موقع الناس http://al-nnas.com/
معركة الوزارات
حمزة الشمخي
السبت 29 /4/ 2006
يصاب المرء بالدهشة والجزع والتعب في هذه الأيام ، من
بعض القيادات والشخصيات السياسية العراقية وأحزابها وكياناتها المتنفذة في الشأن
السياسي العراقي والتي لها دورا في العملية السياسية الجارية الآن ، لأن هذه
القيادات وأحزابها هي أول من أدخل في القاموس السياسي العراقي بعض المصطلحات
والمفاهيم السياسية الغريبة على المجتمع العراقي مثل الطائفية والمحاصصة والمناطقية
والمليشيات المسلحة ... إلخ .
هذه القيادات السياسية تخوض اليوم معارك الوزارات والمناصب ، بدلا من المعارك من
أجل الإستقرار والأمان ومحاربة الإرهاب والجريمة وتوفير الخدمات للناس وإستقلال
البلد ، بل هي راحت تتعارك وتتصارع حتى النفس الأخير ، من أجل الحصول على الوزارات
السيادية والمناصب الحساسة والمهمة وفق المحاصصة الطائفية المقيتة .
الكل يتحدث عن الوحدة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية والعراق الواحد الموحد ، ولكن
عندما تصل الأمور الى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يتراكض هؤلاء حول المغانم
الوزارية والمناصب الحكومية ، وكأن العراق أصبح لمثل هؤلاء الذين يرسخون الطائفية
في العراق فقط وليس لغيرهم من العراقيين .
أين معايير النزاهة والكفاءة والإمكانية والوطنية لهذا الشخص العراقي أو ذاك ، من
الذين يستحقون العمل في هذه الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة ، أين موقع
المرأة العراقية من كل ما يجري في هذه الأيام ، إذا كانت معاييركم لهذه المهمات تتم
وفق المحاصصات الطائفية المذهبية والقومية والتي تبدأ من رئاسة الجمهورية الى رئاسة
الوزراء وحتى البرلمان وكل الوزارات ؟
أين وحدتكم الوطنية وحكومتها من كل هذا الدرب الطائفي الذي تسيرون عليه ، بالرغم من
كل المعارضات السياسية والحزبية والشعبية التي لا تريد غير درب العراق المتنوع بكل
مكوناته ؟
وهل تعرفون أنكم أصبحتم في خندق ، والشعب العراق في خندق آخر ، لأن هذا الشعب الذي
ضحى ولا يزال يضحي لا يريد عراق المناطق والمليشيات المسلحة والمحاصصات ، بل يريد
عراق التآخي والمحبة والعيش بسلام .