| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 28/9/ 2007

 

 


لمن يريد أن ينسى

حمزة الشمخي

كثر الحديث هذه الأيام عن لقاءات وحوارات ومفاوضات مع ( أجنحة ) من حزب البعث العراقي المنحل ، من قبل بعض السياسيين العراقيين المساهمين في العملية السياسية أو خارجها ، وكأن هؤلاء وحدهم هم من يقرر إشراك حزب البعث وإزلامه بالعملية السياسية مرة إخرى وليس غيرهم .
وبهذه البساطة والسهولة وكأن شيئا لم يكن ، وحتى قبل أن تجف دماء الشهداء والضحايا الذين غيبهم وأعدمهم وهجرهم نظام البعث ، الذي حكم العراق بالإستبداد والحروب والتهجير لمدة 35 عاما .
من أعطاكم الحق ، أن تتحاوروا مع من قام بقتل الناس بالجملة ودمر البلد ؟ ، والمقابرالجماعية شاهد على ذلك ، وحملات الأنفال وقصف حلبجة لازالت آثارهما باقية ، وعملية تجفيف الأهوار ومحاربة أهلها وحتى الأسماك والطيور والنبات لم تسلم منها ، وقمع إنتفاضة آذار المجيدة موثقة بالأدلة والصور والشهود ، والإعدامات التي شملت كل الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية الوطنية والديمقراطية والإسلامية والقومية التي عارضت نظام الموت ، إضافة الى حربه العدوانية مع إيران ، وغزوه لدولة الكويت الشقيقة ، وهذه ما هي إلا بعض من جرائم وأفعال نظام البعث في العراق وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى .
وأن هناك من يريد في هذه الأيام أن يخلط الأوراق ، ويقوم بتمريرعملية تسويق حزب البعث من جديد في الحياة السياسية العراقية ، من خلال التمييز ، بأن هناك بعثيين لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين وأن هناك مجرمين من البعثيين ، هذا صحيح ولا خلاف عليه .
ولكن أن عملية اللقاءات والتفاوض التي جرت وسمعنا عنها بعد ذلك ، قد تمت مع أشخاص مطلوبين للعدالة ، ويجب محاكمتهم على أفعالهم المشينة عندما كانوا يحكمون العراق والآن هاربين ، من أمثال عزة الدوري ومحمد يونس الأحمد وغيرهما من المطلوبين.
أما الناس الذين إنتموا لحزب البعث نتيجة عملية الترهيب والترغيب وهم يشكلون الأكثرية ، لا يهمهم اليوم أن يعود حزب البعث من جديد للعمل السياسي ، لأن أغلبهم قد إكتوا بنيران هذا الحزب وجرائمه وحروبه ، كباقي بنات وأبناء الشعب العراقي .
ومن يريد أن ينسى السنين السوداء ، التي مر بها العراق في ظل الدكتاتورية المنهارة ، فعليه أن يعرف بأن عوائل الشهداء والضحايا والمتضررين هم يمتلكون أكثرية شعبية وأقوياء بقضيتهم العادلة لأنهم أصحاب حق ، من أية كتلة سياسية عراقية وحزب ومنظمة ، مهما كانت برامجها وشعاراتها وتوجهاتها ، لأن صوت الشعب أعلى من أصوات الجميع ، ومن يريد أن ينسى فلا يرحمه التاريخ أبدا .