العراق وحرب المناصب
حمزة الشمخي
لا زالت القوائم الفائزة في الإنتخابات النيابية تدور في فلك
الصراعات والمساومات والإتفاقات ، للخروج بتشكيلة حكومية ترضي هذا الإئتلاف أو تلك
الكتلة على حساب الآخرين على ما يبدو ، تتصارع البعض من القوائم الفائزة من أجل كسب
المزيد من المناصب الوزارية ومنها رئاسة الوزراء .
حيث أن المرشحين الأربعة لهذا المنصب أي رئاسة الوزراء ، والذي أصبح أهم من حاضر
العراق وحتى مستقبله في حسابات بعض القوائم الفائزة !! ، فأن جميعهم من الإئتلاف
العراقي الموحد الذي يريد أيضا أن يحصل كذلك على وزارتي الدفاع والداخلية إضافة الى
وزارات سيادية ومناصب حكومية مهمة إخرى .
ومن المعروف للجميع أن العراق بحاجة اليوم الى المزيد من التكاتف الوطني والإنفتاح
السياسي ، بعيدا عن الإحتراب الحزبي والصراعات الطائفية والمناطقية الضيقة الذي
يريد البعض أن يرسخها في عراق اليوم .
ويخطأ من يظن ، أن هناك طائفة أو قومية أو قوة سياسية معينة ، قادرة على الإنفراد
بالسلطة والقرار السياسي وقيادة العراق ، لأن العراق بحاجة لكل العراقيات
والعراقيين ، وإن إختلفت توجهاتهم السياسية ومراجعهم الفكرية ومذاهبهم وقومياتهم ،
هذا هو العراق المتعدد والمتنوع منذ آلاف السنين ، والزاهي بألونه المختلفة والرافض
دائما لسيادة وطغيان اللون الواحد فيه.
ولكن بالرغم من كل هذه المحن والمصائب التي مر بها العراق ولازال ، فأن البعض من
السياسيين والمتنفذين وأصحاب القرار يتعاملون مع المصلحة العراقية وفق مفهوم الربح
والخسارة والفائدة الذاتية ، وليس على الأساس الوطني والقضية العراقية ومصلحة
الجميع .
وأن هؤلاء قادة بعض القوائم الفائزة أنفسهم يخوضون اليوم حرب المناصب ، منذ إجراء
الإنتخابات في الخامس عشر من كانون الأول عام 2005 الى يومنا هذا ، ولازالت حربهم
متواصلة وينتقلون من موقع الى آخر ، ويواجهون هذا الطرف أو ذاك بالإتفاق أو الرفض ،
كما يقوم به الإئتلاف العراقي الموحد الحاصل على الكثير من المقاعد البرلمانية في
الإنتخابات الأخيرة .
فمتى تنتهي حرب المناصب .. ؟ ، وهل إنها ستأخذ المزيد من الوقت من أجل كسب المناصب
الوزارية وغيرها ؟، أم أن حربكم المناصبية ستطول ولا نهاية لها ؟، وهل أن العراق
بإنتظار حروب إخرى ؟
هذا العراق الذي إبتلى بالطغيان والحروب والإرهاب والدكتاتورية والتخلف .
فهل سينهض من جديد ومتى ؟؟
موقع الناس http://al-nnas.com/