى ترى النور حكومة الولائم ؟
حمزة الشمخي
كل شئ ممكن وجائز في عراق اليوم ، حتى أن محاولات تشكيل الحكومة
العراقية الجديدة ، والتي طال إنتظارها ، أخذت منها قادة الأحزاب والقوى والكتل
السياسية إسلوبا جديدا في العمل السياسي والبرلماني لإنتخاب أو إختيار أعضاء
الحكومة العراقية القادمة .
حيث لجأت بعض القيادات السياسية العراقية الى إسلوب الدعوات والولائم !، من أجل لم
شمل كل الكيانات السياسية العراقية ، ومحاولة إشراك البعض منها في الحكومة العراقية
الجديدة ، حيث عجزت هذه القيادات السياسية في الفترات السابقة ، عن جمع أغلب
الكيانات السياسية للتشاور في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة العراقية .
ولكنها نجحت الآن من خلال الولائم اليومية والتي لا زالت مستمرة الى يومنا هذا ! ،
والتي سوف لا تتوقف حتى إعلان تشكيل الحكومة الجديدة على ما يبدو .
كل شئ جديد وغريب في عراق ما بعد الدكتاتورية ، ومنها بدعة الولائم القيادية ،
والتي أصبحت تنتقل من بيت الى بيت ، بحيث يتنافس عليها المتنفذون من السياسيين
العراقيين لجمع أكبر عدد ممكن من القيادات والكيانات والشخصيات السياسية لإرضاء
البعض منها أو إشراكهم في الحكومة الجديدة .
أن العراق يمر في ظروف بالغة الصعوبة والإستثنائية ، لذلك يحتاج للعمل الجدي والحرص
الوطني وحضور ومساهمة كل الطاقات والكفاءات الوطنية المخلصة ، التي تفكر وتعمل بجد
من أجل بناء الوطن وإستقلاله وإستقراره ، لأن العراق ليس بحاجة الى زعامات وقيادات
تتحدث كثيرا من خلال وسائل الإعلام فقط من دون أن تعمل بشكل جدي ويومي من أجل
العراق وأهله .
حيث أن الوضع الأمني المتدهور والفوضى ، وإنتشار الجريمة المنظمة وإتساع الفساد بكل
أشكاله ، وإنتشار البطالة وحالة التشرد والجوع ، وعدم توفير الضروريات الحياتية
للإنسان ومنها الكهرباء والماء الصالح للشرب ، ولا زالت عملية البناء والعمران
تراوح في مكانها ، ومن يزور العراق يعتقد إنه من أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلفا.
كل هذا وغيره من القضايا المستعجلة والمهمات الآنية ، لا تحرك القيادات السياسية ،
وخاصة زعامات القوائم الفائزة في الإنتخابات النيابية ، من أجل الإسراع في تشكيل
الحكومة العراقية المنتظرة ، على إسس الكفاءة والإمكانية والمقدرة والنزاهة بعيدا
عن الإختيار الحزبي الضيق والمجاملات السياسية .
فمتى تعلن حكومة العراق الجديدة يا قادة العراق الجدد ؟؟ .
موقع الناس http://al-nnas.com/