| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 5/3/ 2007

 



شبعنا من المؤتمرات والإجتماعات


حمزة الشمخي

منذ إنهيار نظام صدام في التاسع من نيسان عام 2003 الى يومنا هذا ، كان هناك بين مؤتمر ومؤتمر ينعقد مؤتمر في داخل العراق وخارجه وأحيانا بمشاركة عربية أو أجنبية .
ولكن ماذا حصدنا من كل هذه المؤتمرات والإجتماعات التي ظلت قراراتها وتوصياتها حبيسة الأوراق والملفات دون أن تجد طريقها للواقع الملموس ولو لمرة واحدة ، بل أحيانا تجهض حتى قبل نهاية المؤتمر أو الإجتماع ، وإجتماع مكة مثالا على ذلك ، حيث صرح بعض المتصارعين على السلطة والقرار والنفوذ ، بأنهم غير ملزمين بكل ما يتمخض عنه الإجتماع ، وجاء هذا قبيل أو إثناء التوقيع على بنود الإجتماع مباشرة .
أن مشاكل العراق الكثيرة والمتنوعة والمتداخلة بين الشأن الوطني والتأثيرات الإقليمية والدولية المباشرة والغير مباشرة منها ، لايمكن حلها بمثل هذه المؤتمرات ، حتى لو جاءت بأحسن القرارات وأفضل النتائج لأنها تبقى ناقصة ما دامت لا تشخص العلة من أساسها بل تدور حولها .
المشكلة الأساسية هي بتوجهات ومنطلقات وأهداف ونوايا وممارسات ساسة العراق ، لأن هناك من يريد أن يكون درب الطائفية والمحاصصة ولغة القوي والضعيف والكبير والصغير والحلال والحرام والتابع والمتبوع والأكثرية والأقلية والحاكم والمحكوم ... إلخ ، هي اللغة السياسية والإجتماعية والفكرية السائدة في العراق ، دون الإعتراف بالمواطنة وحرية الإنسان وحقوقه وواجباته مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته أو طائفته وإنتماءه الفكري السياسي .
وإذا بقينا على هذا الحال لا تشفع لنا المؤتمرات والإجتماعات ، حتى لو حضرها العالم كله ، لأن المشكلة العراقية وحلها يجب أن يكون عراقيا خالصا دون تدخل خارجي مهما كان حجمه وثقله في المعادلة العراقية ، لأن أهل العراق أدرى بقضاياهم ومشاكلهم وهمومهم ومفاتيح الحل بيدهم وليس بيد الآخرين .
فمتى يشهد العراق مؤتمرا وطنيا ( بإشراف دولي ) يتحدث فيه الجميع بإسم العراق لا بمسميات إخرى ، وأن تكون المواطنة العراقية فوق أي إعتبارا مهما كان ، وأن يكون الجميع متساووين في الحقوق والواجبات ؟ .
وهذا هو مفتاح الحل الحقيقي لعقدة العراق المستعصية ولا سبيل غير ذلك أبدا .