| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس  27 /7/ 2006

 

 

آخر نكات صدام في المحكمة

 

حمزة الشمخي

يبدو أن الدكتاتور السجين صدام لا زال مصدقا بأنه كان عسكريا كبيرا وقائدا للقوات المسلحة العراقية خلال فترة حكمه الإستبدادي للعراق ، علما إنه لم يخدم العسكرية في أية فترة من حياته ، ولكنه كان يرتدي الباس العسكري فقط ، دون أية معرفة بالعلوم العسكرية وفنونها ، وكان يقلد نفسه بين الحين والآخر الأوسمة والنياشين العسكرية الرفيعة .

ولكن أن صدام قد طلب خلال أحد جلسات محاكمته بتاريخ 26 تموز 2006 من القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن ، في حالة إصدار حكم بحقه ، بأن تكون عقوبته الإعدام رميا بالرصاص بدلا من الشنق ، لأنه عسكري كما يدعي صدام ، فلذلك يجب أن يعاقب إذا ما أدانته المحكمة ( رميا بالرصاص لا شنقا مثل بقية المجرمين ) هكذا قال صدام في المحكمة  .

ومن المعروف للجميع أن صدام وأعوانة الذين إستولوا على السلطة بالقوة والقمع والإستبداد في 17 تموز 1968 ، هؤلاء الذين تقلدوا أرفع المناصب الحكومية والسياسية والعسكرية والعلمية ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، العريف في الجيش علئ حسن المجيد ، الذي أصبح وزيرا للدفاع وسمير الشيخلي الذي لم يحصل على الشهادة الثانوية وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وغيرهم الكثير والكثير  .

حقا أن ما قاله صدام في المحكمة هي آخر نكته من نكات هؤلاء ، الذي سمعنا عن نكاتهم كثيرا عندما كانوا في الحكم ، ونسمعها اليوم منهم وهم في السجن ، إنهم لا يخجلون ولا يستحون ، وکأنهم يعيشون في عالمهم الخاص وبعزلة تامة عن البشر ، حيث يصرون على إنهم لا زالوا القادة الشرعيين لحكم العراق وليس غيرهم  .

يتحدثون في المحكمة وکأنهم أبرياء لا ذنب لهم ، وأنهم كانوا من المخلصين للعراق والعراقيين ، حيث قال صدام في نفس جلسة المحاكمة ، بأنه قد وقع على حكم الإعدام بحق المجرمين والمتآمرين دفاعا عن ( العراق والشعب والمسيرة ) ، وکأن كل هؤلاء الآلاف والآلاف من الضحايا والشهداء كانوا لا يدافعون عن الوطن والشعب إلا صدام وأعوانه !

هؤلاء القتلة الذين تركوا ورائهم المقابر الجماعية ، والكثير من المفقودين والمغيبين والمعوقين والأيتام والأرامل والمآسي والضيم وخراب الوطن ودماره ، لا زالوا يتبجحون بأفعالهم الإجرامية من خلال المحاكمة الإستعراضية التي على ما يبدو لا نهاية لها قريبا  .

فمتى سيحاكم هؤلاء على حروبهم العدوانية وجرائمهم الوحشية ، والتي لا تحتاج الى المزيد من الشواهد والبراهين والإثباتات ، لأنها موثقة بوثائقهم التي تركوها خلفهم أصلا ، ولا زالت آثار جرائمهم المدمرة في كل بيت عراقي ؟